+ A
A -
تحقيق– أماني سامي





كشفت ممرضات وطبيبات قطريات عن تحديات تواجه الممرضة القطرية رغم أهمية الدور الذي تلعبه في التخفيف عن المرضى، مؤكدات في حديثهن لـ الوطن أن التحديات متعددة منها تدني الراتب وقلة المكافآت، مطالبات بضرورة وجود كلية متخصصة للتمريض وأن يعي المجتمع أهمية المهنة وأن تكون هناك استراتيجية وطنية لتعزيز دور الممرضات. قالت الدكتورة نبيلة المير، نائب رئيس مجموعة الرعاية الصحية المستمرة بمؤسسة حمد الطبية ومسؤولة شؤون التمريض بوزارة الصحة العامة خلال مؤتمر للجنة الفنية الخليجية للتمريض إن قطاعي الصحة والتعليم يحظيان باهتمام كبير من القيادة الرشيدة لأهميتهما في دفع عجلة الإنتاج ورفع مستوى العطاء. وأكدت أن هناك خططا متواصلة لمواكبة التوسعات الكثيرة التي تحدث حاليا ومستقبلا في المنشآت الصحية والتي تتطلب توفير المزيد من الكوادر التمريضية وطنيا ومن الخارج.
وأشارت إلى أنه من هذا المنطلق فإن هناك عدة شركات نتعاون معها لاستقطاب الكوادر التمريضية من الخارج، وفي الوقت نفسه نعمل بشكل مواز على العمل لزيادة الكوادر الوطنية للعمل في مجال التمريض؛ حيث تقوم مؤسسة حمد برعاية الدارسين في جامعة كالجاري من خلال المنح الدراسية.
ولفتت المير إلى أن عدد العاملين في مهنة التمريض في قطر يصل إلى 17 ألفا في القطاع العام والخاص ونسبة الكوادر القطرية تبلغ % 2 فقط، مشيرة إلى وجود خطة شاملة مع وزارة التعليم والتعليم العالي للعمل على زيادة العاملين في هذه المهنة.
وأوضحت أن هناك مقترحا بافتتاح كلية جديدة للتمريض في جامعة قطر وأن تكون هناك تخصصات مختلفة في التمريض مثل تخصصات الجراحة والباطنة والعناية المركزة للأطفال. من جهتها تقول مريم المطوع مساعد المدير التنفيذي للتمريض بمؤسسة حمدالطبية: تخرجت عام 1992 من كلية التمريض جامعة قطر حيث كانت ذات ثقل إلا أنها ما لبثت أن تم إغلاقها فعدم وجود جامعات للتمريض في قطر من مسببات عدم إقبال الفتاة القطرية على مهنة التمريض ولهذا نأمل في افتتاح جامعات للتمريض على أرض دولة قطر لتشجيع الكوادر الوطنية. واستكملت حديثها قائلة: أيضا من أبرز التحديات التي تواجه الممرضة القطرية تدني الرواتب مقارنة بالمهن الأخرى على الرغم من المجهود الكبير الذي تبذله والمخاطر المحفوفة بها أثناء تأديتها لعملها.
وأضافت: دورنا مختلف فلا نقدم الخدمات السريرية للمرضى فحسب فدورنا يتعدى ذلك إلى الدور التثقيفي وتقديم الأبحاث فدورنا لا يقل أهمية عن دور الطبيب فهي مسؤولة عن حالة المريض النفسية والاجتماعية. مشيرة إلى أنه توجد ندرة في البرامج الموجهة للمجتمع والتي تهدف إلى تغيير النظرة السلبية تجاه مهنة التمريض حيث تقع على عاتقنا مسؤولية هامة وكبيرة في محو الأفكار السلبية التي تحاصر التمريض.
مميزات عديدة
وتقول السيدة موزة مبروك من الممرضات الأوائل في قطر قائلة: إن الرسول صلى الله عليه وسلم أقر مهنة التمريض، والإسلام عرف صحابيات عملن ممرضات أيام الحروب والفتوحات، واعترف بدور المرأة الممرضة ولكن من المؤكد أن لكل مجتمع خصائصة وخصوصا في مهنة التمريض حيث تكون الممرضة على اتصال مباشر مع المريضة. وبالتالي يخلق نوعا من الألفة والارتياح النفسي بين المريضة والممرضة ومن المؤكد أنه لو كانت تلك الممرضة قطرية فسيكون الترابط أكثر ووثيقا وبالتالي من المؤكد أن يؤثر ذلك على حالة الشفاء المبكر.
وأشارت مبروك إلى توافر المميزات الدراسية والعملية والمادية لاستقطاب القطريين لدراسة مجال التمريض، وحصولهم على شهادتي البكالوريوس والدبلومات في التمريض، ومن أبرز الجامعات التي استقطبت الفتيات القطريات كجامعة كالجاري قطر والتي ارتفعت بها نسبة القطريات.
يهم كل امرأة
واستطردت قائلة: إن اختصاص التمريض هو اختصاص مهم لكل امرأة وفتاة فالمرأة بطبيعتها يجب أن يكون لديها معرفة بالإسعافات الأولية، والأمور الطبية البسيطة كونها ستكون أما وهي بحاجة إلى تعلم الأساسيات في هذه المهنة، ومن هنا ضرورة تجهيز المرأة لتكون قادرة على التعامل مع أي حالة طارئة تحدث في البيت خصوصاً أن الأولاد يكونون عرضة في كل يوم لحوادث منزلية ومن هنا يجب تشجيع تأهيل المرأة من ناحية تعلم الإسعافات الأولية الضرورية وحتى انخراط الفتيات في مجال التعليم، ونبه إلى أن تغيير الثقافة السائدة حول التمريض بات أمرا ملحا من أجل الوصول إلى الأهداف الخاصة بتطوير الخدمات الطبية كون التمريض جزءا لا يتجزأ من الفريق الطبي الذي يقدم تلك الخدمة.
