+ A
A -
الخرطوم- الوطن- محمد أمين- محمد نجيب
جاء خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في مؤتمر القمة العربية الثامنة والعشرين بالأردن، شاملاً وحافلاً بالقضايا الراهنة مع رؤية واضحة ومحددة في طرح المشكلات والحلول والتزامات دولة قطر بدورها العربي الرائد ومساهمتها الجادة لخلق عالم عربي أفضل.
وتناول صاحب السمو الأوضاع في فلسطين والملف السوري واليمن بجانب تطورات الأوضاع في ليبيا وظاهرة الإرهاب المتمدد في المنطقة.
وعلق القيادي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان ووزير الإعلام الأسبق، الدكتور إسماعيل الحاج موسى، على خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قائلاً: إن الحديث عن سوريا ورؤية القيادة القطرية لما يجري بحاجة إلى رؤية واحدة وجهود دولية صادقة لإحداث التغيير لصالح الشعب السوري.
وأشار الدكتور موسى إلى أن حديث صاحب السمو حول دعم دولة قطر لليبيا من أجل تماسك جبهاتها الداخلية وحسم خلافاتها يتفق مع الواقع الذي أفرزته ثورات الربيع العربي من مشكلات الحكم، وقال: إن دولة ليبيا بها ثلاث حكومات تستند إلى جيوش وهذا وضع مأساوي وإن الدعوة إلى لدعم ليبيا تأتي في وقتها تماماً.
وحول حديث صاحب السمو عن خطر الإرهاب، أكد الدكتور موسى أنه لابد من البحث عن دراسة مفصلة وعميقة للإرهاب.
من جهته قال الدكتور ربيع عبدالعاطي، الخبير السياسي، إن حديث صاحب السمو يأتي في الاتجاه الصحيح بما يحفظ كرامة الشعب السوري والدولة السورية، ويجنبها شرور التدخلات الأجنبية، وإن ما نادى به صاحب السمو يصلح كبرنامج ومشروع عربي للمرحلة المقبلة.
وحول ما يحدث في ليبيا اعتبره عبدالعاطي انه نتاج ما بعد الثورة الليبية إذ أصبحت مسؤولية النخب الفكرية والتيارات السياسية والمجتمعية، ونداء قطر لدعم الشعب الليبي، ضرورة فصلها صاحب السمو في إيجاد آلية لتجاوز الخلافات وتحقيق وحدة ليبيا كدولة عربية مهمة.
وأكد الدكتور عبدالعاطي أن الدعوة إلى الشرعية في اليمن ودعمها دعوة حق حتى لا تكون هنالك جماعات وفئات تحاول السيطرة على الحكم في اليمن عن طريق أي من السلاح والانفراد بالسلطة، ودعوة صاحب السمو دعوة للسلام والاحتكام للشرعية حتى تعود الأمور إلى نصابها الصحيح، ولذلك لابد من الحلول السياسية بعيداً عن العنف، وأضاف: إن الشرعية ضرورة للوصول إلى دولة آمنة.
وحول ما ورد من ضرورة مواجهة الإرهاب في المنطقة قال عبدالعاطي: العنف والتشدد والتطرف كلها غريبة على المجتمع العربي المسلم المتسامح، وصاحب السمو عبر عن حقيقة تاريخية حول رفض الشعوب العربية للتشدد وتهديد أمن المجتمعات، لذلك فإن دولة قطر بتجربتها وحنكة قادتها تستطيع أن تلعب دوراً كبيراً في محاربة الإرهاب ودعوة صاحب السمو تنسجم مع تاريخ هذه الأمة.
من جانبه قال الدكتور أسامة عبدالقادر، الخبير في الشؤون الاستراتيجية وأستاذ العلوم السياسة بالجامعات السودانية،: إن خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في القمة العربية لفت الأنظار إلى القضايا الاستراتيجية والمهمة في المنطقة العربية، مركزاً على القضية الفلسطينية ورفضه للتغلغل الإسرائيلي في المنطقة، بالإضافة إلى أن الخطاب حاول أن يخاطب الفرقاء الفلسطينيين حركتي حماس وفتح إلى ضرورة التوحد ووضع حد للخلافات العميقة ونبذ التفرقة، باعتبار أنه المدخل المهم للوحدة الفلسطينية حكومة وشعباً.
