+ A
A -
كتب - طاهر ابوزيد
اكد سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة أن الإنسان دائما هو محور التغيير الذي يبدأ منه النجاح وينتهي إليه وكذلك يبدأ منه الفشل وينتهي اليه ايضا. جاء ذلك خلال محاضره نظمتها جمعية بيوت الشباب القطرية تحت عنوان «وصفتي للنجاح» والتي حاضر فيها الدكتور عبد الرحمن سالم الكواري وزير الصحة الأسبق بمقر بيوت الشباب القطرية بحضور جمع كبير من القيادات الشبابية والمدعوين من مختلف مؤسسات الدولة. وقال سعادة وزير الثقافة والرياضة إن علماء الاجتماع في جميع دول العالم يؤكدون فيما يخص تطوير الذات أن كل شيء يبدأ من الإنسان وينتهي اليه سواء النجاح أو الفشل مشيرا إلى أن البعض قد يرى أن الحديث عن النجاح والتفوق سهلا وأمرا ممكنا ولكن دائما ما تكون هناك تحديات على أرض الواقع وهي التي يجب أن يوجهها الإنسان ويتغلب عليها مستشهدا بالرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسام والذين واجهوا تحديات جساما واستطاعوا ان يتغلبوا عليها ويصلوا إلى النجاح في النهاية.
كما استشهد سعادة الوزير بالمؤسس رحمه الله تعالي الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني الذي واجه تحديات جساما من أجل تأسيس دولتنا الحبيبة قطر وهو ما يجب أن يكون قدوة لشبابنا الذين نعول عليهم في استكمال مسيرة النهضة والبناء.
وقال وزير الصحة الاسبق الدكتور عبد الرحمن سالم الكواري ان عوامل النجاح كثيرة ويجب أن يضع الإنسان نصب عينيه ضرورة التمسك بها حتى يحقق السعادة في حياته لافتا إلى أن السعادة شعور داخلي يحسه الإنسان بين جوانبه يتمثل في السكينة النفس وطمأنينة القلب وانشراح الصدر وراحة الضمير والبال نتيجة لاستقامة السلوك الظاهر والباطن المدفوع بقوة الايمان.
وأوضح الدكتور عبد الرحمن ان للسعادة مفهوما واسعا وابوابا متعددة، منوها إلى ان تعريف النجاح يتضمن تحقيق الطموحات والاهداف واستغلال الطاقات بشكل جيد والتعلم من اخطاء الماضي والاستفادة منها إلى جانب التغلب عليها والشعور بالسعادة، منوها إلى ان مفهوم النجاح يتضمن كل ما هو محفز للإنسان للاستمرار بالرقي والتقدم إلى الامام، وأن النجاح لا يقاس بمدى تحقيق الاهداف فقط إلى جانب قياس مدى التغلب على المصاعب.
وخلال استعراضه لتجربته في النجاح قال الدكتور الكواري ان صفات الناجحين تتمثل في السؤال دائما، حيث لا يكف الإنسان الناجح عن السؤال وطلب المعرفة فهو في سعي دائم عن المعلومات الجديدة، بالاضافة إلى عدم الاهتمام بالمادة، والانضباط فهو السمة الاساسية للنجاح، فضلا عن معرفته بنفسه جيدا والاهتمام بأمر الغير، منوها إلى ان الشخص الناجح دائما ما يحب المجازفة، كما انه لا يفرط في صحته، فضلا عن تمتعه بالخلق والتخطيط الجيد وسعة الخيال
وشدد الدكتور الكواري على أهمية البدء بالايمان ورفع قدر العقيدة في حياة الإنسان ودورها في بناء شخصية متميزة وناضجة تتسم بالاخلاق والجد، منوها إلى أهمية علاقة الشخص بالاسرة ودورها في بناء شخصية الإنسان، مؤكدا على ان المكون الاسري من اهم الجوانب المتعلقة بالنجاح في الحياة. وتابع الطبيب المتخصص في طب الاسرة والمؤسس للجمعية القطرية للسكري ان هناك علاقة قوية بين الجانب الصحي والنجاح في الحياة، مشددا على أهمية ممارسة الرياضة التي تصقل شخصية الفرد وتنمي قدراته في التواصل مع الاخرين إلى جانب دور الاهتمام بالصحة في تحقيق تطلعات الشخص في بناء اسرة ناجحة.
