+ A
A -
تقيم اليوم السفارة التونسية لدى الدوحة، احتفالا بمناسبة العيد الوطني لجمهورية تونس، الذي وصفه سعادة السفير التونسي صلاح الصالحي، بأن إحياء ذكرى الاستقلال سيبقى في مسيرة أي شعب محملا بالرموز ومشحونا بمعاني الفخر والوطنية واستذكار تضحيات الأجيال التي سبقتنا من أجل تحرير البلاد من الاستعمار وبناء الدولة الوطنية في كنف الحرية والكرامة.
وأكد سعادة السفير صلاح الصالحي، في تصريحات صحفية بمناسبة هذه الذكرى، أنه منذ الاستقلال، وكان لتونس دور مؤثر وفاعل في محيطها العربي والإقليمي والدولي بفضل سياستها المعتدلة والمنفتحة تجاه الدول الشقيقة والصديقة وجميع الدول المحبة للسلام. لقد تبنت تونس سياسة خارجية تقوم على مبدأ مساندة جهود دعم ونشر السلم في العالم من خلال سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادة الدول أعضاء المجموعة الدولية فضلا عن تمسكها بدعم الشرعية الدولية ممثلة أولا في منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الاقليمية التي هي عضو فيها. ومن هذا المنطلق كان لتونس اسهام فاعل غداة استقلالها في دعم حركات التحرر في المنطقة العربية والافريقية كما كان للقوات المسلحة التونسية إسهام فاعل في دعم السلم والأمن في العالم من خلال المشاركة في بعثات السلام الأممية على غرار جمهورية الكونغو الديمقراطية (الزائير سابقا) وكمبوديا.
وقد مكنت هذه السياسات تونس من نسج شبكة علاقات واسعة مع عديد الدول والهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية في مجالات التعاون الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي والتقني والثقافي.
مؤتمر الاستثمار «تونس 2020»
شكل المؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد والاستثمار بتونس الحدث الاقتصادي الأبرز في تونس خلال السنة المنقضية 2016 بالنظر إلى ما حققه من نتائج مهمة من حيث الحضور ومن حيث الوعود الاستثمارية.
وقد تميز هذا الموعد أيضا بمساهمة قطرية مهمة خلال الإعداد للمؤتمر وخلال فعالياته. حيث كان الحضور الشخصي لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، وافتتاحه لأعمال المؤتمر رفقة سيادة رئيس الجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي، وإعلانه عن توجيه مبلغ مليار و250 مليون دولار أميركي لفائدة الاقتصاد التونسي بالغ الأثر في تحقيق هذا النجاح وتحفيز الفاعلين الاقتصاديين على العودة للاستثمار في تونس.
ولا شك أن هذه المشاركة القطرية شكلت دفعة جديدة للتعاون المالي والاستثماري بين البلدين، وساعدت تونس على العودة مجددا على خريطة الاستثمارات الدولية مما سيساعدها على تحقيق التطور الاقتصادي المنشود.
التعاون المالي والاستثماري
بلغ التعاون المالي والاستثماري بين تونس وقطر أرقاما مهمة تعكس المرحلة المتقدمة من علاقات التعاون بين البلدين.
فقد فاقت الاستثمارات القطرية في تونس خلال السنوات الأخيرة ما يفوق المليار دولار أهمها شراء مجموعة أوريدو لشركة اتصالات في تونس واستثمارات بنك قطر الوطني الذي فتح عدة فروع في تونس بالإضافة إلى استثمارات مجموعة الديار القطرية التي هي بصدد إنشاء منتجع سياحي بمدينة توزر في الجنوب التونسي. وبمناسبة المؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد والاستثمار بتونس أعلنت مجموعة الماجدة القطرية عن اعتزامها إنشاء مشروع سياحي بقيمة 200 مليون دولار بالضواحي الشمالية لتونس العاصمة. كما عرف التعاون المالي أيضا مستويات متميزة حيث تجاوز المبلغ الإجمالي لهذا التعاون مبلغ المليار دولار توزع بين سندات خزينة ووديعة وقروض وهبات.
وفي هذا الإطار نشير إلى الدعم القطري المتواصل للشعب التونسي منذ سنة 2011 والذي تعددت وتنوعت أشكاله، ففضلا عن التعاون المالي والاستثماري الذي تمت الإشارة إليه، يلعب كل من صندوق الصداقة القطري ومؤسسة «صلتك» إضافة إلى الجمعيات الخيرية القطرية دورا طلائعيا في إسناد المشاريع التنموية في تونس ومساعدة الباحثين عن موارد الرزق.
فصندوق الصداقة التونسي القطري يواصل منذ إنشائه سنة 2013 جهوده لمساعدة الشباب التونسي على بعث مشاريع صغرى ومتوسطة حيث تمكن من المساعدة على خلق ستة (6) آلاف موطن شغل للشباب التونسي ولا سيما في المناطق الداخلية.
وقد ساعد اعتماد الصندوق وكذلك مؤسسة «صلتك» استراتيجية مرافقة صاحب المشروع من بداية المشروع إلى إنجازه بالتعاون مع مختلف المؤسسات الرائدة من القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني على توفير المناخ المناسب لتعزيز قدرات الشباب ودفع روح المبادرة لديهم وخلق أكثر ما يمكن من فرص التشغيل. وهنا لابد أن نسجّل ارتياحنا لنسق التعاون مع جمعية «صلتك» التي تعمل تحت إشراف وقيادة سمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيسة مجلس أمناء المؤسسة.
ومن المؤمل أن يتعزز هذا التعاون بعد الزيارة الناجحة التي أدتها صاحبة السمو إلى تونس خلال الأسبوع الماضي والتي شهدت توقيع اتفاقيتي تعاون ستثريان الإطار القانوني للتعاون مع «صلتك» وستدعمان الطاقات التشغيلية للشباب التونسي.
المبادلات التجارية
شهدت المبادلات التجارية بين البلدين نسقا تصاعديا خلال السنوات الأخيرة كما تنوعت المنتوجات والبضائع المتبادلة. ويأمل الجانبان التونسي والقطري أن تتطور المبادلات التجارية لتبلغ حجما يتماهى مع واقع العلاقة المتينة بين البلدين.
الجالية التونسية في قطر
الازدياد المستمر في عدد أفراد الجالية التونسية المقيمين في قطر شاهد آخر على تطور التعاون التونسي القطري. فمنذ سنة 2011 تضاعف عدد أفراد الجالية خمس (5) مرات ليتجاوز حاليا 20 ألفا.
وتتميز الجالية التونسية بكفاءتها وسمعتها الطيبة ولها مساهمات كبيرة في إنجاح مختلف التظاهرات الرياضية والثقافية التي تقام في دولة قطر.
copy short url   نسخ
20/03/2017
2721