+ A
A -
كتب – طاهر أبوزيد
علمت الوطن أنه يجرى حاليا وضع خطة وطنية لعلاج اضطراب طيف التوحد على مستوى الدولة، تشارك فيها العديد من المؤسسات المعنية على مستوى الدولة مع وزارة الصحة العامة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية حيث يتم وضع اللمسات الأخيرة للخطة الوطنية للتوحد التي من المنتظر أن تطلق قريبا، وتقوم على ست ركائز أساسية على رأسها التوعية والفحص والكشف المبكر على المرض، والتشخيص والتقييم وإجراء التدخلات والخدمات المدرسية والانتقال إلى مرحلة البلوغ.
وقال مصدر طبي إن إطار عمل الخطة الوطنية يقوم على دراسة انتشار اضطراب طيف التوحد على مستوى الدولة بهدف تحديد الخدمات التي تحتاجها الدولة بشكل أفضل للتعامل مع زيادة معدلات اكتشاف الحالات.
وقال المصدر إن الكشف والتشخيص المبكر لمرض التوحد ضرورة لضمان استفادة الأطفال من التدخلات المستندة إلى الأدلة والبراهين وتحسين النتائج على المدى البعيد، مشيرا إلى إجماع متزايد من المختصين على أنه يمكن اكتشاف الإشارات المبكرة للمرض في مرحلة الطفولة من خلال إجراء الاختبارات باستخدام تكنولوجيات حديثة مثل استجابة الدماغ وتتبع حركة العينين، لافتا إلى أنه مازال الكشف المبكر لأمراض التوحد واضطراب النمو العصبي يشكل تحديا كبيرا على مستوى العالم نتيجة صعوبة التشخيص في المراحل الأولى من الإصابة به.
وقال إن خدمات اضطراب التوحد قائمة على تشخيص الحالات من خلال برنامج التوحد هو اضطراب تطوعي يظهر عادة في الأطفال قبل عمر ثلاث سنوات، ومن سماته الأساسية التأخر أو الاضطراب في اللغة، والتأخر في المهارات الاجتماعية والتخاطب الاجتماعي، والحركات النمطية المتكررة، علاوة على الذين لديهم تأخر في مهارات اللعب الذي يقصد به اللعب الوظيفي أو اللعب التخيلي، وهذه السمات تظهر في معظم أطفال التوحد قبل ثلاث سنوات، موضحة أن نسبة التوحد نسبة في الأولاد إلى البنات 4 إلى 1 وهي نسبة عالمية بمعنى أن الأولاد المصابين به أكثر من البنات، وهذه هي النسب العالمية في أميركا وبريطانيا، حيث كشفت الدراسات التي أجريت هناك في عام 2008 أن كل 88 طفلا بينهم طفل مصاب بالتوحد، ومؤخرا تقول بعض الإحصائيات إن النسبة ارتفعت إلى 1 من كل 55 طفلا ولكنها ليست إحصائيات دقيقة.
ارتفاع نسبته
وأضاف المصدر إنه لا توجد إحصائيات دقيقة حول اضطراب طيف التوحد في قطر نتيجة تداخل المؤسسات التي تعمل في المجال في القطاع الخاص والقطاع العام الحكومي، مشيرا إلى أنه مؤخرا بدأت المؤسسات المختلفة في التنسيق مع بعضها البعض لوضع إطار موحد للتعامل مع زيادة الحالات المكتشفة، مشيرا إلى أنه لوحظ مؤخرا ارتفاع نسبة الإصابة به بين الأطفال في قطر، مرجعا أسباب ذلك إلى أن المعرفة مؤخرا بالمرض زادت وهو ما يمكن أن يسهم في كشف المصابين به، فمثلا قبل 20 سنة لم يكن أحد في الدول العربية يعرف شيئا عن التوحد، لكن الآن كل الناس تعرفه، وهو ما يمكن أن يكون السبب وراء الحديث حول ارتفاع نسبته.
وأشار إلى أنه أصبحت الآن هناك برامج للكشف عنه فضلا عن البرامج التوعوية الخاصة به وكلها ترفع من درجة الوعي لدى المواطنين بمعرفة المرض وهي تزيد أيضا عدد الأطفال، وهناك بعض الأمراض الاضطرابية كان الناس لا يعرفون تشخيصها الحقيقي فالبعض كان يطلق مثلا تعريف التخلف العقلي على بعض أنواع التوحد دون أن يعرفوه بتعريفه الصحيح.
أسر أطفال التوحد
ولفت المصدر إلى أهمية الدعم الكبير والمتواصل لأسر الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، لافتا إلى أن أسر المصابين بالتوحد يواجهون الكثير من المصاعب في سبيل دمج أطفالهم في المجتمع، وهو ما يستدعي أهمية التوسع في خدمات رعاية مرضى التوحد صحيا واجتماعيا.
وتابع المصدر إن دولة قطر تنفذ العديد من المبادرات الواعدة لمكافحة اضطراب التوحد يجري تنفيذها حاليا، على رأسها أنها شكلت مؤخرا مجموعة العمل الوطنية للتوحد تحت إشراف وزارة الصحة العامة، وتشمل هذه المجموعة عددا من الأطراف المعنية من جميع أنحاء البلاد من بينهم أطباء يمثلون عدة تخصصات مثل الطب النفسي وطب نمو الأطفال وعلاج النطق والعلاج الوظيفي إلى جانب علماء النفس والتربويين والإداريين، مشددا على ضرورة ضم مجموعة من أسر الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد للمجموعة لأنهم الأقدر على توضيح الاحتياجات المطلوبة لهم.
copy short url   نسخ
23/03/2017
3036