+ A
A -
كتب – محمد أبوحجر
قال الدكتور محجوب الزويري رئيس لجنة التواصل في مركز دراسات الخليج والأستاذ المشارك في تاريخ الشرق الأوسط بجامعة قطر: إن مركز دراسات الخليج يعمل على تخريج طالب متخصص في منطقة الخليج ويُساعده على العمل في قطاعات متعددة توظف المهارات التي اكتسبها الطالب في البرنامج، حيث يكتسب مهارات تمكنه من العمل في قطاعات الطاقة والسياسة والعلاقات الخارجية. وأضاف خلال حواره لـ الوطن أنه يتم التركيز في البرنامج على دراسة العديد من الدول التي لها علاقات مشتركة وتتأثر وتؤثر في التفاعلات المرتبطة مع الخليج ومن ضمنها تركيا وإيران وكذلك روسيا والصين، نافيا ما يتردد حول تراجع أهمية منطقة الخليج بسبب تراجع أسعار النفط.
وأكد أن البرنامج يدرس مقررات خاصة متعلقة بالطاقة والأمن وعلاقة السياسة بالطاقة، والعلاقات الدولية والطاقة وتأثير النفط على تطور المجتمعات الخليجية..
بدايةً حدثنا عن برنامج الدراسات العليا في تخصص دراسات الخليج بجامعة قطر؟
-يعتمد البرنامج على الدراسات البينية والذي يعتبر أيضا جزءا أساسيا من أهداف كلية الآداب والعلوم، حيثُ إنَّ الدراسات البينية تزود الطلبة بالمهارات والمعرفة الشاملة والمتنوعة، ولهذا تشهد الدراسات البينية تطورًا من قبل الجامعات باعتبار أن الشهادة الجامعية الأولى هدفها تزويد الطالب بالمهارات وعدم الاكتفاء بالمعرفة فقط.
ويتميز برنامج دراسات الخليج بتزويد الطالب بالمعرفة الشاملة عن الخليج، ويتميز الطلبة الملتحقون بالبرنامج بكونهم سفراء بشكل غير مباشر وذلك بسبب طبيعة التعرض للثقافة الخليجية في البيئة المحيطة والتي تعد نوعاً من المعرفة مرتبطا مباشرة بالبيئة المحيطة، حيث يقومون بنقل هذه التجربة عند الرجوع إلى بلدانهم، وقد بدأ البرنامج من خلال مرحلة الماجستير وتم إطلاق برنامج الدكتوراه خلال العام 2015-2016 عبر مسارين أحدهما خريج جامعة قطر والآخر درجة جامعية مشتركة مع جامعة درم البريطانية، حيث يهدف إلى رفد الطالب بالمهارات البحثية والمشاركة في الأبحاث ذات العلاقة بالمجتمع المحلي.
ما هي مخرجات برنامج دراسات الخليج في مرحلتي الماجستير والدكتوراه؟
-هناك مخرجات كثيرة يحققها البرنامج أهمها تخريج طالب متخصص في منطقة الخليج بشكلٍ يُساعد على العمل في قطاعات متعددة توظف المهارات التي اكتسبها الطالب في البرنامج، حيث إن الطالب سيتمتع حينها بمهارات تمكنه من العمل في قطاعات الطاقة والسياسة والعلاقات الخارجية، كما أن الطلبة غير القطريين يمكن أن يتاح لهم العمل في مؤسسات بلادهم مثل البرلمانات وغيرها، بالإضافة إلى العمل في المنظمات الدولية.
وهناك المنظمات المعنية بالتراث حيث إن قطاع المتاحف يشهد تطورًا في كل دول الخليج والبرنامج يركز على الجوانب الثقافية المتعلقة بالمتاحف أو بالهوية الخليجية والبنية الاجتماعية وهذا ما يعطي الطالب نقطة تميز خاصة وأن المنطقة تعتبر ذات أهمية بالغة كما أن هناك ندرة في عدد المختصين فيها.
هناك أحاديث كثيرة حول الدور السياسي لمنطقة الخليج عالمياً وتأثره مؤخراً، برأيك هل سيؤثر ذلك في البرنامج؟
-إنَّ الاعتقاد القائم على أساس تراجع أهمية منطقة الخليج لا يستقيم في منطق التاريخ، حيثُ إنَّ منطقة الخليج كانت مهمة قبل وجود النفط، وكان هناك تنافس كبير من كل القوى الأوروبية المستعمرة فلا يمكن تغيير الجغرافيا السياسية، وهذه المنطقة ذات جغرافية متميزة وخاصة جدًا، وذلك بسبب قربها من الهند وآسيا واتصالها بأوروبا وإفريقيا، ومن الصعب تراجع هذه الأهمية وإن كان هناك تفاوت في وجود المصالح التي يتطلع الآخرون إلى تحقيقها، قد يجد البعض مصالحهم في مناطق أخرى، ولكن سيحل محلهم لاعبون آخرون، فمثلًا هناك اهتمامٌ كبير في الوقت الحالي من دول مثل الصين وروسيا واليابان في منطقة الخليج؛ ومن هنا يأتي دور البرنامج ليعطي مزيدًا من التركيز على استمرار أهمية المنطقة بغض النظر عن التغيرات السياسية وغيرها من العوامل؛ فالبرنامج يُعطي أدلة عملية على أنَّ هذه المنطقة كانت وستبقى مهمة، لأن هذه الأهمية لا تتعلق بمجرد وجود النفط أو عدمه، فالقضية متعلقة بالموقع الجغرافي وخصوصية المكان.
