+ A
A -
يعمل الكاتب مدحت الجيار أستاذا للنقد الأدبي بجامعة الزقازيق، صدر له حوالي «30» كتابا في قضايا النقد وله مشاركات عديدة في المهرجانات والمؤتمرات الثقافية العربية، وكان قد شارك في الندوة العلمية لجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي بورقة تناولت الرواية العربية واشتباك الموقع الأفريقي خاصة في مصر باعتبارها جزءا من القارة الأفريقية. التقته الوطن في حوار تناول العديد من قضايا النقد والرواية والراهن الإبداعي.
موقع النقد الأدبي في الخريطة الإبداعية العربية كيف تقرأه؟
- النقد الأدبي ظل التخصصات المزدهرة جدا في هذه الظروف، وذلك يعود إلى أنه تحول من مجرد قراءة النصوص الأدبية وتوجيهها إلى المشاركة في صنع الحياة الثقافية والحياة السياسية، فالناقد الأدبي الآن أصبح مسيسا وقادرا على النظر في الموضوعات الموجودة الاجتماعية والسياسية وهذا سوف يفتح للناقد العربي الطريق إلى العالمية.
نلاحظ أن كم الروايات المنشورة لا يوازي الدراسات النقدية التي تقدم لماذا؟
- لا بد أن نراعي عدة أشياء هي أن عدد النقاد الذين اختفوا من الساحة العربية كثير جدا، وأكثر من الذين هم موجودون الآن إما بالموت، وإما بالهجرة إلى بلدان يرتزقون فيها رزقا حلالا، وإما بالتقاعد في المنزل نتيجة التعب أو لأمراض نشبت في عظامهم وكبدهم وقلبهم، ولهذا نقول لابد من التنبيه إلى أن نخرج جيلا جديدا من النقاد ليغطي هذه الفجوة.
يسمي هذا العصر بعصر الانفجار الروائي. هل في رأيك أن الرواية الآن تقوم بإسناد مشروع النهضة العربية؟
- لا هذا صعب، الرواية مسنود إليها أن تغطي ما يحدث الآن في العالم العربي، أما التنبؤ بما سوف يأتي ليست مكلفة به، وهذا متروك للظروف.
الدراسات الأكاديمية ليست مواكبة للحياة الأدبية. هل تخلت الجامعات عن دورها الرسالي ورسالتها الأكاديمية في مجال الأدب؟
- الدراسات الأكاديمية أقل من الإنتاج الأدبي، وأنا أتهم الجامعات العربية لأن الأساتذة الذين يدرسون النقد الأدبي تخلوا عن دورهم في الحياة العامة.
يقال إن النقد العربي لم يستطع حتى الآن أن يعبر عن نبض الشارع إبداعيا؟
- هذه مقولة صائبة ولكننا لا نقف عندها، والسؤال هو كيف نحول هذا الحراك النقدي والسياسي والاجتماعي إلى قدرات فاعلة؟، وهذا لا يقف عند النقد الأدبي أو عند الجامعة فقط، بل يدخل فيه الإعلام ووزارات كثيرة مثل وزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الصناعة ووزارة الزراعة. كل هذا يخلق مجتمعا متوازنا يعيش فيه النقد الأدبي، ولكن إذا اختل التوازن داخل المجتمع يختل توازن الناقد أيضا.
ما الذي في اعتقادك يعيق الرواية العربية عن حاجز العالمية، هل هي الترجمة مثلا؟
- الرواية العربية الآن رواية عالمية وأن يحصل كاتب واحد أو أكثر على جائزة نوبل في الرواية من الكتاب العرب هذا يعني أن رواية هذا النوع وصلت للعالمية، وهذا هو الذي شجع نشاط الترجمة في الرواية العربية على مختلف الأجيال.
الوسائط الإعلامية هل ما يكتب فيها يعطي البعض صفة الأديب؟
- حقيقة هنالك تساهل في الكتابة على الحوائط التكنولوجية، وهناك تساهل في الكتابة والرد عليها نقديا، وهذا لا ينمي أبدا الأدب العربي أو النقد العربي. وعلينا أن نتخذ خطوات منضبطة في الكتابة على الحوائط الإلكترونية، وعلى النقد الأدبي الخروج من نطاق أن يكتب فقط إلى أن يراقب ويعالج.
التصنيف السياسي لعصور الأدب هل يعطي صورة حقيقية لعصور الأدب؟
- هذا صحيح، الأدب العربي كان يوصف كل فترة وصفا دقيقا صحيحا.
من ترى بعد نجيب محفوظ والطيب صالح في الرواية؟
- الرواية المغربية تكبر الآن وتتضخم، وتخرج عبر الترجمة إلى العالم كله لذا علينا أن نحلل التجربة المغربية.
من غير الطيب صالح قرأت له من السودان؟
- قرأت الطيب صالح وأنا طالب في الجامعة لأن بعض رواياته كانت مقررة علينا في جامعة القاهرة، وقرأت لبعض السودانيين الذين يأتون إلى القاهرة، مسودات أو كتابات بخط اليد وأذكر منهم أمير تاج السر الذي درس الطب في القاهرة وهو يكتب الشعر والرواية، وقرأت بعض الكتابات في معرض الكتاب، ولكن لا مانع الآن أن ننظم العلاقات الثقافية المصرية - السودانية وأنا أدعو لأن تكون هناك مواسم مفتوحة للمثقفين للنزول إلى القاهرة والنزول إلى الخرطوم.
وماذا تقول عن جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي؟
- هذه مناسبة جيدة وطيبة فرحت بها جدا، وأن تتخذ البلدان العربية نفس الخطوة بالعناية بكبار كتابها في الرواية وغير الرواية. وأرى أن مثل هذه الجوائز يفترض أن تطوف على البلدان العربية وتكون كل عام في بلد عربي، يكون هناك مركز يتولى استقبال الأعمال المرشحة للمسابقة وإعلان النتيجة، هكذا يمكن أن نعطي الجوائز العربية بعدا أكبر.
copy short url   نسخ
01/04/2017
1766