+ A
A -
بيروت- الوطن- نورما أبوزيد
ذهب عدد من السياسيين اللبنانيين أبعد من التنويه بكلمة حضرة صاحب السمو، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدّى في القمّة العربيّة في الأردن، وقد عبّروا جميعاً عن عميق امتنانهم لعمق انتمائه العربي، وشدّوا على يده في خطاب وضع الإصبع على الجرح السوري، من خلال مطالبته نظام الأسد بتنفيذ مقرّرات مؤتمر جنيف لناحية قيام حكم انتقالي في سوريا، ينقل الشام من حقبة إلى أخرى، وثمّنوا عالياً دعوته إلى وحدة الصفّ العربي، وتركيزه على مضار التشرذم العربي.
كما وقدّروا تقديره لجهود لبنان في استضافة العدد الأكبر من النازحين السوريين على أراضيه، هذا وأثنوا على موقفه الداعم دائماً أبدا للقضيّة الفلسطينيّة، ولإيجاد حلّ عادل وشامل لها على أساس المبادرة العربيّة.
رئيس «حركة الناصريين الأحرار»، الدكتور زياد العجوز، وصف في تصريح لـ الوطن، خطاب صاحب السمو بـ «خطاب وضع الأصبع على الجرح»، واعتبر أنّه كان «استثنائياً كالعادة ومتميّزاً وموضوعياً»، ورأى أنّ سموّه قام من خلاله «بجولة أفق على كلّ الجروح العربيّة الملتهبة، وحاكى ضمير كلّ عربي حرّ يريد لهذه المنطقة أن تستعيد ألقها ووهجها، وأن تتخلّص من شلال الدم الذي يستنزف قواها»، ولفت إلى أنّه «ليس بجديد على قطر العروبة أن تحاكي العرب من خلال عروبتها، وأن تستصرخ ضمائرهم لعلاج أزمات المنطقة الملتهبة كأزمة فلسطين وأزمة سوريا، والتي لا يمكن إيجاد الدواء لدائها إلاّ بوحدة الصفّ».
من جهّته، نوّه النائب دوري شمعون بخطاب صاحب السمو في القمّة العربيّة في الأردن، وشكره «شكراً مزدوجاً على استذكار الأزمة المزدوجة التي يعاني منها لبنان، ألا وهي أزمة اللاجئين السوريين على أرضه، وأزمة اللبنانيين المضيفين للاجئين السوريين»، وقال في هذا الإطار إنّ «معاناة لبنان لم تغب عن ذهن سمو الأمير، علماً أنّها غابت عن أذهان كلّ قادة دول العالم، ولا يتذكرّونها إلاّ عندما يطرق السوريون أبوابهم طلباً للجوء».
هذا واعتبر النائب شمعون في تصريح لـ الوطن، أنّ «شفافيّة سموّه في الكلمة التي ألقاها لامست قلوبنا في زمن التزلّف الذي نعيشه»، وقال إنّ «الشكر الأكبر الذي نوجّهه له هو على سلوكه خطاً مباشراً في الحديث عن الأزمة السوريّة التي تسبّب ويتسبّب بها نظام مجرم وقاتل يستعين بميليشيات العالم لإبادة شعبه وتدمير بلده»، ورأى في هذا الإطار أنّ «هناك عرباً لا يمتّون إلى العروبة بصلة، ما زالوا إلى الآن يواربون لدى الحديث عن سوريا، وكأنّ الذين يُقتلون هناك على يدّ بشّار الأسد ليسوا عرباً ولا ينتمون إلى الجنس البشري».
من جهة أخرى، الوزير السابق النائب أحمد كرامي، شكر لحضرة صاحب السمو، أمير البلاد المفدّى، «لفتته الكريمة حيال تحمّل كلّ من لبنان والأردن ما يفوق طاقتهما على الاحتمال في ملفّ النزوح السوري الذي يرزحان تحت حمله، سواءً من الناحيّة الاقتصاديّة أو من النواحي الأخرى»، وقال «لا يسعنا ألاّ أن نشكر سمو الأمير تميم لذكره لهذه القضيّة المهمّة في أرفع محفل عربي، ووضعه لجميع الحاضرين أمام مسؤولياتهم تجاه السوريين المشرّدين من بلدهم، وتجاه اللبنانيين والأردنيين المضيفين لهم».
وقال كرامي في تصريح لـ الوطن، «ذهب الزمن الذي كنّا نتوقّع فيه أن تخرج علينا القمم العربيّة بمواقف مفاجئة، ولكن هذا لا يعني أنّ كلّ العرب غير معنيين بعودة الحزم العربي، والشيخ تميم هو أحد القادة العرب الذين ننتظر خطبهم، لكي تعوّضنا عن البيانات الختاميّة للقمم العربيّة التي تأتي مليئة بالتوصيات وخالية من آليات لتنفيذها»، وأضاف: «خيراً فعل سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بحديثه الجريء عن مضار التشرذم العربي ومنافع الوحدة، علّ العرب يتّعظون ويتوحّدون حول قضاياهم المحقّة، بدءاً من القضيّة الأم ألا وهي القضيّة الفلسطينيّة، التي تدعمها قطر بشكل دائم ومستمرّ، وصولاً إلى كلّ القضايا الأخرى التي تسبّبت بندوب على الجسد العربي من كثرة الآلام».
copy short url   نسخ
30/03/2017
1679