+ A
A -
تستمر الغارات التي يشنها النظام السوري على المدن والبلدات، ولا يترك مدينة إلا ويرسل لها هداياه القاتلة. ومع ذلك تمضى جهود السلم ومحاولة إنهاء الحرب في خطى متسارعة كأن الحرب تنتهي غداً. المسار الثالث يرتبط بالشمال السوري ووصول قوات المارينز لمساندة القوات الكردية في حربها ضد تنظيم الدولة. هذه الخريطة المرتبكة عنوانها الأول لقاء اردوغان وبوتين وبعيداً عن عناوين التعاون في مجال الطاقة والصناعات العسكرية فإن المشهد السوري ينفتح على جملة مشاهد تمضي نحو التسوية والتفتيت في مسار واحد إذ أعلن المبعوث الأممي دي ميستورا ان 23 مارس الحالي هو بداية الجولة الخامسة وكانت الجولة (4) جنيف بين النظام السوري والمعارضة على اتفاق بجولة جديدة،
قال عنها المبعوث الأممي لسوريا (ستيفان دي ميستورا) (ستحصل في مارس وسيتم تحديد زمنها بعد) وأوردت (الجزيرة نت) أن الجولة الخامسة قال (دي ميستورا) ستنطلق في 23 مارس الحالي وأن جدول أعمالها تمت الموافقة عليه من قبل الأمم المتحدة وأنه لا يرغب في توصيف موقف كل طرف وأن الجولة الجديدة ستتركز على الحكم والعملية الدستورية ومكافحة الإرهاب. وكانت الجولة الرابعة والتي انتهت في الثالث من مارس، قد مثلت اختراقاً مهماً لقضايا عديدة ظل نظام الأسد يجدد رفضه التحاور فيها أو الاقتراب من طرحها. وكان التحديد الأبرز للاختراق في أجندة النظام السوري، تأكيد (دي ميستورا) التوصل إلى جدول أعمال (واضح) من (أربعة) عناوين (أعتقد أن لدينا جدول أعمال واضحا، الحكم، الدستور، الانتخابات، مكافحة الإرهاب) ويرى مراقبون للأزمة السورية (أن ثمة تجاذبات تدعو روسيا اللاعب الأول في المأساة السورية إلى فحص الخيارات المطروحة بعناية وأن مرحلة التيئيس من مناقشة خيار ذهاب (الأسد) قد تجاوزتها المأساة السورية إلى مرحلة أخرى وأن إيران قد تغيرت نظرتها لكلفة بقاء الأسد وبقاء الأزمة دون حل. هذه المتغيرات القاسم المشترك بينها هو وصول (دونالد ترمب) إلى حكم البيت الأبيض، اذ تعول (موسكو) كثيراً على التعاون معه لفك الخناق الأوروبي الاقتصادي عنها، كما أنها تخشى من تطورات تدخلها في سوريا وتحوله إلى أداة ضغط على «ترمب» من جانب الحزب الديمقراطي ورافضي انتخابه وعودة الصدام مع وكالات الاستخبارات الأميركية الرافضة بشدة للتعاون مع الرئيس الروسي (بوتين) ويرى الباحث السياسي والأكاديمي السوداني سيف الدولة الشيخ (أن موسكو تعاني من ضغط التكلفة الباهظة لإسناد الرئيس السوري الأسد في حربه ضد المعارضة السورية وأن (موسكو) أرادت بالدخول إلى سوريا إيجاد موطئ قدم في سوريا، تساوم به أميركا وأوروبا واسرائيل وتلفت به الأنظار إليها كقوى عظمى سابقة تعاني من عقدة تفكك الامبراطورية السوفياتية مع بقاء الامبراطورية الأميركية، وأشار الشيخ إلى أن (إيران) لم تضع في حساباتها وصول (ترمب) إلى البيت الأبيض إلا بنسبة قليلة لا تتجاوز (5 %) وأن كل الإدارات الأميركية الجمهورية لا ترى في (إيران) مصدراً للثقة بل للقلق وأن الدوائر الأميركية البحثية كلها في تقديراتها أن (إيران) تمثل خطراً شديداً للسلم والأمن في منطقة الخليج وأن إدارة (اوباما) قد جربت خيار (الاحتواء) بالاتفاق النووي إلا أن سعى إيران لإحياء امبراطوريتها ومحاولة السيطرة على اليمن وسوريا والتدخل الكبير في (العراق) كل ذلك مما يؤشر على أن سياسة (الاحتواء) قد فشلت، بالاضافة للضغط البريطاني على إدارة (ترمب) لوضع سياسة تعامل مختلفة مع إيران.