وأشار عبدالقادر، في حديث لــ الوطن، إلى أن خطاب صاحب السمو لم يغفل القضية السورية المهمة والتي ظلت تؤرق المنطقة بتطاول أمد الحرب والمأساة التي يعيشها الشعب السوري منذ اندلاع النزاع، وقدم صاحب السمو في كلمته دعوة جادة للنظام السوري للرضوخ إلى ما تم الاتفاق عليه في جنيف (1) لوضع حل دائم للازمة المتفاقمة.
وحول حديث صاحب السمو عن الإرهاب أكد عبدالقادر ضرورة توحد العرب لمواجهته لما له من تأثيرات أمنية واقتصادية على المنطقة، بجانب الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي.
من جهة ثانية قال صديق المجتبى، القيادي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الإسلامية،: إن خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في القمة العربية هو مخاطبة للضمير العربي في زمن أصيبت فيه الأمة بالشتات والفرقة والتناحر والحروب الأهلية حتى نسيت قضاياها الأساسية، وحديث صاحب السمو عن فلسطين أعاد القضية العربية الفلسطينية إلى بؤرة الاهتمام العربي من جديد، وتناوله الصريح والجريء للقضايا والفوضى والأحداث التي تجري في سوريا واليمن وليبيا هو تنبيه للوعي العربي لضرورة التصدي لهذه القضايا بوحدة عربية وتماسك عربي وإنهاء حالة الاستقطاب التي تحدث في الساحة العربية.
وأضاف المجتبى: إن أمن أي دولة من هذه الدول هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، وقال إن خطاب صاحب السمو يعتبر وثيقة تاريخية وضعت في منبر القمة العربية وانطلقت في الإعلام العربي وهي المحرك الأساسي للضمير العربي.
وأشار المجتبى إلى أن الخطاب ألهب الوسائط الإعلامية العربية وأعطاها أملاً كبيراً بأنه مازالت هنالك أصوات عربية حرة تتحدث بلسان الأمة العربية.
وأضاف المجتبى: إننا نعتقد أن قطر تلعب دوراً مهماً في الساحة العربية بالمشاركة في حل المشاكل والخلافات بين الحكومات ومعارضيها، إذ أن تدخل قطر يعتبر تدخلاً حميداً غير مدفوع بغرض أو أجندة اللهم إلا من إصلاح ذات البين العربية وإعادة تماسك الأمة، إذ أن حالة الضعف والخور التي نعاني منها اليوم أثارت أطماع القوى العظمى للتدخل في شؤوننا العربية.
ودعا المجتبى الإعلام العربي إلى أن يتناول تفاصيل هذا الخطاب باعتباره صوتاً يخاطب كل ضمير عربي ويوجه رسالة للقوى العظمى أنه لايزال في العروبة عرق ينبض وقلب يخفق بقضاياها.
وذهب المهندس عادل خلف الله، عضو المكتب السياسي لحزب البعث العربي الاشتراكي، في حديثه لــ الوطن؛ حيث قال: إن انعقاد القمة في هذا الوقت في حد ذاته يعد خطوة إيجابية، لأنه في التاريخ الحديث لم تواجه الأمة العربية بعد مرحلة الاستعمار المباشر بحملة تستهدف كيانها ووجودها وبقاءها ودورها وثرواتها مثل ما تواجه الآن، وأضاف: إن هذا يؤكد حقيقة جلية أن التحدي واحد ويستهدف الشخصية الحضارية للأمة العربية.
وقال: على ضوء ما أشار إليه خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أن هذه القضايا تتطلب حشد طاقات الأمة لمواجهتها وليس بالتنافس السلبي بين الحكومات ولا بالتوزيع كحصص للقوى الدولية والإقليمية، ومن ثم فإن إشارة صاحب السمو إلى فلسطين تتطلب تحويل إمكانات الأمة وطاقاتها إلى دعم مادي ومعنوي وإعلامي وسياسي لشعب فلسطين على طريق تحرير إرادة وكامل حقوقه على كامل أرضه من البحر إلى النهر.
