+ A
A -
كتب- محمد حربي
وصف عدد من أصحاب السعادة سفراء الدول العربية المعتمدين لدى الدوحة، خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى– حفظه الله -، أمام القمة العربية الثامنة والعشرين بالبحر الميت في الأردن، بأنه خطاب تاريخي، من قائد عربي يمتاز بالحنكة، والرؤية الثاقبة، وبعد النظر، لتشخيص الداء، ووضع الدواء الناجح، ورسم خريطة للأمة للسير في طريق السلامة، وانتزاع فتيل أزماتها، وتحصين مجتمعاتها، بسياج من الحرية والكرامة، يضمن الحفاظ على وحدتها وتماسك نسيجها الاجتماعي.
وأكد سعادة السفير منير غنام، سفير دولة فلسطين لدى الدوحة، أن كلمة حضرة صاحب السمو جاءت كما العهد بسموه دائما، رجل المواقف الثابتة، خاصة تجاه القضية الفلسطينية، مع تأكيد سموه على الثوابت، التي تشكل أرضية لحل عادل لها، بعيدا عن كافة محاولات الجانب الإسرائيلي، للتنكر للشرعية الدولية.
وقال إن خطاب صاحب السمو، كان واضحا وصريحا في التأكيد على الحق الفلسطيني، بما ينسجم مع قرارات الشرعية الدولية، وحل الدولتين، والثوابت الفلسطينية، وأن بدون حل لهذه القضية، فلا مجال لإمكانية مكافحة الإرهاب، التطرف والعنف، الذي يتغذى من المظلمة الفلسطينية، التي مر عليها أكثر من سبعين عاما، دون أن يتمكن المجتمع الدولي من إيجاد حل لها.
وأوضح إن مواقف سمو الأمير، تظل دائما واضحة وقوية، داعمة للحق والموقف الفلسطيني، وهذا ما عهده دائما الفلسطينيون من دولة قطر، أميرا، حكومة، وشعبا، وهو ما يستحق الإشادة من كافة الشعب الفلسطيني، قيادة، وحكومة وشعبا.
وأشار السفير غنام، إلى أن ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية، هو من الملفات التي تهتم بها دولة قطر، إيمانا من القيادة القطرية، بأن وحدة الفلسطينيين، تقوية للموقف الفلسطيني، العربي في كل اجراءات العدوان التي يتخذها الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء فلسطين، موضحا بأنه لا يخفى على أحد الدور الكبير الذي تقوم به الدوحة في احتضان المصالحة الوطنية الفلسطينية، بل وتعمل بكل إمكانياتها، وتسخر كافة قدراتها من أجل إنجاز هذه المصالحة.
وأضاف أن حضرة صاحب السمو، بحنكة وإرادة سياسية عالية أراد أن يضع النقاط على الحروف بشأن إعادة تسليط الضوء على القضية الفلسطينية، التي تراجعت كثيرا وتوارت خلف الأضواء، بسبب كثيرا من الأوضاع والمستجدات، والتوترات التي تشهدها المنطقة، وإقليميا، وبسبب الصراعات التي تدور من حولنا في كل مكان.
وشدد على أن استمرار الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، وعدم حل قضيته، سيظل يغذي التطرف، ومزيد من الأوضاع المؤسفة في عالمنا العربي، وهذا هو سر حرص حضرة صاحب السمو، على وضع هذه القضية الفلسطينية في مقدمة الاهتمام عربيا ودوليا، وليس مجرد بند هامشي على طاولة المباحثات، وتلك نقطة محورية، وتفكير استراتيجي، يشخص الداء، ويصف الدواء الحقيقي لانتزاع فتيل الأزمات، بعيدا عن المواقف الشعبوية، ولا المزايدات السياسية.
من جانبه، أكد سعادة السفير نزار الحراكي، سفير سوريا لدى الدوحة، أن كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كانت جامعة، شاملة، ونظرة زعيم عربي، لكل ما يتعلق بالصراع في الوطن العربي، الأزمات التي تمر بها بها بعض الدول العربية، وعلى رأسها الجمهورية العربية السورية، موضحا أنه في سابقة هي الأولى من نوعها، ركز سموه على «الجولان» المحتل، الذي تناساه العرب، بينما هو في قلب ووجدان القطريين، وأهميته إعادته من قبضة الاحتلال إلى أصحاب السوريين أصحاب الأرض.