يتم التركيز في البرنامج على دول إقليمية مثل تركيا وإيران، ما سبب ذلك؟
-يأتي هذا التركيز في البرنامج لدراسة الإقليم؛ حيثُ تأتي إيران وتركيا كدول إقليمية تتأثر وتؤثر في التفاعلات المرتبطة بمنطقة الخليج، نجد أنَّ إيران قريبة من الناحية الجغرافية، كما أنها من الدول المنتجة للنفط والغاز، وهذا ما يخلق تشابُكًا في العلاقات الاقتصادية والسياسية بين إيران والخليج، إضافةً إلى ذلك، فإن وجود العراق كنقطة وسط معها ضاعف من هذه العلاقة، ولابد من التركيز عليها لفهم الدور الإيراني وسياستها نحو الخليج والعالم.
أما تركيا فقد استطاعت خلال العقدين الماضيين أن تقدم نفسها كلاعب نشط سياسيًا وقوي اقتصاديًا، يحرص على تكوين شبكة من العلاقات مع الدول خاصة في منطقة الخليج، وقد حرصت تركيا خلال الخمس وعشرين سنة الماضية على تنمية علاقتها في ما يسمى بحديقتها الخلفية وهي العالم العربي، ولذلك فإنها قد بنت علاقتها من العراق وسوريا بغض النظر عن التطورات السياسية قبل 2010م، ولكن منطقة الخليج تعتبر ذات أهمية خاصة وأن دول الخليج توفر لها الطاقة، كما أنَّ تركيا لديها استثمارات تقدَّر بأكثر من 80 مليار دولار في منطقة الخليج، وهناك العشرات من الشركات التي تعمل في البنية التحتية لها، فالشركات التركية تعتبر من أفضل الشركات في البنى التحتية من بناء الطرق والجسور وغيرها، وهذا ما جعلنا نركز على العلاقات الخليجية الإيرانية أو العلاقات الإيرانية التركية نظرا لتنافسهم بالتعاون حول منطقة الخليج. ويهتم البرنامج بأمور أبعد من ذلك أيضا؛ فنحن نهتم بروسيا والصين وعلاقاتهما بالخليج ويتم التتبع التاريخي لعلاقة هذين البلدين بمنطقة الخليج.
هل يتطرق البرنامج لفكرة أن الاقتصاد له دورٌ كبير في السياسة وخاصةً اقتصاد النفط المزدهر في الخليج؟
-يقدم البرنامج مقررات خاصة متعلقة بالطاقة والخليج، والطاقة والأمن وعلاقة السياسة بالطاقة، والعلاقات الدولية والطاقة وتأثير النفط على تطور المجتمعات الخليجية، وبالتالي يتم تدريس الطاقة في خمسة أبعاد بحيث يعرف الطالب تأثيرها كعنصر في تطور العلاقات الخارجية والعلاقات الخليجية والعلاقات الإقليمية ويتم تدريس التأثيرات الاجتماعية الداخلية أيضًا، ومن خلال هذا يدرس الطالب موضوع النفط وحتى الغاز بطريقة متعددة الأبعاد في تأثيراتها ويكون عند الطالب تصور واسع ومفصل حول مدى تأثير النفط على هذه القطاعات وكيفية التعامل مع كل عامل من هذه العوامل والبدائل المتاحة عند الدول أيضًا، وأخذ عامل النفط بعيدًا عن النمط التقليدي حيث إن البرنامج لا يدرس أهمية الخليج بسبب وجود النفط؛ بل وجود ديناميكية سياسية مختلفة.
فعلى سبيل المثال، فقد يكون صحيحًا الحديث عن النفط قبل ثلاثين عامًا تقريبًا، ولكن الدول أثبتت أنها لديها أمر آخر غير النفط من قرارات سياسية وقابليتها في بناء التحالفات وتنويع الخيارات الاقتصادية وغيرها الكثير.
ما الذي دفع الجامعة للتوسع في برامج المركز وإدراج الدكتوراه فيه مؤخرًا؟
-يعتبر هذا البرنامج؛ أول برنامج في دراسات العلوم الاجتماعية والإنسانية بالكلية، وربما يفتح المجال لتخصصات أخرى في دراسات دولية ذات أبعاد أكثر من منطقة الخليج. وقد أثبت البرنامج تأثيره وقدرته بأن يكون عنصرًا جاذبًا للطلبة وأظن أنَّهُ يمكن تأسيس وبناء برنامج ذي صبغة عالمية وفق الخطوات والمنهج الذي تمَّ انتهاجه في البرنامج، بحيث يكون عالمي التأثير ويُسهم في رفد جامعة قطر مع غيره من البرامج، لتستمر في دائرة الجامعات الأكثر تأثيرًا في مجتمعها المحلي والإقليمي والعالمي.
copy short url   نسخ
27/03/2017
1137