+ A
A -
باريس- وكالات- أقبل الفرنسيون أمس على مراكز الاقتراع وسط تدابير أمنية مشددة بعد الاعتداء الأخير في قلب باريس، وأدلوا بأصواتهم في الدورة الأولى من انتخابات رئاسية حاسمة لمستقبل الاتحاد الأوروبي، ووسط ترقب شديد لنتائج يصعب التكهن بها.
وقال أندريه بويي المتقاعد البالغ من العمر 67 عاما في منطقة كاليه (شمال) «من المهم أن نصوت، لكن ليس لدينا كثير من الخيارات الجيدة، وبالتالي صوتت لصاح الأقل سوءا».
ويبقى مستوى التعبئة بين الناخبين البالغ عددهم 47 مليونا، عنصرا أساسيا في هذه الانتخابات، في وقت كان ربعهم لا يزال مترددا في حسم خياره حتى اللحظة الأخيرة قبل الدورة الأولى.
ومن أصل 11 مرشحا يتواجهون في هذه الدورة، إشتدت المنافسة بين أربعة منهم يتصدرون نوايا الأصوات، وفي طليعتهم الوسطي الشاب إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، يتبعهما بفارق طفيف المحافظ فرنسوا فيون وزعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون.
وبعد ثلاثة أيام من الاعتداء على جادة الشانزيليزيه الذي تبناه تنظيم داعش وأدى إلى مقتل شرطي، تم نشر خمسين ألف شرطي وسبعة آلاف عسكري في جميع أنحاء البلاد لضمان حسن سير عمليات الاقتراع بعد تهديدات إرهابية.
وقالت هاجر ارهماني (39 عاما) التي صوتت في سيفر بالمنطقة الباريسية «لم يكن للامن دور في خياري. هناك مسائل أخرى لها الأولوية بنظري، في طليعتها البطالة والاقتصاد».
وتعيش فرنسا التي شهدت منذ مطلع 2015 سلسلة اعتداءات أوقعت 239 قتيلا، تحت تهديد الإرهاب. وهي أول انتخابات رئاسية تجري في ظل حال الطوارئ التي فرضت بعد اعتداءات 13 نوفمبر 2015 في باريس.
وأدلى جميع المرشحين بأصواتهم قبل الظهر، فصوت إيمانويل ماكرون في توكيه المنتجع الساحلي في منطقة النورماندي برفقة زوجته بريجيت، فيما صوتت مارين لوبن في إينان-بومون، معقلها في شمال فرنسا.
وراهنت لوبن (48 عاما)، رئيسة حزب الجبهة الوطنية، على الموجة الشعبوية التي حملت دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ودفعت بريطانيا إلى اختيار الخروج من الاتحاد الأوروبي، للفوز في الانتخابات.
في المقابل، يعرض ماكرون (39 عاما)، أصغر المرشحين سنا، برنامجا ليبراليا سواء في الاقتصاد أو المسائل الاجتماعية، وبنى حملته على خط مؤيد لأوروبا.محددا توجه حركته «إلى الأمام!» بأنه «ليس من اليمين ولا من اليسار».
وكانت الحملة الانتخابية حافلة بالمفاجآت والتقلبات في المواقف، فشهدت سقوط المرشحين الرئيسيين الذين كانوا يشغلون الساحة السياسية منذ عقد الواحد تلو الآخر، ومن ابرزهم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي خرج من السباق منذ الانتخابات التمهيدية لليمين.
واضطر الرئيس المنتهية ولايته الاشتراكي فرنسوا أولاند إلى التخلي عن الترشح لولاية ثانية في ظل شعبية متدنية أضعفت موقعه، في سابقة منذ أكثر من ستين عاما.
ودعا أولاند الناخبين إلى «الاثبات ان الديمقراطية اقوى من كل شيء».
وقال «بالنسبة إلى الفرنسيين اعتقد ان افضل رسالة يمكنهم توجيهها هي ان الديمقراطية اقوى من كل شيء».
وفي مفاجأة أخرى من جانب اليمين، تراجع المحافظ فرنسوا فيون الذي كان الأوفر حظا بعد فوزه الكبير في الانتخابات التمهيدية لحزبه، في استطلاعات الرأي بعد الكشف عن فضيحة وظائف وهمية في البرلمان استفادت منها زوجته واثنان من أولاده.
وشهد الشوط الأخير من السباق مفاجأة أخيرة كانت تقدم مرشح آخر «من خارج الأحزاب» هو جان لوك ميلانشون، الاشتراكي السابق الذي أصبح ممثلا لـ«فرنسا المتمردة»، والذي نجح في تخطي الفارق مع فيون في استطلاعات الرأي.
ومع تقدم هذا الخطيب المفوه المعجب بفيدل كاسترو والمستعد لإخراج بلاده من الاتحاد الأوروبي إن لم يصلح التكتل أنظمته، ووصوله إلى المربع الأول، تعززت الشكوك بشأن نتيجة هذه الانتخابات.
copy short url   نسخ
24/04/2017
1760