+ A
A -
سياسة التوظيف والتقطير أصبحت مقولة شهيرة عند كل مؤسسات الدولة، سواء الحكومية أو الخاصة، اصبح التوظيف هاجس كل مواطن ليحافظ على حياة كريمة من خلال خدمة وطنه، اليوم العالم بأكمله يتكلم عن البطالة وتسريح الموظفين في ظروف صعبة قد تأتي من خلال كساد وضعف أداء وقلة الموارد وعدم وجود أرباح تغطي تكاليف الأجور. نلاحظ دولة قطر تتصدى لهذه الحالة من ضعف نسبة التوظيف، وذلك من خلال فتح مشاريع وخلق وظائف، ولكن نحن نعيش في أجواء رائعة يكسيها اقتصاد قوي.
سياسة التوظيف يجب ان تكون على أسس علمية وعملية قابلة للتطبيق، ويجب ان يكون التغيير على مستوى رأس الهرم ويتبناها شخص صاحب قرار ولا يعرف للمجاملة طعما، وان يكون مؤهلا علميا حتى يتسنى لنا اختيار الوظائف القيادية حسب المؤهلات العلمية والخبرة العملية، هناك شركات تدار بالريموت كنترول حسب أهوائهم، يوظفون اقاربهم واصدقاءهم رغم انهم بعيدون كل البعد عن مجال الشركة، هناك من ينزلون ببراشوت إلى المراكز القيادية، وهناك من يجيد فن الواسطة ويتعامل مع هذه الشركة على أنها تركة وضعت تحت تصرفه. والحديث في هذا الموضوع قد يأخذ مني مجلدات للبحث والكتابة عنه. رأيت الكثير من المخالفات الادارية في حياتي العملية، ورأيت الكثير من المجاملات الشخصية والتي تأتي على حساب اصحاب المؤهلات والكادحين والعصاميين في حياتهم العملية. رأيت الكثير من ضياع شبابنا في القطاع الخاص، لا يعرفون مصيرهم ولا يعرفون أين هم ذاهبون، لا دورات تدريبية ولا توجيه ولا هم يحزنون.
لقد فشلت مؤسساتنا والقطاع الخاص بالذات في استقطاب الاعداد المطلوبة لتغطية العجز في الشواغر في ظل وجود تأشيرات سياحية للأجانب، والتي تحولت بقدرة قادر إلى تأشيرات دائمة تنتهي إلى مضايقة المواطن في مصدر رزقه ولقمة عيشه، واقع مأساوي يمر على دولة قطر في ظل غياب الجهات الرقابية والمسؤولة عن التوظيف مباشرة، معارض مؤقتة لشركاتنا في استقطاب القطريين ومحددة في يوم واحد يظهرون بصورة للإعلام، هناك من أراد ان يعمل بطريقة بهلوانية في الشعور بالفخر من خلال توظيف 10 مواطنين من طلبات كثيرة تم الانتهاء بها في الارشيف للحفظ، واقول لهذه الشركات «ركزوا على الموجودين اللي عندكم قبل لا تفقدونهم، لان سوق العمل اصبح يستقطب اصحاب المؤهلات والخبرات الطويلة».
هناك فرص كثيرة في قطر للحصول على الوظائف ولكن لا نراها إلا في الجرائد الاجنبية «QATAR IS THE PROMISING LAND» واحنا في قطر ما نعرف وين نروح، واهل قطر آخر من يعلم بهذه الفرص، نحن في قطر بحاجة إلى تكافؤ في فرص العمل واعطاء الأولوية لأبناء قطر، لا نريد اعلانات كاذبة عن التوظيف ولا نريد صعوبات في التوظيف من خلال رصد الخبرات الطويلة لخريج جديد من جامعة قطر، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء. نريد تحركا حكوميا في تفعيل المعرض المهني بثوب جديد ودون مكياج صارخ من خلال الديكورات، وأنا على استعداد لوضع هذه الضوابط اذا عجزوا عنها أهل الخبرة حتى الجميع يستفيد من المعرض المهني.
في الختام، ما زال لدينا وقت لإعادة المعرض المهني بثوبه الجديد بعد أن يتم تصحيح مساره وأخطائه السابقة، ما زال الوضع قائما لإعادة المعرض المهني بتعاون جميع مؤسساتنا الحكومية والخاصة والتي أثبتت جدواها في السابق، ما زال الوقت قائما لدينا لتفعيل المعرض المهني ليكون تحت رعاية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حتى يأخذ مكانه المرموق من حيث الدعم المعنوي والمادي، نحن بحاجة إلى رجال يصنعون تاريخ قطر، نحن بحاجة إلى تكاتف الجميع في تثقيف مفهوم سياسة التقطير على أسس ومعايير تخدم المواطن، نعم قطر تستحق الأفضل.. وتقبلوا تحياتي
copy short url   نسخ
24/04/2017
915