+ A
A -
تحقيق– أكرم الفرجابي أكد عدد من الأطباء والمختصين، أن حساسية حبوب اللقاح، أو ما تسمى بـ«حساسية الربيع» يمكن أن تؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، خاصة الأطفال؛ بالإضافة إلى أنها تؤثر على الحياة اليومية، مثل النوم خلال الليل، والإنتاجية خلال النهار، والقدرة على قضاء بعض الوقت في الهواء الطلق، وأشاروا إلى أن تجنب التعرض لحبوب اللقاح هو أفضل وسيلة لمواجهة الحساسية، كما يمكن التخفيف من حدتها من خلال تعاطي الأدوية والخضوع للعلاج المناعي. وأشار الأطباء إلى أعراض هذه الحساسية التي تتمثل في السعال والعطاس، وانتفاخ واحمرار العينين مع دموع، واحتقان وسيلان الأنف، وصعوبة التنفس والحكة، وهي أعراض من بين العديد من التمظهرات التي تشير إلى إصابة الشخص بحالة الحساسية الموسمية لفصل الربيع، والتي تتسبب في معاناة مستمرة من أجل تفادي أسباب ردة فعل غير محمودة العواقب قد تؤدي بهم إلى غرف المستعجلات. بدايةً يقول الدكتور إبراهيم الجناحي، رئيس قسم أمراض الرئة للأطفال، بمؤسسة حمد الطبية، عادةً ما تنتشر في فصل الشتاء والربيع، أمراض الحساسية التي تسببها فيها حبوب اللقاح، وتكون أعراضها غالباً تنفسية، ويمكن أن تطال الأطفال أو الراشدين، وتتراوح بين التهاب مخاطية الأنف، والتهاب الملتحمة، والسعال، كما يمكن أن تكون على شكل طفح جلدي، مسجلاً أن تشخيص الحساسية يتم غالباً في مرحلة الطفولة أو المراهقة، غير أن بعض حالات الحساسية تظهر لدى بعض كبار السن، حيث يتم الخلط بينها وبين الأمراض المرتبطة بالتقدم في السن، مما يصعب عملية الكشف عنها في حال تأخر التشخيص لسنوات، إذ إن الشعب التنفسية تشيخ بشكل مبكر، كما يتم استنزاف قدرات الجهاز المناعي، لذلك نصح الدكتور الجناحي الأشخاص الذين يعانون من الحساسيات بأخذ أدويتهم المعتادة الوقائية مثل: «بخاخات الربو والأنف وحبوب الهيستامين»، حتى إذا تعرضوا لحساسية يكون لديهم مقاومة، وأشار رئيس قسم الأطفال إلى أنه لا يمتلك إحصائيات دقيقة بشأن المراجعين، ولكنه أكد زيادة عدد المراجعين بسبب الحساسية في فصل الربيع والشتاء، وذلك بسبب أزمات الربو والحساسية، موضحاً أن طوارئ الأطفال تستقبل ما بين (800–1200) حالة في الأيام العادية في كل التشخصيات المختلفة، ممكن في فترة الربيع يزيد العدد، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أزمات في الجهاز التنفسي. توخي الحذر من جانبه يقول الدكتور محمد العامري، استشاري أول طب طوارئ الأطفال: إن أكثر الأخطاء التي تواجهنا إصرار أهل الأطفال للحصول على مضادات حيوية لأطفالهم في حالة الإصابة بالأمراض العادية مثل الحرارة المرتفعة أو الأنفلونزا أو غيرهما من أمراض الشتاء والربيع، مشيراً إلى أن مؤسسة حمد الطبية دعت الجمهور إلى توخّي الحذر عند استخدام المضادات الحيوية وغيرها من الأدوية المضادة للميكروبات، وذلك للحيلولة دون تكوّن المناعة لدى الميكروبات وتزايد مقاومتها لهذه الأدوية، باعتبار أن هذه المشكلة باتت تشكل تهديدًا خطيرًا على الصحة العامة في مختلف أنحاء العالم، مشيراً إلى أن حمد الطبية استشعاراً منه لخطورة ذلك أطلق برنامج الإشراف على مضادات الميكروبات، وهو برنامج وقائي شامل يتضمن مجموعة من التدابير تهدف إلى الحد من مقاومة الميكروبات للمضادات على مستوى المستشفى، ومن هذه التدابير التطبيق الصارم لسياسة وصف واستخدام المضادات الحيوية في دولة قطر، وتعزيز ثقافة الاستخدام السليم للمضادات الحيوية، ومكافحة العدوى، ولا بد من تكثيف الجهود لتعزيز الوعي في