وفي حديث صاحب السمو عن مكافحة الإرهاب تعني تحديد من المقصود بالإرهاب وما أسبابه حتى لا تتوزع إرادة الأمة إلى حروب بالوكالة تحت هذا المفهوم الذي عملت الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية على طرحه كغطاء للتدخل السافر في المنطقة، وهنالك تدمير ممنهج للبنى التحتية في ليبيا وسوريا وما يجري الآن في الموصل وفي اليمن بفرض خيارات تتناقض مع إرادة شعب اليمن وشرعية نظامه. وأضاف عادل: إن التحدي يواجه الأمة الآن من جانب آخر إضافة إلى الكيان الصهيوني وإيران بتوجهات الامبراطورية التوسعية وتبادلها الأدوار مع المخطط الاستعماري القديم وإعادة تجزئة ما هو مجزأ على أسس طائفية والذي يظهر بشكل جلي في اليمن وفي العراق ولبنان وزحف إلى سوريا على ضوء ما أشار صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
من جهته قال بشير الشريف، أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية،: إن خطاب صاحب السمو يرسم خريطة جديدة يهتدي بها العرب كافة لمواجهة القضايا والأزمات التي تواجه العالم العربي.
وأضاف: إن رؤية القيادة القطرية تحاول أن تدفع العرب تجاه توحيد المواقف العربية للتصدي لتلك القضايا، وأبرزها أن تلعب دوراً كبيراً في التوسط بين الفرقاء في فلسطين من أجل وحدة الشعب الفلسطيني قيادة وشعباً في إطار الحل الشامل للقضية الفلسطينية.
وحول حديث صاحب السمو عما يجري في سوريا، أشار الشريف في حديثه لــ الوطن، إلى أن القضية السورية تحولت إلى أزمة دولية، وان ما أشار إليه صاحب السمو أن يتوحد الموقف العربي في الضغط على النظام السوري للقبول بالحلول المقدمة والتي تم الاتفاق عليها حتى يتم الانتقال إلى نظام سياسي جديد يضع حلولاً للأزمة الشاملة في سوريا.
الدكتور عبدالعظيم نورالدين، أستاذ الصحافة والإعلام بالجامعات السودانية، علق بقوله: إن النظام السوري مازال متمسكاً برؤيته وفرض الحل الدموي ضارباً عرض الحائط بكل الآراء التي تحاول أن تجنب أبناء الشعب السوري مزيداً من الدمار وسفك الدماء، ولسوريا دورها العربي والقومي وزخمها الإسلامي واستقرار سوريا هو من استقرار الوطن العربي، لذا جاء حديث صاحب السمو ليؤكد تلك الأهداف والرؤية ويقدم نصيحة نرجو أن تكون الأخيرة ليعود النظام السوري إلى رشده، وحول دعم الأشفاء في ليبيا ودعم جدولة قطر لهذا الاتجاه ليس غريباً على القادة في قطر وهم دائماً يبذلون جهداً لوقف النزيف العربي وما دورها في قضية دارفور إلا مثال لهذا الدور الرائد.
وأكد نورالدين أن قطر قادرة على القيام بدور مؤثر وإيجابي لإعادة الاستقرار إلى ليبيا والمنطقة العربية بأثرها، ومن جهة ثانية أشار إلى حرص قطر على استقلال اليمن وتمكين الشرعية والوصول إلى حل سياسي من خلال كل المعطيات المتاحة على رأسها الحوار الوطني اليمني.
وأضاف: كل ذلك يؤكد أن قطر مع خيارات الشرعية والانحياز التام إلى استقرار اليمن في إطار دورها العربي وحث المجتمع الدولي لدعم هذه الاتجاهات.
وحول ما ورد في خطاب صاحب السمو بشأن الإرهاب الذي يستهدف المنطقة، قال: هو حديث يتسق مع رؤية قطر بأن الإرهاب أصبح مهدداً للدول والشعوب، ولذلك ينبغي إشراك كل المؤسسات الرسمية وغيرها في محاربة هذه الظاهرة التي تتمدد يوماً بعد يوم.
copy short url   نسخ
30/03/2017
1961