+ A
A -
كتب – محمد حمدان
أعلنت «قطر للبترول» أمس عزمها تطوير مشروع غاز جديد في القطاع الجنوبي من حقل الشمال سيمكنها من زيادة إنتاجها بنحو 10 % من الغاز الطبيعي، وسيبدأ العمل على تحديد الخصائص التفصيلية للمشروع خلال الأشهر القليلة المقبلة لتستأنف «قطر للبترول» تطوير مشاريع حقل الشمال بعد توقف مؤقت لعمليات التطوير في 2005 لدراسة أثر الزيادة السريعة في الإنتاج على المكمن.

وقال العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ«قطر للبترول» المهندس سعد شريده الكعبي، في مؤتمر صحفي عقد أمس، للكشف عن هذا المشروع، إن الدراسات الفنية وأعمال التقييم التي أجرتها قطر للبترول في حقل الشمال أثبتت إمكانية تطوير مشروع غاز جديد يمكن أن يخصص للتصدير، بطاقة إنتاجية تقدر بحوالي ملياري قدم مكعبة في اليوم، وهو ما يرفع إنتاج حقل الشمال بما يساوي 10 % من معدل الإنتاج الحالي مما سيرفع الطاقة الإنتاجية للدولة بحوالي 400 ألف برميل مكافئ يوميا.
وأضاف أن قطر للبترول أجرت منذ عام 2005 دراسات وافية وبذلت جهودا استثنائية لتقييم الحقل اشتملت على حفر عدد من الآبار التقييمية لتقدير إمكانية الإنتاج منه بشكل أفضل، وهو ما مكنها من التوصل لهذه النتيجة المرضية اليوم.
وأكد «الكعبي» أن المشروع الجديد سوف يعزز المكانة الرائدة التي تحتلها دولة قطر كلاعب رئيسي في صناعة الغاز العالمية، كما يؤكد على الدور المحوري لصناعة النفط والغاز القطري بصفتها داعمة أساسية للاقتصاد الوطني، وهو ما يساهم في تحفيز الاقتصاد بقطاعيه العام والخاص، وفي عملية التنمية الشاملة للبلاد، وفي تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.
كما أوضح أن المشروع سيبدأ الإنتاج خلال الفترة من 5 إلى 7 سنوات، مشيرا إلى أن الزيادة في الإنتاج ستوجه بشكل رئيسي للتصدير، مؤكداً أنها تعزز القدرة الإنتاجية لشركة قطر للبترول والدولة.
مسح زلزالي
وحول دور دراسات المسح الزلزالي في تطوير هذا المشروع.. قال «الكعبي»: إن دراسات المسح الزلزالي التي قامت بها «قطر للبترول» لحقل الشمال هي الأكبر من نوعها في العالم وتمت منذ عدة سنوات، وبالإضافة لذلك تم حفر عدد من الآبار الاستكشافية، وإنه بناء على تلك الدراسة إلى جانب تلك الآبار تم اتخاذ قرار تطوير المشروع الجديد، مشيراً إلى أن المسح والاستكشاف اعتمد على تقنية 3D، مبيناً أن المجهود الأكبر بذل بواسطة «قطر للبترول».
وأشار إلى أن الدراسات الاستكشافية قامت بها «قطر للبترول» وحدها دون شركاء، موضحا أنه لم يتم اتخاذ قرار بشأن التعامل مع الزيادة المقررة من إنتاج الغاز الطبيعي، مضيفاً: لدينا ثلاثة طرق للتصدير، التحويل لغاز طبيعي مسال (LNG) أو تحويل الغاز لسوائل (GTL) أو تركه على الحالة الغازية وتصديره عبر أنابيب، لافتاً إلى أنه سيتم تحديد الطريقة المجدية من هذه الخيارات وبناء عليها يتم اختيار أيهما أفضل، ووفقاً لها سيتم تحديد التكلفة، مبيناً أنها تتوقف على طريقة التطوير.
وقال «الكعبي»: ننظر إلى الطاقة الإنتاجية الجديدة للتصدير، مؤكداً توفر كافة احتياجات الدولة وتلبيتها، كما أن مطلوبات الكهرباء والمياه متوفرة وليست هناك حاجة لها.
