+ A
A -
اليمن - الوطن - محيي الدين الشوتري
شهد العام الماضي أعمالا خيرية واسعة النطاق قادها الهلال الأحمر القطري في اليمن، للتخفيف من المعاناة القاسية التي يتجرعها مئات الآلاف من اليمنيين، بسبب الحرب وتداعياتها السلبية المزرية. وعلى الرغم من المخاطر الأمنية في بعض البلدات اليمنية جراء وقوعها على خط المواجهات العسكرية، لم تلن تلك الأحداث من عزيمة الهلال الأحمر القطري في تقديم المساعدات والاحتياجات الإنسانية اللازمة التي حرم منها الآلاف جراء الحرب، فحينما كانت الحرب والأمراض تحصد الناس في كل المدن، وتعسرت فرصة الحصول على العلاج لتلك الأمراض، كان الهلال يجهز ويدعم ويؤهل كثيرا من المستشفيات، ناهيك عن توفير المستلزمات الطبية والأدوية ودفع أجور العاملين عليها في موقف أينع ثمره وأتى أكله بعد أن أنقذت تلك المشاريع الصحية للهلال الآلاف من السكان، سواء جرحى الحرب أو المصابون بالأوبئة المتفشية.
لم تكن الحرب هي وحدها التي أرقت اليمنيين خلال عامين ماضيين، لكن الاوبئة المتفشية كحمى الضنك والكوليرا والتي ظهرت عقب اندلاع الحرب زادت اليمنيين هموما اخرى، فكأن من لم يقض في الحرب ستطوى حياته بهذه الأمراض ولهذا كان للهلال الأحمر القطري دور الريادة في المشاريع الصحية التي نفذها خلال العام الفارط في عدد من المدن اليمنية، لاسيما وأن توقيت تلك المشاريع كان في وقت ضاق وضع القطاع الصحي في اليمن ذرعا بعد الشلل الذي أصابه جراء تهدم المشافي بقذائف الحوثيين وحلفائهم أو اضطرار بعضها للإغلاق لانعدام الموازنة التشغيلية لها. ونالت محافظة تعز جنوب غرب البلاد حيزا كبيرا من مشاريع الهلال لاسيما وأن المدينة اعلنتها الحكومة اليمنية مدينة منكوبة بسبب الحصار المفروض عليها منذ عامين وهو الأمر الذي تسبب في تعطيل الخدمات الصحية في معظم مستشفيات المدينة، ومن أبرز الاعمال التي نفذها الهلال في مدينة تعز توريد ونقل المشتقات النفطية حيث يتم رفد المستشفيات العاملة بداخل مدينة تعز بمادة الديزل التي تعتبر المحرك الأساسي للمستشفيات في ظل غياب تام للكهرباء وفي ظل ارتفاع سعر مادة الديزل أضعافا مضاعفة في الوقت الذي قلّت فيه قدرات المواطنين على تحمل نفقات المعاينة والفحوصات مما أدى إلى إغلاق معظم المستشفيات الخاصة والحكومية. كما قام الهلال بشراء ونقل مادة الأكسجين التي أصبحت عملة نادرة داخل مدينة تعز بسبب الحصار المفروض عليها، والتي تعتبر شريان الحياة لكثير من المرضى خاصةً في العناية المركزة. ويتم شراؤها ونقلها من المحافظات المجاورة إما عن طريق التعاقد مع المتعهد بتوريدها ونقلها أو عن طريق اللجان الطبية المشكلة لهذا الغرض. بالإضافة إلى توفير الأدوية اللازمة لإجراء العمليات الجراحية من مواد تخدير ومضادات حيوية، والأدوية اللازمة لما بعد العملية، كما تم توفير المستلزمات الطبية اللازمة للعمليات الجراحية وخاصة الصفائح والبولتات، والمسامير، والمستلزمات الأخرى بحسب التخصصات والتي يتم توفيرها بحسب طلب الاستشاريين وتقديم الأدوية والمستلزمات لأصحاب الأمراض المزمنة وتوفير الأدوية والمستلزمات الاسعافية للمصابين والجرحى بمدينة تعز ونظرا للحالة المأساوية التي تعيشها مدينة تعز تمكن الهلال الأحمر القطري من إعادة الحياة لمركز 22 مايو الطبي في منطقة الدمنة الذي كان مغلقا حيث قام الهلال الأحمر القطر ي بإعادة وتأهيل المركز في مرحلته الأولى التي استمرت أربعة اشهر وخلال هذه الفترة قام الهلال باستدعاء الكادر الوظيفي في المركز وكذلك استيعاب بعض الأطباء الآخرين من أجل القيام بمباشرة العمل في المركز والبدء باستقبال الحالات المرضية وكان عددهم 19 كادرا طبيا وفنيا وعدد 11 كادرا إداريا وتم تزويد المركز بأدوية ومستلزمات طبية ومحاليل مخبرية من أجل تسهيل أداء سير العمل وخلال الاربعة الاشهر استفاد من المشروع الذي تبناه الهلال القطري 15483 وهي الحالات التي تم استقبالها ومعالجتها، واستجاب الهلال الأحمر القطري لنداء مستشفى الروضة العام بتعز بعدم توفر اسطوانات الاكسجين في العناية المركزة.
