+ A
A -
شكّل الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي في مواجهة داعش الذي عقد في واشنطن مؤخراً، حدثاً هاماً في مهمة ترامب الخاصة بإلحاق الهزيمة بالتنظيم الجهادي في العراق وسوريا، حيث أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيللرسون في الكلمة التي افتتح بها الاجتماعات على أن مواجهة تهديدات داعش تشكل أولوية قصوى للإدارة الأميركية الجديدة، وعلى أن تأمين استقرار المناطق المحررة من قبضة داعش يعتبر جزءاً أساسياً من هذا الهدف، وخاصة في سوريا.
غير أن التحدي الأخطر الذي ينتظر إدارة ترامب في سوريا يتمثل في احتمال أن تجد الولايات المتحدة نفسها ضحية لنجاحها المتوقع هناك، والمتمثل في حقيقة أن القوات الأميركية تقوم بإنشاء «منطقة سيطرة أميركية» على أجزاء واسعة من شرق سوريا.
الواقع أن التقصير السوري الرسمي في المشاركة في محاربة داعش - مرده لأكثر من سبب، خاصة في ظل انشغال النظام وداعميه الروس والإيرانيين والميليشيات الشيعية مثل حزب الله، في محاربة جماعات المعارضة واستعادة المناطق الواقعة تحت سيطرتها لتعزيز وضع النظام التفاوضي - منح الولايات المتحدة الفرصة لشن حملتها ضد داعش في شرق البلاد بحرية شبه كاملة.
وفي المقابل عملت القوات الأميركية على إعداد الشريك العسكري المحلي، قوات سوريا الديمقراطية التي تتشكل في أغلبها من المسلحين الأكراد، لتولي الجزء الأكبر من المهام القتالية على الأرض.
وجه الخطورة هنا هو أن لهذه الميليشيات العرقية أجندتها الخاصة القائمة على إقامة دويلة كردية مستقلة يرفضها الحليف التركي الذي يرى في تحالف أكراد سوريا مع حزب العمال الكردي الانفصالي، الذي تدمغه أنقرة بالإرهاب، خطاً أحمر لا يمكن التسامح إزاءه.
مقاربة ترامب هذه، التي تستثني الحليف التركي لحساب الاعتماد على الأكراد، ونشر المزيد من القوات الأميركية على أرض سوريا، محفوفة بالمخاطر، وتشكل مؤشراً على حجم التحديات.
copy short url   نسخ
31/03/2017
1014