وفي ما يتعلق بالأسواق المستهدفة للتصدير، أشار إلى أن الشركة تسعى للأسواق التي لديها حاجة، مشيراً إلى أن بعض الأسواق تفضل غاز سوائل (GTL) نظراً لأنه متداول أكثر، مضيفاً «نحن نلبي حاجة السوق لنوعية الغاز والسوق مفتوح للجميع والمكان الذي فيه سوق نحن نمضي للوصول إليه».
وأوضح أن الزيادة في الإنتاج ستدعم مكانة قطر كلاعب أساسي في سوق الغاز، حيث ستواصل قطر مكانتها كأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال بإنتاج يصل إلى 77 مليون طن سنويا لسنوات طويلة، منوهاً بأن «قطر للبترول» ستواصل مساعيها لدعم مكانة قطر في قطاعي النفط والغاز سواء عبر المشاريع المحلية أو خارج قطر.
توسع دولي
وكشف «الكعبي» عن اعتزامه زيارة قبرص اليوم لتوقيع عقود لاستكشاف النفط والغاز قبالة سواحل الجزيرة بالشراكة مع شركة اكسون موبيل، حيث تبلغ حصة قطر للبترول 40 % مقابل 60 % لشركة اكسون موبيل، وسيكون هناك حفل توقيع رسمي بقصر الرئاسة بقبرص، مؤكداً اعتماد المشروع رسمياً من الحكومة، كما أنه يأتي في إطار سعي الشركة للتوسع دولياً.
تقليل التكاليف
وحول مسار اندماج شركتي «قطر غاز» و«راس غاز».. لفت الرئيس التنفيذي لـ«قطر للبترول» إلى أن خطة الاندماج تسير وفقا لما هو مخطط له بل وأسرع مما هو مخطط له.. متوقعا إنجاز الاندماج بنهاية العام الجاري.
وفي ما يتعلق بتأثير الاندماجات وتقليص العمالة.. أكد «الكعبي» أن التقليص يكون وفقاً للحجم المناسب لأداء المهمة، وهذا يتوقف على قوة النشاط الاقتصادي، مشيراً إلى أن فائدة التقليص تنعكس على كل الشركاء لجهة أن تقليل التكلفة التشغيلية يعتبر ربحا للشركاء ولفائدتهم جميعاً، مضيفاً «إذاً شركة قطر للبترول استفادت وأصبح لديها دخل أفضل بالتالي الدولة استفادت، والاقتصاد مستفيد وشركة قطر للبترول أكبر داعم للاقتصاد الوطني».
هيكلة ودمج
قال «الكعبي»: ألغينا بعض الشركات التي لا تخدم الخط الرئيسي لنا في عمليات إنتاج النفط والغاز، كما قمنا بدمج «قطر غاز» و«راس غاز» لتشكيل مؤسسة واحدة تقوم بإدارة الغاز المسال في قطر، علاوة على دمج بعض الشركات الكيماوية والبتروكيميائية، ومضى موضحاً: الآن نحن في مرحلة النمو لقطر للبترول ونحن أعددنا العدة لمواصلة النمو، نمو في قطاع الغاز، وسيكون هناك نمو في قطاع البتروكيميائيات سنعلن عنه قريباً، مشيراً إلى أنهم يعملون بطريقة منهجية وبكتمان وهدفهم هو مصلحة قطر، و«قطر للبترول» ستكون من الشركات العملاقة على مستوى العالم.
وتابع قائلاً: «لا نسعى للمنافسة مع الآخرين، أعتقد أن الآخرين يسعون لمنافستنا»، بالنسبة لنا نحن نحتل المركز الأول عالميا على مستوى قطاع الغاز الطبيعي المسال (LNG) وسنظل نحتل الرقم الأول لفترة طويلة جداً وعادةً الكبير لا ينظر إلى الأصغر منه، لأن الأصغر يتطلع إلى الكبير، ونحن في قطاع الغاز المسال كبار.. وسنظل كباراً.
وتابع: «هذا ليس له علاقة بقرار زيادة الإنتاج وتطوير الحقل الجديد، القرار هو نحن لدينا الاستطاعة لزيادة الإنتاج بملياري قدم مكعب يومياً وقررنا نعمل ذلك، دون التأثير على حق الأجيال القادمة والمستقبل.
copy short url   نسخ
04/04/2017
1424