الجولة (5)
لعبت (موسكو) عن طريق نائب وزير خارجيتها (غينادي غاتيلوف) دوراً كبيراً في وضع مفاوضي النظام في (جنيف) (4) على محك الموافقة على أجندة مهمة ومناقشتها ومنها (الحكم). ومناقشة الحكم في (سوريا) يرتبط بمصير بشار وهو مصير ظل مرتبطاً بسياسة النظام السوري ضد شعبه (الأسد أو نحرق البلد) وباكتمال حريق (البلد) فإن مصير الأسد تحول من شعبه إلى العواصم الداعمة لحريقه للبلد (موسكو وطهران). ويمضي الباحث والأكاديمي سيف الدولة الشيخ في توصيفه لمآلات المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة إلى (أن كل أدوات العنف الممارسة من النظام وأعوانه قد فشلت في إنهاء الأزمة لصالح الحل العسكري، التدخلات الخارجية الروسية الإيرانية، وصلت إلى الحد الأخير في دائرة التدخلات العسكرية، الجوية وعلى (الأرض) وارتفاع التكلفة المالية والبشرية والضغط الإنساني والإعلامي كلها ستساهم في وضع خريطة زمنية محددة كحل سياسي، وأكد (الشيخ) أن الانتقال في الأجندة، قد يدخل تطورات عكسية فقد يرتبط مصير (الأسد) بتقسيم (سوريا) إلى دويلات ومناطق نفوذ وهذا ما يرفضه الشعب السوري وترفضه طوائفه كلها ولا يقع داخل دائرة المصالح الدولية موقع الاستحسان، رغم أنه خيار مطروح في أجندة مختلفة تلعب في الأزمة السورية أدواراً تتطابق في الرؤية وتختلف في النتائج المرجوة لكل طرف منهما. ورؤية موسكو وإيران، كلها تختلف في النظر إلى الحل الشامل.
مكافحة الإرهاب
وقالت (الجزير نت) إن سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة (تيكي هالي) قالت في جلسة مجلس الأمن 8-3-2017م (إن بلادها تدعم مفاوضات السلام السورية وأن سوريا يمكن ألا تظل «ملاذاً آمناً للإرهابيين» وأن من المهم «إخراج إيران ووكلائها» من سوريا يبدو أنه العنوان الأبرز الذي تسعى إليه الولايات المتحدة ليس من أجل إنهاء الأزمة السورية فقط وإنما لتطبيع دخول الرئيس الروسي (بوتين) مهنئاً صديقه (ترمب) بالوصول إلى البيت الأبيض. والمعلوم بالضرورة أن رئيس وفد الهيئة العامة (نصر الحريري) كان قد أكد في تصريحات صحفية في ختام الجولة الرابعة في جنيف (أن المعارضة قبلت مبدئياً ورقة تضم «12» مبدأ عاماً بشأن مستقبل سوريا وأن المبادئ هذه مستقاة من نقاط صاغها مبعوث الأمم المتحدة (دي ميستورا) في العام الماضي.
والسؤال الذي يطرح هل تتحول الجولة الخامسة إلى جولة ما قبل التوقيع على الاتفاق النهائي بين النظام وشعبه ممثلاً في المعارضة، وأين سيذهب (بشار الأسد) عقب انتهاء الفترة الانتقالية، ومن ترشح عائلة الأسد لحكم سوريا في انتخابات ما بعد الفترة الانتقالية؟
copy short url   نسخ
18/03/2017
2162