+ A
A -
فلسطين- الوطن- أمين بركة
أشاد محللون سياسيون ومتابعون فلسطينيون بكلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في القمة العربية الـ 28 لمجلس جامعة الدول العربية، خاصة مطالبته برفع حصار غزة وإعادة إعمارها وإجبار إسرائيل على وقف بناء المستوطنات، وتأكيده على أن القضية الفلسطينية ستظل في مقدمة الأولويات رغم جمود عملية السلام بسبب المواقف المتعنتة لإسرائيل، التي تهدد أمن المنطقة.
وشدد هؤلاء في تصريحات منفصلة لـ الوطن على أن كلمة صاحب السمو خلال القمة أثبتت أن الموقف القطري من قضايا الأمة وخاصة القضية الفلسطينية يتقدم بكثير على المواقف الأخرى.
وثمنوا تأكيد سمو الأمير خلال كلمته بأنه لا خلافات تستعصي على الحل بين الأشقاء العرب وأن التضامن العربي هو العامل الأساسي في تحقيق تطلعات الشعوب العربية، وتنبيهه إلى أن الاختلافات العربية أدت لآثار سلبية على مجالات التعاون ما يبين أن المشكلة لا تكمن في الاختلاف بل في كيفية إدارته.
وأكدوا على أن كلمة سمو الأمير في القمة تأتي تتويجا لمواقف دولة قطر المشرفة في دعم قضايا الأمة العربية والإسلامية في شتى المجالات ومختلف الأصعدة، داعين الجميع إلى السير على النهج القطري في تجميع صفوف العرب والوقوف بجانب تطلعاتهم لاسيما الوقوف مع الشعب الفلسطيني في محنته.
وتطرق هؤلاء خلال أحاديثهم للمواقف التاريخية لدولة قطر ممثلة بأميرها وحكومتها وشعبها تجاه قضايا الأمة بشكل عام وقضية فلسطين بشكل خاص، معبرين عن ترحيبهم الشديد بالرسائل الإيجابية التي تحملها مواقف سموه في جميع المنابر الدولية لاسيما تأكيده على حل القضية الفلسطينية، والدعوة لفك حصار قطاع غزة، ودعم صمود سكان مدينة القدس المحتلة.
عبرت عن تطلعات العرب
وفي هذا الصدد، أكد الناشط الاجتماعي حسام أبو عنزة على أن كلمة سمو الأمير تبين مدى التزام قطر بتجميع العرب لمواجهة التحديات الراهنة ومحاربة الإرهاب، وحل القضية الفلسطينية بشكل شامل وعادل وفقا للقرارات الدولية.
ونبه أبو عنزة في حديثه مع الوطن إلى أن سمو الأمير عبر عن تطلعات الشعب الفلسطيني عندما أكد على ضرورة إنهاء الانقسام بين الأشقاء الفلسطينيين وإتمام المصالحة من أجل مواجهة التحديات الخطيرة التي تعصف بالقضية الفلسطينية، مشددا على أن إتمام المصالحة وفقا لاتفاقات الدوحة والقاهرة هي مطلب جميع ألوان الطيف الفلسطيني في ظل أن تنفيذ هذه الاتفاقيات يخدم الكل الفلسطيني من أجل نيل الحرية بالانعتاق من الاحتلال الإسرائيلي الغاشم.
وبين أبو عنزة أن كلمة سمو الأمير عبرت أيضا عن تطلعات الشعوب العربية والإسلامية عندما أكد أن دولة قطر ستواصل دعمها لكل الجهود المبذولة وستعمل بشكل مشترك مع الكل لإنهاء صراعات المنطقة، مشيرا إلى ضرورة التوحد لمواجهة التحديات الخطيرة التي تعاني منها المنطقة العربية وعلى رأسها ملف الإرهاب.
وقال أبو عنزة: «إن موقف قطر تاريخي ومتقدم على الكثير من المواقف، ومن يرد أن يعرف معنى الرجولة والشهامة والعروبة فعليه أن ينظر إلى المواقف المشرفة التي تنفرد بها دولة قطر ممثلة بسمو الأمير «.
وعي بقضايا الأمة
من ناحيته، أشاد المحلل السياسي محمد شاهين بخطاب سمو الأمير، مشيرا إلى أن الخطاب يعبر عن الوعي الكبير الذي يتمتع به سموه.
