+ A
A -
من عاصمة المطبخ الفرنسي ليون وصل إلى الخرطوم الشيف بيير ديلونغ ضمن جولة تشمل أكثر من 2000 شيف يتوزعون في مائة وخمسين بلدا، بجانب مشاركة أكثر من 2000 مطعم، بهدف واحد هو الاحتفاء بفن الطهي الفرنسي، ضمن الفعالية التي تنظمها وزارة الخارجية الفرنسية سنويا منذ العام 2015 تحت عنوان (المذاق الفرنسي).
هذه التظاهرة المستوحاة من الطاهي الفرنسي الشهير أوغوست إسكوفييه الذي أحدث في عام 1912 «وجبات العشاء الابيقورية» - التي تقدم فيها نفس الوجبة في نفس اليوم في عدة مدن في العالم لأكبر عدد من الأشخاص.
وأضيئت واجهة فندق كورنثيا الخرطوم بألوان العلم الفرنسي، كما أنه بجانب فندق السلام روتانا سيقدمان أطباقا من المطبخ الفرنسي.
الفعالية الثقافية تحمل أهدافا سياسية واضحة، ويقول السفير الفرنسي بالخرطوم برونو أوبير إن فرنسا تسعى في سياق الحراك الدولي للعولمة لإيصال صوتها المتفرد، وتحتفل بقيم الكرم والحفاوة العالمية التي هي في صميم فن الطهي، ويضيف أوبير: «إن الأمر يأتي أيضا في سياق فن التعايش مع الآخر، والذي تزايدت أهميته بالنسبة لفرنسا بعد أن جعلتها الهجمات الإرهابية منذ العام 2015 تشعر بقيمته ومذاقه»، ويزيد أيضا:«حول المائدة نستطيع أن نتشارك القيم ونتعايش أكثر بل إن الحوار يكون أسهل وأكثر سلاسة حول الطعام».
ويشير أوبير الذي يعشق طبق الكبد على الطريقة السودانية، إلى أن المطبخ الفرنسي يتميز بالمرونة حيث يمكن له التكيف مع أي ثقافة ومطبخ حول العالم، لذلك فأنه يتفاعل مع الروح السودانية بإعداد وجبات من المطبخ الفرنسي وفقا لمكونات محلية سودانية، ويزيد أوبير أن المطبخ الفرنسي يراعي قيم تقديم طعام لذيذ وصحي وبسعر جيد مع تعامل أفضل مع الموارد والبيئة متجنبا النفايات في وقت يكافح فيه العالم لتلافي آثار التغير المناخي، ويبتسم السفير الفرنسي قبل أن يردف:«الرسالة الأساسية أنه يمكن لنا أن نأكل على الطريقة الفرنسية في السودان، في خطوة تجمع التقاليد الفرنسية والثقافة السودانية، بمواد سودانية».
ويجذب المطبخ الفرنسي سنويا نحو 27 مليون سائح إلى فرنسا – ثلث السياح -، ويلفت الشيف بيير ديلونغ إلى أن المطبخ الفرنسي نتاج لقرون من التغيرات الاجتماعية والسياسية، ويضيف ديلونق:«يتجه الجميع في فرنسا إلى طعام أقل في التوابل وأكثر في الأعشاب». ويزيد الشيف أنه وفي ظل إيقاع الحياة المتسارع فلايزال هناك وقت ومكان لتناول وجبة تقليدية مع الأهل والأصدقاء.
copy short url   نسخ
31/03/2017
973