وقال إن كلمة حضرة صاحب السمو، كانت عميقة فيما يتعلق بلفت الانتباه إلى جوهر وحقيقية، الأزمة السورية، وأنها هي أزمة إنسانية بامتياز، ولكن النظام أراد تحويل مسارها من دعوة شعب للحرية والمطالبة بالديمقراطية والكرامة، إلى حرب أهلية، من خلال ما فعله بشار وظلمه للشعب.
وأوضح أن حضرة صاحب السمو، كان واضحا فيما يتعلق بضرورة بذل الجهود من أجل نظام بشار الأسد على احترام القرارات الدولية، خاصة قرار مجلس الأمن (2236 )، الذي يدعو لضرورة وصول المساعدات الإغاثية بشكل سريع وآمن، عبر المنظمات الدولية، ولاسيما المناطق المحاصرة من جانب قوات النظام.
وأشار السفير الحراكي، إلى أن حضرة صاحب السمو، كان يتحدث بكل إنسانية وتواضع، عن حق الشعب السوري في أن يعيش بكرامته كباقي شعوب المنطقة، بفعل ما يتعرض له من نكبة، هي سابقة وتاريخية من نوعها، نتيجة التشرد، القصف الذي يناله البشر والحجر، بطريقة كارثية، لم يتعرض لها شعب منذ قرون طويلة.
وأضاف أن حضرة صاحب السمو، تحدث عن الواجب الإنساني، والسياسي المنوط بالأمة العربية، وعلى كاهل الحكومات من أجل ممارسة الضغوط على النظام السوري، لتأكيد وقف إطلاق النار، الذي تجري ممارسته بشكل يومي بحيث يكون حقيقيا لا انتقائيا، كما تنص عليها مباحثات الأستانة وجنيف، ومساعدة الشعب السوري لنيل حريته وكرامته.
من جانبه أكد سعادة السفير الدكتور محمد بن عبدالله الزبيري، القائم بأعمال السفارة اليمنية لدى الدوحة، أن كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تعكس المواقف المشهودة والمشرفة للقيادة القيادة القطرية، ليس فقط بشأن قضية اليمن فحسب، بل على صعيد كافة القضايا والأزمات التي تشهدها المنطقة، وكذلك مواقف دولة قطر في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وقال إن حضرة صاحب السمو، أراد التأكيد على الأسس التي بنيت عليها القرارات الدولية، والإقليمية لحل القضية اليمنية، ومنها اتفاقية الخليج، وآليتها التنفيذية، والحوار الوطني، وضرورة الوقوف مع الشرعية، التي ظلت الدبلوماسية القطرية تساندها منذ البداية، ودعم ومساندة تطلعات الشعب اليمني في تحقيق أهدافه، وبناء دولته، على أسس قوية، من الوحدة، والمساواة، والعدل، بعيدا الانفراد بالسلطة، والديكتاتوريات.
واوضح أن دولة قطر، هي سباقة دائما، وصاحبة الريادة في دعم ومساندة تطلعات الشعوب نحو الحريات، وهذا من منطلق إيمان الدبلوماسية القطرية، بأنه الشعوب وحدها هل التي تقرر مصيرها، في بناء الأوطان، بما يكفل الحياة الكريمة لأبنائها.
واشار السفير الزبيري، إلى أن مواقف دولة قطر، وهي إحدى الدول المشاركة في تحالف دعم الشرعية، ستظل محفورة في ذاكرة اليمنيين، الذين يكنون لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى – حفظه الله-، رجل المواقف النبيلة، والمبادرات الشجاعة، وللقطريين كل الحب والتقدير، على كل ما قدمته لهم من دعم ومساندة، منذ انطلاق شرارة الربيع العربي، وظل هذا الدعم على كافة الأصعدة المختلفة، لوجستيا، وماديا.
وأضاف أن اليمنيين سيظلون أوفياء للشعب القطري، لما قدمه من مواقف للشعب اليمني سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، وأن هذا الدعم متواصل، والدوحة تمد جسور المساعدات الإنسانية للمناطق المحررة، موضحا أن دولة قطر تعلم الجميع، كيف تكون وقفة الأخ العربي بجانب شقيقه من العرب، مشدد أن حضرة صاحب السمو، دائما وأبدا يكرر أن دولة قطر مع دعم الشرعية اليمنية.
copy short url   نسخ
30/03/2017
1511