وأشار شاهين في حديثه لـ الوطن إلى أن سمو الأمير يثبت دائما مدى التزامه الكبير بحل القضايا العادلة للأمة العربية والإسلامية، وانحيازه إلى القيم السامية التي تتمتع بها هذه الأمة، لافتا إلى أن خطاب سمو الأمير اتسم بالشمولية حيث إنه تناول جميع التحديات التي تعصف بالأمة العربية وعلى رأسها الإرهاب والاحتلال الإسرائيلي، والقضية السورية.
وأوضح شاهين أن كلمة سمو الأمير هي الكلمة الوحيدة في القمة التي تطرقت إلى معاناة قطاع غزة المتفاقمة، مشيرا إلى أن قطاع غزة يرفع قبعته بكل فخر واعتزاز إلى سمو الأمير لمواقفه المتقدمة تجاه إنهاء المعاناة التي سببها الحصار الإسرائيلي المتواصل على القطاع، مضيفا «موقف قطر تجاه قطاع غزة والقضية الفلسطينية يتسم بالإيجابية وينطلق من مبادئ قطر الراسخة التي تؤكد على ضرورة الوقوف مع المظلومين في شتى الأماكن».
قبول منقطع النظير
بدوه، أكد الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني أن القمة العربية أظهرت مدى الاتزان والوعي الذي يتمتع به سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني، ومدى اهتمامه بقضايا الأمة العربية والإسلامية وحرصه على العمل العربي المشترك من أجل القضاء على الإرهاب وتحقيق مصلحة العرب.
وأوضح الدجني في حديثه لـ الوطن أن كلمة سمو الأمير جوهرية وتعبر عن مضامين سامية، وهي ذات أهمية كبيرة في هذا التوقيت الذي تتعرض له الأمة العربية إلى تحديات خطيرة، مطالبا الجميع بضرورة تبني موقف سمو الأمير الداعي إلى مواجهة كافة التحديات وتجاوز الأزمات الراهنة التي تعصف بالمنطقة.
وثمن الدجني تأكيد قطر على دعم الشعب الفلسطيني في سعيه لنيل حريته واستقلاله، ورفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، مشددا على أن موقف قطر في مجمله يعكس تطلعات الشعب الفلسطيني.
وأشاد الدجني أيضا بتأكيد سمو الأمير على ضرورة توحيد صفوف الفلسطينيين وتشكيل حكومة وحدة وطنية حتى يحقق الشعب الفلسطيني حريته المشروعة في إقامة دولته الفلسطينية، متابعا «سمو الأمير أدرك بوعيه الكبير مدى أهمية تحقيق المصالحة وإعادة اللحمة إلى الشعب الفلسطيني خاصة في ظل وجود عقبات كبيرة تعترض إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية».
وختم الدجني حديثه بالقول: «سمو الأمير يتمتع بقبول منقطع النظير من قبل الشعوب العربية، والجميع يعرفه بمواقفه المشرفة تجاه قضايا الأمة لاسيما محاولاته المستمرة لتوحيد الشمل العربي من أجل مواجهة التحديات، ودعمه المتواصل للقضية الفلسطينية، ودعمه للشعب السوري من أجل حريته وإنهاء نظام الاستبداد الجاثم على قلب السوريين منذ عقود».
الوحيد الذي تحدث عن غزة
من جانبه، أشاد المحلل السياسي أمين دقة بكلمة سمو الأمير، مشيرا إلى أن دولة قطر تعتبر الوحيدة التي تحدثت خلال القمة عن معاناة قطاع غزة وإعادة الإعمار ورفع الحصار، ومواصلة الجهود لإنهاء الانقسام الفلسطيني.
وأشار أبودقة في حديث لـ الوطن إلى أن «مواقف دولة قطر تجاه القضية الفلسطينية والوحدة بين الأشقاء الفلسطينيين ودعم قطاع غزة، هي إيجابية ويعرفها الجميع».
وقال أبودقة: «الكل الفلسطيني يشكر سمو الأمير على مواقفه المشرفة، ونأمل من الجميع أن يحذو حذوه في دعم الشعب الفلسطيني ماديا ومعنويا في كل المجالات وشتى المنابر الإقليمية والدولية».
وفيما يخص الأزمة السورية، نبه أبودقة إلى أن صاحب السمو عبر خلال كلمته عن تطلعات السوريين، عندما أكد على ضرورة إنهاء كارثة الشعب السوري التي تتوقف على اتخاذ الإجراءات والقرارات الملزمة للنظام السوري بتنفيذ مقررات مؤتمر جنيف 1 التي تنص على تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات والقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة والتي تلبي تطلعات الشعب السوري.