هذا المضمار في أوساط العاملين في مجال الرعاية الصحية الأولية والقطاع الصحي الخاص ولدى الجمهور، مبيناً أن الاستخدام الخاطئ للأدوية المضادة للميكروبات يؤدي إلى ظهور ميكروبات مقاومة لهذه الأدوية، موضحاً أنه عند تعرض الميكروبات لجزيئات المركبات الدوائية تقوم بتكوين خصائص مقاومة لهذه المركبات الدوائية وبالتالي تستطيع الميكروبات أن تصمد أمام هجوم الأدوية المضادة للميكروبات ومن ثم تفقد العلاجات المعيارية فعاليتها وتصمد العدوى، مما يزيد مخاطر انتقالها إلى أشخاص آخرين مسببة لهم الأمراض الخطيرة وربما تؤدي إلى وفاتهم. وسائل الحماية وشدد استشاري أول طب طوارئ الأطفال بطوارئ أطفال، على أهمية استخدام وسائل الحماية الصحية للأطفال والكبار سواء في البيت أو في أماكن العمل لحماية الجميع من أمراض الشتاء وعلى رأسها الإنفلونزا الموسمية لتجنب العدوى منها اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن والمحافظة على النشاط البدني الذي من شأنه أن يقوّي نظام المناعة لدى الإنسان ويجعله قادرًا على مقاومة العدوى، وكذلك فإن اتباع الطرق السليمة في النظافة الشخصية ونظافة الأطعمة يقي من العدوى بالكثير من الأمراض التي تنتقل بالاتصال المباشر بالمرضى، وعن طريق الهواء، وعن طريق الأطعمة الملوثة، منوهاً إلى أن بعض الممارسات الجيدة مثل الغسل المتكرر لليدين واتباع الطرق السليمة في مناولة الأطعمة، وتجنب الاتصال المباشر بالأشخاص المصابين بأمراض معدية، وتعقيم السطوح المتسخة أو التي تكثر ملامستها من قبل الغير، تعمل على الوقاية من الكثير من الأمراض، وبالتالي تجنّب استخدام المضادات الحيوية المستخدمة في علاج هذه الأمراض، إلى جانب أهمية أخذ التطعيمات الضرورية لذلك والتي تحد من الإصابة بها وتزيد من مقاومة الجسم لها. التنفسي بدوره أوضح الدكتور محمود الدريني، طبيب الأسرة بمركز المطار الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية: إن أمراض الشتاء والربيع تشمل أمراض الجهاز التنفسي كالإنفلونزا والزكام والتهاب القصبة الهوائية والتهاب اللوزتين والتهاب الحلق والتهاب الشعب الهوائية، وتزايد أزمات الربو، وبعض الأمراض الجلدية مثل الإكزيما والحساسية الجلدية والاكتئاب الشتوي، وأضاف أن هناك فرقاً بين الزكام والإنفلونزا، فالزكام هو أقل خطراً من الإنفلونزا وأكثر انتشاراً، ومن أعراض الزكام سيلان في الأنف واحتقان خفيف في الحلق، أما أعراض الإنفلونزا فتكون أكثر حدة وتتميز بحدوث حمى شديدة وسعال شديد وألم في العضلات والمفاصل.. وقال الدكتور محمود الدريني الحاصل على الماجستير بطب الباطنة والزمالة للكلية الملكية البريطانية بطب الأسرة: يصاب سنوياً خمسة مليارات شخص في العالم بالإنفلونزا، يموت منهم 250 ألفاً إلى نصف مليون بمضاعفات الإنفلونزا، وعادة فإن ضحايا الإنفلونزا يكونون من الفئات الأكثر عرضةً للمضاعفات والذين يعانون من ضعف جهاز المناعة، مثل المسنين الأكبر من 65 عاماً والحوامل والأطفال الأصغر من خمس سنوات ومرضى الكلى والكبد والقلب ومرضى الربو وبعض أمراض الدم، مشيراً إلى أنه من الأمور الشائعة في هذا التوقيت من العام برودة الأطراف، وذلك نتيجة لملامستها الجو البارد، مما يؤدي إلى تقلص الشعيرات الدموية فيها وانخفاض تدفق الدم وبالتالي البرودة فيها، ولفت إلى أن برودة الأطراف قد تكون أكثر احتمالاً لدى بعض الأشخاص مثل المصابين بفقر الدم (أنيميا) والمصابين بخمول الغدة الدرقية ومرضى تصلب الشرايين والتهاب الأعصاب الطرفية لدى مرضى السكري والمدخنين. جميع الأعمار