+ A
A -
انطلقت بالدوحة أمس، «أعمال مؤتمر العمل الإنساني بين الشرق والغرب» الذي تنظمه مؤسسة عيد الخيرية على مدى يومين، بمشاركة منظمات إنسانية محلية وإقليمية ودولية، حيث يهدف المؤتمر إلى تعزيز التعاون، وبناء شراكات عمل ميدانية، وتمويل للمشاريع الإنسانية، وبناء السلام بين المنظمات الخيرية، ذات الخلفيات والتوجهات المتباينة، ويناقش المشاركون فيه أربعة محاور تدور حول «التعاون في المجال الخيري بين التحديات والفرص» و«الحرب على الإرهاب والتصنيفات الدولية وأثرها على العمل الخيري» و«التجارب السابقة والحالية ورسم الآفاق المستقبلية وإطلاق أرضية إنسانية للعمل الخيري بجنيف».
وقال السيد علي بن عبدالله السويدي المدير العام لمؤسسة عيد الخيرية، رئيس المؤتمر، إن دولة قطر التي تحتضن هذا المؤتمر الدولي، جعلت العمل الإنساني في سلم أولوياتها وصدارة اهتماماتها، وأشار في كلمة افتتح بها أعمال المؤتمر إلى أن العمل الإنساني يمر الآن بتحديات صعبة، فهو يعمل في عالم تشابكت فيه القضايا وامتزجت فيه المشكلات، ولم يعد العاملون في هذا المجال بمنأى عن التحديات التي تزداد تعقيدا، وأوضح أن المؤتمر يأتي بهدف تعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين في كل مكان والعمل معا لتذليل العقبات التي تعوق تقديم المساعدات للفقراء، مشيراً إلى أن القضايا والمحاور التي يناقشها المؤتمر للوصول إلى نتائج تنعكس إيجابا على واقع العمل الإنساني للتخفيف من حدة الأزمات والكوارث وإغاثة الإنسان أيا كان هذا الإنسان دون تفرقة بين جنس أولون أو عرق أو دين.
أهمية خاصة
بدوره أكد الدكتور كرم كنيك رئيس الهلال الأحمر التركي أن هذا المؤتمر يكتسب أهمية خاصة بالنظر إلى المحاور والقضايا التي يبحثها والنتائج المرجوة وأهمها بناء نظام تعاوني بين المنظمات الإنسانية في الشرق والغرب، وأشار في كلمة مماثلة إلى الأزمات الإنسانية في المنطقة من سوريا إلى اليمن وليبيا والعراق وجنوب السودان والصومال إلى جانب الكوارث الطبيعية التي تضرب مناطق كثيرة في العالم الإسلامي، كما عرض بالأرقام والإحصاءات حجم الأزمات الإنسانية في دول منظمة التعاون الإسلامي والأخطار التي تهدد ملايين البشر كالمجاعات والحروب والصراعات وغيرها من الكوارث والأزمات، مشيرا إلى دور الهلال الأحمر التركي في العمل الإنساني في بلدان العالم الإسلامي.
قضايا المؤتمر
من جانبه قال سعادة السفير هشام يوسف الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية بمنظمة التعاون الإسلامي إن هذا المؤتمر تكمن أهميته في كونه أول مؤتمر يناقش قضايا لم تطرح مطلقا منذ قمة العمل الإنساني (إسطنبول مايو 2016) وقمة اللاجئين (نيويورك سبتمبر 2016)، وأكد أن العاملين في المجال الإنساني بحاجة ماسة إلى مثل هذه الحوارات وخاصة لبحث العديد من القضايا الرئيسية المطروحة على مجتمع العمل الإنساني، مشيراً إلى عدد من القضايا التي تتطلب أولوية في النقاش والحوار مثل كيفية التعامل مع تحديات الالتزام بمبادئ العمل الإنساني على الأرض في ظل تحديات تفرضها المنظمات الإرهابية، وسبل حماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني بما في ذلك حماية العاملين في المجال العمل الإنساني، ولفت في السياق ذاته إلى أهمية مناقشة كيفية إحراز المزيد من التقدم في إقامة شراكات حقيقية بين المؤسسات الإنسانية في المنطقة والتي تقوم بجهود ضخمة في إطار عمل مؤسسي منظم، داعياً إلى ضرورة إدراج هذه المنظمات في النظام الإنساني الدولي، وقال «لا يمكن تهميش دور هذه المنظمات أو التعامل معها فقط كمصدر للموارد المالية».