ولفت أبودقة إلى أن دولة قطر وقفت دائما مع القضايا العربية والإسلامية، خاصة أنها أكدت خلال القمة على حرصها الشديد لتوحيد العرب وضرورة إنهاء الاختلافات العربية التي أدت لآثار سلبية على مجالات التعاون».
وأعرب أبودقة عن أمله أن تتغير كل المعادلات في المنطقة العربية لما فيه الخير للجميع، وأن يكون هناك شيء جديد يوحد العرب حول قضاياهم المركزية، خاصة أن سمو الأمير أكد في كلمته أن الاختلافات العربية أدت لآثار سلبية على مجالات التعاون ما يبين أن المشكلة لا تكمن في الاختلاف بل في كيفية إدارته.
تتويجا لمواقف قطر العريقة
من جهته، أعرب الناشط سعيد حمدان عن إعجابه الشديد بكلمة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مشيرا إلى أن مضامين الكلمة تأتي انطلاقا من حرص دولة قطر على الوقوف مع الشعوب العربية والتخفيف من معاناة الشعبين السوري والفلسطيني، إضافة إلى أنها تأتي استكمالا للدور المميز لدولة قطر في دعم القضايا الإنسانية.
وأضاف في حديثه لـ الوطن: «شكرا للمواقف القطرية العريقة التي يعبر عنها أميرها في كل وقت وحين»، متابعا «الأشقاء في قطر سباقون في مساعدة الشعوب العربية والوقوف بجانبها».
ومضى حمدان يقول: «إن كلمة سمو الأمير داعمة بشكل مطلق للقضية الفلسطينية ولضرورة إتمام المصالحة بين كل أطياف الكل الفلسطيني»، مضيفا «نأمل أن يستفيد الشعب الفلسطيني من القرارات التي نتجت عن القمة العربية الـ 28».
وطالب حمدان جميع الدول العربية أن تسير على النهج القطري المميز والمشرف في الوقوف مع قضايا الأمة، في ظل أن هناك مأساة ومعاناة متواصلة تعصف بالعديد من هذه الشعوب بفعل الظلم والاستبداد والقهر والإرهاب.
وختم حمدان حديثه بالقول: «إن دولة قطر أثبتت للجميع أنها الوفية لقضية فلسطين ولقطاع غزة ولثورة الشعب السوري، ولها العديد من المواقف المشرفة وقدمت مساعدات مادية ومعنوية، ما يثبت أنها الوحيدة التي تشعر بهم ومعاناة أشقائها الذين يعيشون أوضاع صعبة».
مواقف داعمة لصمود الفلسطينيين
في سياق متصل، رحب المحلل السياسي منصور ريا بدعوة سمو الأمير إلى إتمام المصالحة بين الفرقاء الفلسطينيين وفقا لاتفاقيات الدوحة والقاهرة.
ولفت ريا في حديث مع الوطن أن دعوة سموه جميع القيادات الفلسطينية للتحلي بالحكمة وتغليب المصلحة الوطنية العليا وتشكيل حكومة وحدة وطنية، تأتي في محلها خاصة أن الأمة العربية والإسلامية تواجه كثيرا من التحديات التي أثرت في مجملها على القضية الفلسطينية.
وأشاد ريا أيضا بتصريحات سمو الأمير التي قال فيها «إنه لن تقوم دولة فلسطينية بدون غزة ولن تقوم دولة في غزة»، مرحبا بجهود الدوحة لإنهاء الانقسام الفلسطيني.
وقال ريا: «من جديد يثبت سموه أنه رجل يحب القضية الفلسطينية، ويحرص على دعم حقوق الشعب الفلسطيني في شتى المحافل والميادين ويقف مع هذا الشعب قلبا وقالبا وبكل ما أوتي من قوة».
وتابع: «الشعب الفلسطيني يعي المواقف الأصيلة لدولة قطر بقيادة سمو الأمير تجاه قضيتهم»، لافتا إلى أنه لا يمكن لأحد مهما كان أن ينكر الجهود القطرية الكريمة في دعم الشعب الفلسطيني بكافة المجالات، داعيا الجميع في العالمين العربي والإسلامي أن يأخذوا دورهم للدفاع عن فلسطين ومقدسات الأمة.
