+ A
A -
البحر الميت (الأردن)- قنا- دعا القادة العرب، خلال كلماتهم في جلسة العمل الأولى لاجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها العادية الثامنة والعشرين، التي عقدت أمس، في منطقة البحر الميت بالمملكة الأردنية، إلى التعامل مع الأزمات التي تواجه الوطن العربي، بفاعلية أكبر.
وطالبوا، بإيجاد حل للقضية الفلسطينية، وفق المبادرة العربية، يقوم على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وإلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، بما يحفظ وحدة وسلامة أراضي سوريا، ويحقق طموح وتطلعات الشعب السوري.
وشددوا على ضرورة المحافظة على وحدة اليمن وتحقيق أمنه واستقراره، وعلى أهمية حل سياسي ينهي الأزمة هناك، وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ونتائج الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216.. وطالبوا بإيجاد حل سياسي ينهي الأزمة في ليبيا.
وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية، في كلمته أن القضية الفلسطينية ستظل القضية المركزية للأمة، ولا يجب أن تشغل الأحداث الجسيمة التي تمر بها المنطقة عن السعي لإيجاد حل لها على أساس قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.
كما أكد، ضرورة إيجاد حل سياسي ينهي مأساة الشعب السوري، ويحافظ على وحدة سوريا ومؤسساتها وفقاً لإعلان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن رقم 2254.
وفي الشأن اليمني، أكد خادم الحرمين الشريفين أهمية المحافظة على وحدة اليمن وتحقيق أمنه واستقراره، وعلى أهمية الحل سياسي للأزمة هناك، وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ونتائج الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216.. داعيا إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية لمختلف المناطق اليمنية.
كما طالب الليبيين بالعمل على الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة ليبيا ونبذ العنف ومحاربة الإرهاب والعمل على إيجاد حل سياسي ينهي هذه الأزمة.
من جهته، أكد سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت، أن ما يواجهه العالم العربي من تحديات جسيمة يفرض الالتزام بنهج مختلف عن السابق، داعيا لأن تكون هذه القمة بداية لتحديد مسار جديد يتم من خلاله التركيز على موضوعات محددة تمثل تشخيصا للمعوقات التي تواجهها الأمة العربية، مبينا أن نظرة فاحصة للواقع العربي «تؤكد وبوضوح أن الخلافات التي نعاني منها لن تقودنا إلا لمزيد من الفرقة في موقفنا وضعفا في تماسكنا، الأمر الذي يتوجب معه علينا العمل وبكل الجهد لأن نسمو فوق تلك الخلافات وأن لا ندع مجالا لمن يحاول أن يتربص بأمتنا ويبقي على معاناتها ويشل قدراتها على تجاوز هذه الخلافات».
ولفت سموه إلى أن المجتمع الدولي لايزال يقف عاجزا عن إيجاد حل للأزمة في سوريا، رغم نتائجها وإفرازاتها الخطيرة، فالجهود السياسية مازالت متعثرة بسبب تضارب المصالح والمواقف المتصلبة، معبرا عن أمله في أن توفق جهود المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لتحقيق تطور إيجابي.
من جانبه، أكد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في كلمته، أن القمة الحالية تأتي لمناقشة قضايا بالغة الأهمية تستدعي، أكثر من أي وقت مضى، توحيد وتقوية المواقف العربية لمواجهة المخاطر التي تحيط بالمنطقة بكل حسم.
وأضاف أن هذه القمة تأتي لتؤكد الإرادة الصادقة للدول العربية في تقديم كل العون للأشقاء الذين يواجهون تحديات ومخاطر تهدد أمنهم، أو يعانون من تدخلات تحول دون تمام استقرارهم، ويأتي في صدارة ذلك اعتداءات التنظيمات الإرهابية التي تهدد سلامة تلك المجتمعات وحياة أبنائها، وما يستدعيه ذلك من عمل جاد لمواصلة التصدي لتلك التنظيمات والقضاء عليها من خلال تجفيف مواردها وإيقاف مدها الفكري المتطرف، باعتبار ذلك أفضل سبيل للتغلب على المحاولات المغرضة لبعض الدول والأطراف التي تعمل جاهدة من أجل ضرب الأمن القومي العربي، والإضرار بمصالح الأمة والمساس بسيادة دولها وتعطيل مسيرة تقدمها.
وقال العاهل البحريني: إن على المجتمع الدولي العمل للوصول إلى صيغة توافقية لإيجاد حل سياسي شامل في سوريا، ينهي معاناة الشعب السوري ويحافظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها ويمنع التدخلات الخارجية في شؤونها، ويعيد إليها أمنها واستقرارها.
وأكد أن وحدة اليمن واستعادة أمنه واستقراره وتخليصه من التدخلات الخارجية يظل من أولويات التحالف العربي، كما أن التزام كافة الأطراف والقوى السياسة بتغليب المصلحة العليا لليمن وشعبه واحترام الشرعية سيبقى مدخلا أساسيا للوصول إلى الحل السياسي الشامل والعادل.
وفي الشأن العراقي، أعرب العاهل البحريني عن التطلع إلى بذل كل ما يلزم لإعادة الاستقرار إلى العراق وحمايته من التدخلات الخارجية، ليستعيد دوره الاستراتيجي في الدفاع عن القضايا والمصالح العربية.
copy short url   نسخ
30/03/2017
1278