سد الاحتياجات
واستنكر سعادة السفير هشام يوسف الانتقادات التي توجه إلى هذه المنطقة بحجة أنها لا تساهم ماليا بشكل كاف، مؤكداً أنها من أكثر مناطق العالم سخاء في تقديم المساعدات الإنسانية، وأضاف: «لا يمكن أن يستمر هذا النقد واللوم من ناحية واستمرار القيود التي لا يمكن تجاوزها لتحويل الموارد المالية للمحتاجين خاصة في مناطق النزاعات من ناحية أخرى»، كما انتقد استمرار اتهام بعض المنظمات العاملة في المجال الإنساني بدعم الإرهاب «رغم أن مساعداتها تساهم في سد الاحتياجات للملايين ولولاها لزاد التطرف وزادت حدة الإرهاب»، وحول التمويل الإسلامي للعمل الإنساني شدد على أهمية التوصل إلى تصور حول هذا الأمر.. مؤكدا استعداد منظمة التعاون الإسلامي وكذلك البنك الإسلامي للتنمية لتحمل مسؤوليتهما في هذا المجال والتوصل إلى تصور يتم طرحه على المجتمع الدولي، ودعا المشاركين في المؤتمر إلى طرح رؤيتهم لتطوير منظومة العمل الإنساني الدولي حتى تتمكن من القيام بدورها بفعالية أكبر في ظل هذا الحجم الكبير من الكوارث والأزمات، ولفت إلى أن العالم الإسلامي بحاجة إلى بلورة رؤية استراتيجية لمستقبل منظومة العمل الإنساني الدولي ودور العالم الإسلامي فيها.. وقال يجب أن نعمل حتى تكون لدينا مؤسسات إنسانية مرموقة على غرار «أوكسفام» وقادة مؤهلون لتحقيق هذا الهدف».
حقوق الإنسان
بدورها قالت سعادة الشيخة حصة بنت خليفة بن أحمد آل ثاني المبعوث الخاص للأمين العام لجامعة الدول العربية للشؤون الإنسانية «إن ما يجعل هذا المؤتمر فريدا من نوعه هو موضوعاته التي تركز على بحث العلاقات والتفاعل والتآزر بين الشرق والغرب فيما يخص العمل الإنساني»، وأكدت أهمية بحث موضوع التنوع والاختلاف وإدراك دوره في إثراء العمل الإنساني بدلا من إعاقته، وقالت «المطلوب إيجاد طرق لضمان أن يكون الاختلاف ميزة وليس عائقا أمام التعاون والتآزر في الخدمات الإنسانية»، وأضافت: «على الرغم من تعدد الخلفيات التي نأتي منها فإننا كأفراد منخرطون في قضايا مناصرة حقوق الإنسان والإغاثة الإنسانية والعمل الخيري وملتزمون بالمبادئ الدولية وقيم الاحترام والتسامح واللاعنف وعدم التمييز وتساوي الحقوق للجميع»، وأشارت سعادة الشيخة حصة آل ثاني إلى أن هذا المؤتمر يسعى- كمتابعة للقمة الإنسانية التي عقدت في إسطنبول في مايو من العام الماضي- إلى البناء على توصيات ومبادئ تلك القمة بصورة عملية ومنظمة.
التنسيق الدولي
من ناحيته نوه السيد رشيد خاليكوف مساعد الأمين العام للشراكات الإنسانية مع الشرق الأوسط وآسيا الوسطى بالدور الجوهري الذي تقوم به دولة قطر في مجال العمل الإنساني وجهودها لتعزيز التنسيق الدولي في هذا المجال، ولفت السيد خليكوف في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر إلى أن دولة قطر تقوم بجهود عظيمة لتوفير بيئة أفضل للعمل الإنساني، إضافة إلى إطلاق مبادرات كثيرة في هذا السياق، وأشار إلى أن العالم يشهد أزمات غير مسبوقة وتتطلب جهودا كبيرة لتقديم المساعدات والإغاثات لملايين اللاجئين، مشيرا في هذا السياق إلى الأوضاع الإنسانية المتردية في عدد من دول المنطقة ومنها اليمن، وأفاد بأن الأمم المتحدة بصدد عقد مؤتمر دولي في أبريل المقبل لمناقشة الوضع الإنساني في اليمن وسبل تقديم الدعم والمساعدات للمحتاجين هناك، داعياً المنظمات الإنسانية للمشاركة بفعالية في هذا المؤتمر، وشدد على أهمية التعاون والتنسيق الميداني بين المنظمات الأممية المعنية بالشأن الإنساني والمنظمات الإنسانية الأخرى لضمان وصول الإعانات والمساعدات للمحتاجين بفعالية وتخفيف معاناة الملايين من البشر.
copy short url   نسخ
27/03/2017
1459