وبين ريا في حديثه أن مواقف سمو الأمير تجاه القضية الفلسطينية تعمل على تعزيز صمود الشعب الفلسطيني على أرضه من أجل مواجهة الاحتلال الغاشم، إضافة إلى أنها تدعم جهود بناء الدولة الفلسطينية خاصة في ظل إجراءات الاستيطان والتهويد الإسرائيلية التي تستعر بشكل محموم خاصة منذ تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأميركية بيناير الفائت.
اهتمام إعلامي كبير
في السياق، اهتمت معظم وسائل الإعلام الفلسطينية بكلمة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وخاصة تصريحاته التي تتعلق بدعم المصالحة الفلسطينية، والدعوة لفك حصار قطاع غزة وإعادة إعماره.
وتطرقت معظم هذه الوسائل إلى الرسائل التي تحملها دعوة سموه لجميع القيادات الفلسطينية «للتحلي بالحكمة وتغليب المصلحة الوطنية العليا وتشكيل حكومة وحدة وطنية»، مؤكدة على أن الأمير يسعى دائما لإتمام الوحدة بين الفرقاء الفلسطينيين لمواجهة التحديات التي تواجه قضيتهم.
وتحدثت وكالة أنباء «صفا» المحلية، عن كلمة سمو الأمير، لاسيما تأكيده أن القضية الفلسطينية ستظل في صدارة أوليات دولة قطر، وأن السياسيات الإسرائيلية تهدد الأمن بالمنطقة العربية.
وبينت «صفا» حديث سمو الأمير عن محاولات الاحتلال الإسرائيلي من أجل فرض سياسة الأمر الواقع من خلال التهويد المستمر وتكثيف الاستيطان، وتشديده على ضرورة إجبار إسرائيل على وقف عن بناء المستوطنات والانتهاك المستمر ضد الشعب الفلسطيني ورفع الحصار الإسرائيلي الجائر على قطاع غزة والذي يمنع السكان عن ممارسة حياتهم الطبيعية.
وأظهرت وكالة «صفا» باهتمام دعوة سمو الأمير إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، وتأكيده على أنه «لن تقوم دولة فلسطينية بدون غزة ولن تقوم دولة في غزة».
أما موقع «دنيا الوطن» الفلسطيني، فقد أشار إلى تصريحات سمو الأمير التي أكد خلالها على ضرورة إنهاء الانقسام، وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وفقا لاتفاقات الدوحة والقاهرة.
وتطرق الموقع إلى دعوة سمو الأمير لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تقوم بإنجاز المهام الدستورية لاستعادة الوحدة، حتى يحقق الشعب الفلسطيني حريته المشروعة في إقامة دولته الفلسطينية.
بدورها، أفردت وكالة أنباء «شهاب» المستقلة للحديث عن تصريحات سمو الأمير، مشيرة إلى أن هذه المواقف في مجملها داعمة لحقوق الشعب الفلسطيني.
كما تحدثت الوكالة عن أن سمو الأمير قطر أكد خلال كلمته أن موقف بلاده الدائم من القضية الفلسطينية هو دعم مبادرة السلام العربية ومبدأ حل الدولتين، ودعوته للقيادات الفلسطينية إلى إنهاء الانقسام وتحقيق وحدة الصف الفلسطيني.
وذكرت أن سمو الأمير شدد في كلمته على أن القضية الفلسطينية ستظل في مقدمة أولويات الأمة، ومطالبته بالعمل للضغط على المجتمع الدولي لرفض إقامة نظام فصل عنصري والتعامل بحزم مع إسرائيل.
وبينت «شهاب» في تقريرها تصريحات سمو الأمير التي تطرق فيها إلى خطورة المرحلة التي يمر بها العالم العربي والمنطقة بشكل عام، وتنويهه إلى أن تلك التحديات تتطلب الكثير من الواقعية والصراحة والوعي وتطابق الأقوال والأفعال، لتجنيب الأمة العربية المخاطر.
كما تطرقت إلى حديث سمو الأمير عن الأزمة السورية، وتأكيده أن إنهاء كارثة الشعب السوري يتوقف على اتخاذ الإجراءات الملزمة للنظام السوري بتنفيذ مقررات جنيف1، ومطالبته بضرورة إجبار النظام السوري على تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2336 للسماح بوصول منظمات الإغاثة الإنسانية.
copy short url   نسخ
30/03/2017
2226