وقالت الأكاديمية الأميركية للحساسية والربو والمناعة: إن حساسية حبوب اللقاح يمكن أن تؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، خاصة الأطفال؛ حيث يمكن أن تؤثر على الحياة اليومية، مثل النوم خلال الليل والإنتاجية خلال النهار، والقدرة على قضاء بعض الوقت في الهواء الطلق، وأضافت أن تجنب التعرض لحبوب اللقاح أفضل وسيلة لمواجهة الحساسية، كما يمكن التخفيف من حدتها من خلال تعاطي الأدوية والخضوع للعلاج المناعي، وأصدرت مؤخراً (5) توصيات للتغلب على حساسية الربيع وأعراضها المزعجة تمثلت في، أولاً: التقليل من النزهات، حيث تطلق الأشجار في فصل الربيع مليارات من حبوب اللقاح الصغيرة في الهواء، وهي عبارة عن «بودرة» متواجدة داخل الزّهور، وعندما يتنفس الشخص وتعلق هذه الحبوب في الأنف والرئتين، بإمكانها أن تؤدي إلى تحسّس؛ لذلك فإن البقاء في البيت يمكن أن يساعد الشخص على التغلب على المشكلة، لاسيما عند هبوب الهواء وخلال ساعات الصباح الأولى عندما تكون أعداد حبوب اللقاح في مستوياتها العليا، لكن إذا اضطررت للخروج يُنصح بارتداء قبعة ونظارة لحماية العين والأنف من حبوب اللقاح التي يحملها الجو، بالإضافة لإغلاق زجاج نوافذ السيارات عند ركوبها وتشغيل مكيف هواء مزود بفلتر لحبوب اللقاح، والذي يفضل استبداله سنوياً، بالإضافة إلى تزويد نوافذ الغرف بشبكة لحجب حبوب اللقاح، ثانياً: محاصرة آثار المواد المسببة للحساسية، تأكد من غسل شعرك واستبدال ملابسك التي كنت ترتديها خارج المنزل بمجرد العودة إلى المنزل، لتجنب تهيج الحساسية أثناء الليل، مع الاهتمام بغسل شعر الرأس جيداً خاصة قبل الذهاب إلى النوم؛ وذلك حتى لا تتسلل حبيبات اللقاح إلى داخل الوسادة ومنها إلى العين أو الأنف.. ويُوصى كذلك بغسل الأنف عن طريق استنشاق الماء بشكل منتظم، وإذا كان لديك حيوانات أليفة في المنزل، تأكد من غسل أو مسح فرائها في كل مرة تخرج فيها تلك الحيوانات من المنزل، وإلا ستتسرب حبوب اللقاح إلى المنزل، ثالثاً: حماية استباقية يمكن إجراء تغييرات بسيطة في المنزل، لكنها قد تحدث فرقًا مهمًا؛ فإغلاق جميع النوافذ يمنع حبوب اللقاح من الدخول إلى المنزل، وعوضاً عن ذلك، يمكن الاستعانة بمكيفات الهواء لتبريد المنزل، ويمكن خلع الحذاء عند باب المنزل والطلب من الضيوف فعل الحركة نفسها، لبقاء المواد المسببة للحساسية في الخارج، وينصح بتنظيف الأرضيات بمكنسة كهربائية لسحب كل الجزيئات المجهرية من المكان، رابعاً: إجراءات احترازية، حيث يمكن للشخص أن يتناول الأدوية في بداية فصل الربيع، وذلك قبل أن تظهر عليه الأعراض من دمع العينين والعطس، وبهذه الطريقة، ستكون الأدوية موجودة في جسم الشخص عندما يحتاج إليها، استشارة الطبيب المعالج، وتكون الاستشارة الطبية ضرورية لبعض الحالات المتقدمة من الحساسية، والتي لم تجد معها العديد من الاحتياطات نفعًا، فبإمكان الطبيب تشخيص الحالة ووصف الدواء المناسب، وإعطاء المزيد من الإرشادات النافعة لكل حالة على حدة، ويمكن علاج الحساسية الموسمية الحادة مع الدواء، فهناك عدة أشكال مختلفة من الأدوية الحساسية بما في ذلك قطرات العين، بخاخ الأنف، ومضادات الهيستامين المهدئة وغير المسكنة، ويستحسن أن يبدأ الطفل الدواء الموصوف قبل حدوث ذروة موسم الحساسية كتدبير وقائي، وهذا ينطبق بشكل خاص على أدوية حمى القش، وإذا استمرت أعراض طفلك على الرغم من الدواء، فإن العلاج المناعي قد يكون أيضاً خياراً للعلاج لمناقشته مع مقدم الرعاية الصحية لطفلك.
copy short url   نسخ
01/04/2017
5211