+ A
A -
هذا ما قاله المسرحي البريطاني شكسبير على لسان شخصيته هاملت: «الاقتصاد يا عزيزي هوراشيو الاقتصاد.. خبز الجنازة قدم باردا فوق موائد العرس»، قالها هاملت بعدما عرف أن عمه قتل والده الملك وتزوج أمه وأضحى ملكاً على الدنمارك.
إنه الاقتصاد.
للعام السابع على التوالي والمجازر ترتكب بحق الشعب السوري، للعام السابع على التوالي والحرب على البسطاء والمظلومين والمقهورين مستمرة، للعام السابع على التوالي والقتل الممنهج مستمر وتدمير المدن وتهجير الناس مستمر، للعام السابع على التوالي تثبت المنظومة الدولية ومعها الدول المتقدمة «دول الحريات» تورطها في قتل الشعب السوري وتدمير دولته عبر السكوت عن ظلم الشعب السوري والسكوت عن كل أفعال المجرم الأسد الصغير بما فيها جرائم الحرب التي ارتكبها، للعام السابع على التوالي وهم يشاركون بالقصف الجوي على المدن السورية ويقتلون المدنيين بحجة محاربة الإرهاب، إنه الاقتصاد. فمحاربة الإرهاب لا تتطلب هذه الكلفة العالية والموازنات الهائلة التي ينفقونها على جيوشهم وأساطيلهم وطائراتهم التي تقتل الناس بحجة محاربة الأرهاب، ولكنه الاقتصاد.
أميركا ترامب التي تحاول تخفيض الموازنة العامة باستثناء واحد هو وزارة الدفاع «البنتاغون»، حيث وعدهم ترامب برفع كبير في موازنتهم لمحاربة الإرهاب، إنه الاقتصاد.
إن الظلم أساس الشرور في العالم ومن أراد أن يحارب الإرهاب فعليه محاربة الظلم، عليه نصرة المظلوم.
كما أن الجهل هو البيئة التي تولد وتنتج الإرهاب ولا يمكننا محاربة الإرهاب إلا بمحاربة الجهل والتخلف، ويكون ذلك على الأرض وليس من السماء عبر طائراتكم التي تطلق الصواريخ والقنابل على الفقراء والمظلومين والمهمشين والمضطهدين، يمكنكم محاربة الإرهاب عبر بناء المدارس والمعاهد والجامعات، عبر محاربة الجهل من خلال تطوير مناهج التعليم القديمة التي تؤسس لثقافة الجهل والتخلف بدلاً من التأسيس لثقافة حية معاصرة تعلم الشباب كل العلوم الحديثة والعصرية التي تخدم مجتمعاتنا، وذلك على الأرض وليس من السماء عبر طائراتكم التي تطلق الصواريخ والقنابل على الفقراء والمظلومين والمهمشين والمضطهدين، ولكنه الاقتصاد.
لقد نهب الأسد مقدرات سوريا على مدى خمسين عاماً، قام الأسد الأب بتدمير الاقتصاد الوطني والدولة السورية لينشئ إقطاعيات من الجهل والتخلف يسيطر عليها أتباعه، ووضع موارد الدولة كلها في حساباته وحساباتهم البنكية، تدخل بكل شيء وسيطر على كل شيء، النفط والغاز والجمارك والتجارة والصناعة والزراعة، جمع مئات المليارات التي تدعمه اليوم في حربه على المظلومين والمهمشين، هو الاقتصاد.
تقول الأمم المتحدة إن الحرب في سوريا تمنعنا من الوصول إلى مئات الآلاف لتقديم الغذاء لهم، كما تحذر منظمة الإغاثة العالمية من مجاعات محتملة في الغوطة، الأمم المتحدة التي تحاول إيصال المساعدات الإنسانية لمناطق النزاعات والحروب، تشتري هذه المواد من الأموال التي تجمعها من الدول الداعمة، وفي سوريا تشرف مؤسسات الأسد على توزيع هذه المواد الإغاثية، وكلكم تعرفون، إنه الاقتصاد.
دخلت روسيا الحرب السورية بشكل مباشر بعدما نبهت المخابرات الروسية من قرب سقوط الأسد الصغير حليفهم، أرسلت الطائرات والجنود وأقامت القواعد العسكرية، مارس الجيش الروسي ما يعرفه جيداً في الحروب وهو التدمير الشامل والقتل، هذا ما فعله في الشيشان سابقاً، وما يفعله الآن في سوريا، يقول بوتين: أثبتت الأسلحة الروسية جدارتها في سوريا.
نعم كما أثبتت جدارتها أمام المدنيين في غروزني، إنه الاقتصاد.
يدَّعون أنهم يحاربون الإرهاب في سوريا، ولكنهم يكذبون، الإرهاب صنيعتهم، ولا يمكنهم محاربة الإرهاب إلا بمحاربة الجهل ورفع الظلم على الأرض وليس عبر طائرات القتل العمياء.
الإرهاب بضاعتكم التي ردت إليكم، لأنه الاقتصاد.
copy short url   نسخ
27/03/2017
1158