+ A
A -
انطلقت أمس بمتحف الفن الإسلامي، فعاليات ورشة البرنامج التدريبي حول تقنية صناعة الأدوات والأسلحة الحجرية في عصور ما قبل التاريخ بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في نسختها الثانية وتستمر إلى 23 من الشهر الجاري. وقال السيد علي جاسم الكبيسي، المدير التنفيذي لشؤون الآثار بالوكالة بمتاحف قطر، في كلمته الافتتاحية، إن هذه الفعالية التي تنظمها إدارة الآثار بقطاع التراث الثقافي في متاحف قطر، تأتي تنفيذا لقرارات وتوصيات أصحاب السعادة الوكلاء والمسؤولين عن الآثار والمتاحف بدول مجلس التعاون الخليجي في مجال الآثار والمتاحف، موضحا أنه بناء على ذلك أخذت متاحف قطر على عاتقها إقامة هذه الورشة للمرة الثانية، إيمانا منها بتعزيز المعرفة بهذه الحرفة وإبراز أهميتها بين الأشقاء في دول مجلس التعاون لما لها من صلة وطيدة وارتباط كشواهد أثرية على الحضارات القديمة في دول الخليج. وأشار الكبيسي إلى أن هذه الورشة تهدف إلى نشر المعرفة لدى المتدربين عن الصناعات البدائية والمواد المستخدمة فيها ومعرفة مواقع عصور ما قبل التاريخ.من جهته، توجه السيد فيصل بن علي الحجري، ممثل الأمانة العامة بمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالشكر لسعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر، لما تبذله من جهود حثيثة ورائدة في دعم العمل الثقافي المشترك بين دول المجلس وعلى الأخص في مجال الآثار والمتاحف، مشيدا في الآن ذاته بحرص دولة قطر على استمرارية إقامة هذه الورشة لنقل معرفة هذه الصناعة إلى كافة دول مجلس التعاون. إلى ذلك، قدم السيد فيصل عبدالله النعيمي، مدير إدارة الآثار بمتاحف قطر، محاضرة بعنوان (صناعة الأدوات الحجرية عبر عصور ما قبل التاريخ) لافتا إلى أن عصور ما قبل التاريخ تبدأ منذ ظهور الإنسان الأول منذ حوالي 2.5 مليون سنة وتنتهي مع اختراع الكتابة في بداية الألف الثالثة قبل الميلاد، وأن هذا العصر ينقسم بدوره إلى العصر الحجري القديم الأدنى والأوسط والأعلى. وأشار النعيمي إلى أن الأدوات الحجرية هي البقايا الأثرية الرئيسية، وأحيانا الوحيدة التي يتم العثور عليها في المواقع العائدة لعصور ما قبل التاريخ، لافتا إلى أن تقنيات تصنيع هذه الأدوات تطورت على امتداد عصور ما قبل التاريخ من الأدوات البسيطة والبدائية إلى أدوات أكثر دقة وتنوعا، ليتطرق بعدها إلى التقنيات المستخدمة في هذه الصناعة. أما الدكتور فرحان سكال، مستشار في الآثار، فجاءت محاضرته بعنوان: «كيف نقرأ الأحجار؟»، خصوصا في الجانب التقني، مبينا أنواع الأحجار وتسميتها والأغراض التي تصلح لها. ويتضمن البرنامج، زيارات ميدانية لمواقع التصنيع وجمع المواد الخام، من قبيل موقع الجيجب وموقع العسيلة، وتدريبات عملية على صناعة رؤوس السهام والنصال والفؤوس واستخراج الأدوات وغير ذلك من أنشطة عملية ومحاضرات نظرية تهدف إلى تثقيف المواطنين بتاريخ الاستيطان البشري في منطقة الخليج العربي، عبر إبراز الدور الذي قامت به الأدوات الحجرية في تأمين حياة هذه المجتمعات القديمة.
copy short url   نسخ
20/03/2017
5479