ونوه إلى العمل يحتاج دائما إلى مهارات في التواصل مع الاشخاص والتعاون وتحقيق القدرات لتنمية مهارات الشخص بشكل جيد لا لذلك من دور كبير في تنمية مهارات الإنسان لتحقيق التفوق في عمله من خلال ناء العلاقات المتوازنة التي تساهم في ترقية الاشخاص في عملهم وتحقيق النجاح، وما لذلك من دور في تحقيق السعادة للإنسان وراحة الضمير إلى جانب تحقيق الذات على المستوى العملي والعلمي.
كما تطرق وزير الصحة الاسبق إلى تقدير الذات وما يتعلق بتحقيقها من تقبل الشخص لنفسه كما هي، وكذلك تقبل الواقع، واثبات القدرات الذاتية أمام الآخرين مع ضرورة مواجهة الصرعات والتحكم في المشاعر واكتساب قدرات التفاوض الجيد مع الآخرين مما يحقق في النهاية وجود ثقة للشخص في نفسه.
وبين الدكتور الكواري ان بناء تقدير الذات ينبع من البيئة المحيطة بالإنسان من خلال العلاقة بالوالدين والمدرسة والاصدقاء والشخص نفسه، موضحا ان العامل الوراثي ليس له أهمية بالقدر الذي توفره البيئة المحيطة للاشخاص من محفزات لبناء الشخصية بالقدر المميز، مؤكدا ان فهم الذات وتقديرها اهم اسس النجاح إلى جانب أهمية توعية الشباب باهمية بناء الشخصية المتزنة القوية
ولفت إلى ان المفهوم الرئيسي للسعادة ان يشعر الإنسان انه آمن في بيته وفي بلدة لان انعكاس الأمن على الإنسان يدعم بناء شخصيته ويحقق له السعادة والاستمتاع بالحياة، كما انه يجعل الشخص متفائلا دائما،لافتا إلى ان التفاؤل مهارة قوية في تحقيق النجاح، واستغلال الطاقة والتعلم من الاخطاء والتغلب عليها، مؤكدا ان الفشل والتعلم من تجاربه يبني شخصية قوية قادرة على التعامل مع الصعاب.
وقال إن الدولة تعطي الشباب فرصا كبيرة في التمكين لتحقيق الذات بمفهومها الواسع مما ينعكس على التنمية في المجتمع، لافتا إلى أن الإنسان من جانبة لابد ان يضع لنفسه خطة للالتزام والانضباط وألا يعيش في فوضى مع ضرورة الحرص على أن يضبط الإنسان ذاته
بحيث يضبط مشاعره وتفكيره بان يراجع نفسه دائما وضرورة أن يحرص عل أن يحمي نفسه من المشاعر السلبية، مؤكدا أهمية التخطيط للحياة وأن تقسم إلى خطط قصيرة وتقسم كل خطة إلى مراحل، للسيطرة على العمل، مع مراجعة الذات بين فترة وأخرى، مع الاهتمام باستشارة الناجين واتخذ النماذج الناجحة كقدوة حسنة والاستئناس بآراء الايجابيين مع ضرورة المرونة في التعامل مع المشاكل، مع أهمية وضوح الهدف الأمر ال>ي يؤدي إلى مزيد من الطاقة والتحفيز.
وحدد الكواري عددا من المعوقات للنجاح مثل الخوف من الفشل والقلق وعدم الثقة في النفس الناتجة من انخفاض تقدير الذات، والتسويف أو المماطلة في اتخاذ القرار والتنفيذ، لأن التسويف آفة من آفات النجاح، وعدم إدراك الوسائل التي تحقق الأهداف، وعدم وجود قيم إيجابية، فضلا عن غياب المهارات التعليمية والمهارات الحياتية التي تساعد في تحقيق النجاح.
وعلى هامش المحاضرة أقامت بيوت الشباب معرضا مصورا تضمن العديد من الفعاليات التي نظمها بيوت الشباب خلال الفترة الماضية مثل كشتة، وجوانب من ترحال الشباب، ومبادرة معا للعالم واستراتيجية بيوت الشباب للفترة المقبلة.
من جهته قال السيد محمد مهدي اليامي المدير التنفيذي لبيوت الشباب القطرية أن هذا اللقاء يأتي ضمن الموسم الثقافي لبيوت الشباب الذي يتضمن العديد من الندوات والمحاضرات وورش العمل التي تهدف إلى رفع مهارات الشباب والشابات في مختلف المعارف لتحقيق رؤية وزارة الثقافة والرياضة نحو مجتمع واع بوجدان أصيل وجسم سليم.
copy short url   نسخ
23/03/2017
1839