مهنة إنسانية
وتقول السيدة هدى سلطان (مركز المطار الصحي):
مهِنة التمريض مهنة إنسانية ونبيلة حيث تمنح المريض السعادة والراحة النفسية، حيث لا يوجد أجمل من هذا الإحساس.
وتضيف: من الصعوبات التي واجهتني في مشواري المهني هي نظرة المجتمع المتدنية نحو مهنة التمريض ولكن في السنوات الأخيرة، بدأت هذه النظرة بالتحسن والتغير بشكل إيجابي حيث وجود ممرضة امرأة في المستشفى أو العيادة أو أي مركز صحي له أهمية قصوى في مجتمع محافظ كالمجتمع القطري حيث يرفض الأفراد أن تتعامل نساؤهم مع الرجال من الممرضين، ومن هنا بدأ المجتمع يعي أهمية الممرضة القطرية.
ولا يجب أن نغفل أن التمريض مهنة وجدت من أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت النساء يداوين الجرحى، ويخففن عنهم في الحروب التي خاضها رسول الله ولم يكن هذا الأمر يقلل منهن أو من احترامهن، بل زادهن فخراً لأنهن كان لهن دور في معالجة المصابين والمشاركة في الغزوات من خلال هذا الدور العظيم.
وأشارت قائلة: أيضا من المعوقات التي تواجه الممرضات تدني مستوى الراتب، بالإضافة إلى قلة المكافآت التي تمنح وهذا من شأنه قد يعمل على عزوف الشباب والفتيات عن مهنة التمريض وهو أمر في غاية الخطورة لا بد أن يلتفت إليه المسؤولون.
نظرة المجتمع
من جهتها تقول السيدة إبتسام عبدالله جاسم ممرضة: التحقت أختي من قبل بكلية التمريض فشجعتني على الالتحاق بها، إلا أنه بالرغم من أهمية التمريض في المجتمع الصحي إلا أن وضع الممرضة القطرية يرثى له.
وأشارت إلى أن نظرة المجتمع لمهنة التمريض لا تزال هي العائق الأكبر أمام تشجيع الفتيات على اقتحام هذا المجال الهام الذي يعاني من نقص في جميع أنحاء العالم، فمن المعروف أن الكادر الطبي والتمريض قليل في الكثير من الدول ومنها بالطبع قطر. وأشارت إلى أن الدعم النفسي من المجتمع للفتيات القطريات أمر مطلوب لتشجيعهن على الدخول في هذه المهنة السامية التي تعتبر من أسمى المهن وأكرمها على الإطلاق فهي تقدم المساعدة للمحتاجين الضعفاء من المرضى الذين هم في أشد الحاجة لها، لافتة إلى أن تعدد المجالات العملية الحالية أيضا هو ما يقف وراء عزوف الكثير من الفتيات عن الانخراط في مهنة التمريض حيث أصبحت المجالات كثيرة أمامهن من أجل سوق العمل.

أهم وظيفة
في سياق مواز تقول السيدة لولوة العبيدلي والتي تعد من الممرضات الأوليات في قطر حيث تقول: اتجهت إلى مهنة التمريض حبا فيه ورغبة في أن أصبح ممرضة منذ أن كنت صغيرة، حيث لا يوجد أجمل وأسمى من أن تكون سببا في سعادة إنسان فهي بالنسبة لي أهم وظيفة في العالم.
وتضيف: في كل دول العالم يلتفت إلى الممرض ويتم الاهتمام به ودعمه حيث يوجد منظمات ومؤسسات خاصة تعنى بالتمريض في هذه الدول، فلماذا لا يوجد مثل هذه الاستراتيجية في دولة قطر كما أن الممرضات الأوليات ومن لهن باع في مهنة التمريض يعاملن لديهم معاملة خاصة، فالممرضة هي من كانت تقوم بتوليد النساء ولديها خبرة الطبيب بالضبط فلماذا يقلل من شأنها؟!. وفوق هذا كله تكون الممرضة عرضة للإصابة بأي أمراض جراء تعاملها مع المرضى، فمتاعب المهنة كثيرة ومردود مالي قليل ولهذا لا ألوم الفتيات القطريات إذا ابتعدن عن مهنة التمريض فهي لن تحصل على دعم أو تشجيع حتى تتجه بخطى ثابتة نحو مجال التمريض.
وتطالب لولوة بأهمية وضع استراتيجية وطنية لتعزيز دور الممرضات وجذب الفتيات إلى مهنة التمريض لأهميتها الكبرى.
وتقول الطالبة سلوى الماجد طالبة ثانوي: عندما أنهي دراستي الثانوية سوف أكمل دراستي في كلية التمريض بالخارج حيث تعد دراسة التمريض من الأمور المحببة لي وليس أنا فحسب فالكثير من القطريات ينوين سلوك نفس التخصص عند الانتهاء من الثانوية. وأضافت: الفتاة القطرية اقتحمت العديد من المجالات التي لم يكن المجتمع القطري يتقبلها كالتمريض وغيرها إلا أن النظرة اختلفت كثيرا وأضحى الأهل يدعمون بناتهن في التخصصات التي أحببنها.
copy short url   نسخ
20/03/2017
7835