تعد محافظة مأرب من المحافظات الأكثر تضررا من الحرب في اليمن ؛ ولأن البنية التحتية في محافظة مأرب ضعيفة العمل وكانت تعتمد على مستشفى واحد وهو (هيئة مستشفى مأرب العام) الذي كان قد تعرض للقصف وتوقف تماما عن الخدمة، حيث أطلق الهلال مشروع التدخل الطبي العاجل لمعالجة جرحى الحرب في مأرب حيث تم إنشاء مستشفى ميداني في منطقة كرى وهي منطقة تبعد 35 كيلو مترا عن اقرب نقطة اشتباك، وقد قام الهلال القطري بتجهيزه بصورة عاجلة وعلى الرغم من إمكاناته المتواضعة إلا انه قدم ولا يزال يقدم خدمات إسعافية لمئات الحالات الجراحية فهو يمثل نقطة الإخلاء الأولية لجرحى مأرب والجوف، وقد تم توسعة هذا المستشفى ليتسع إلى اكبر قدر ممكن وذلك بإضافة عدد من الأقسام فيه وتجهيزها وتأثيثها وتأمين الكادر المناسب لها كي تؤدي دورها لاستيعاب العدد الكبير من الجرحى وتساعد في إنقاذ حياة العديد منهم والهلال الأحمر القطري هو الذي تولى تأثيث مستشفى كرى.
اضطلع الهلال الأحمر القطري بدوره في انقاذ حياة المئات من المرضى والجرحى في محافظات عدن والضالع وابين جراء تردي الاوضاع الصحية في البلاد وتفشي الأمراض والاوبئة وعدم قدرة المرافق الصحية على تلبية الاحتياج واستقبال الاعداد الهائلة من المرضى والجرحى والمصابين لاسيما مع اشتداد المعارك وقلة المرافق الصحية والارتفاع الكبير في أسعار الدواء والخدمات الصحية والضرورية وعدم توفر الكادر الطبي جراء غياب الدولة ونزوح عدد كبير منهم إلى مناطق آمنة أو سفرهم خارج البلاد الأمر الذي أدى إلى تدني المستوى الصحي في تلك المناطق حيث أطلق الهلال مشروع القوافل الطبية في اليمن والذي يعد من أبرز المشاريع الصحية الاغاثية العاجلة حيث نفذ الهلال العمليات الجراحية في مجمع بئر احمد الصحي حيث أعاد الهلال تأهيله للقيام بالخدمات الاسعافية والعمليات الجراحية وتوفير بعض الاجهزة والمستلزمات الطبية حيث تم التعاقد مع كادر طبي متخصص واجراء 10 عمليات كبرى مجانا واجراء الخدمات العلاجية المجانية المتنوعة لعدد 1500 مريض في المجمع.
واستهدفت مشاريع الهلال الأحمر القطري خلال العام المنصرم مرضى السائل الدماغي في اليمن من خلال شراء أجهزة شفط للسائل الدماغي حيث قام الهلال الأحمر القطري بشراء 430 جهازا لمرضى السائل الدماغي، كما نفذ الهلال الأحمر القطري مشروع سقيا الماء بمحافظة الضالع ومشروع توفير المياه للمتضررين بسبب الحرب.
copy short url   نسخ
01/04/2017
1799