+ A
A -
تحقيق– منصور المطلق
شكا أصحاب عزب ومدربو الهجن ارتفاع أسعار الأعلاف لاسيما «الجت» والبرسيم الأخضر، ودعوا من خلال الوطن الرياضي إلى تنظيم ومراقبة سوق الأعلاف من خلال وضع حد أعلى للأسعار ومنع تواجد الباعة المتجولين غير المرخص لهم، وأشاروا في حديث مع الوطن الرياضي إلى أن ارتفاع أسعار الأعلاف بشكل عام لدى الشركات الخاصة تزامن مع انطلاق مهرجان سباق الهجن الذي يقام في ميدان السباق بمدينة الشيحانية، لافتين إلى أن الباعة المتجولين وأصحاب محلات الأعلاف يستغلون هذه الفرصة لرفع الأسعار، نظراً لتوافد مربي الحلال من كل دول مجلس التعاون للمشاركة في السباق، وأوضح أصحاب عزب أن التلاعب لا يقتصر على الأسعار فقط، بل في الكميات أيضاً، وذلك لأنهم لديهم أوكار خاصة بهم يقومون بتقسيم حزمة «الجت» أو «القلالة» التي تزن 3 كيلو إلى 6 حزمات ثم تباع الحزمة التي تزن نصف كيلو بعد التقسيم بـ13 ضعف السعر العادي.
وأرجعوا سبب هذا التلاعب بالأسعار إلى غياب الرقابة ورفض بعض المزارع التعامل مع المستهلك مباشرة، مبينين أنه كانت لهم محاولات عديدة مع المزارع للتعامل المباشر وأخذ القدر الكافي لإطعام الحلال، إلا أن النتيجة كانت سلبية. من جهتهم أكد بائعون في محلات الأعلاف ارتفاع أسعار الأعلاف المستوردة بنسبة 4 % عن السعر الطبيعي، وعزوا ذلك إلى زيادة السعر من المصدر بالإضافة إلى تكاليف الشحن والتخزين، وقالوا رداً على اتهامات أصحاب العزب أن الأعلاف المنتجة محلياً أسعارها ثابتة لدى جميع شركات توريد الأعلاف في ميدان السباق، ولكن الأعلاف المستوردة يبقى المصدر هو المتحكم بالسعر،
هذا ويبدأ سوق «الجت» في ميدان السباق من الساعة الخامسة صباحاً كل يوم وينتهي في التاسعة، حيث يقوم أصحاب البسطات بجلب كميات «الجت» من المزارع وعرضها بالسوق لبيعها، وعادة ما يضطرون إلى خفض الأسعار بعد الساعة التاسعة، لأنهم يعتبرون وقت البيع انتهى، ألا أن الوضع تغير مع انطلاق سباق الهجن، حيث توافد مربو الحلال من مختلف الدول، الأمر الذي ينعش البيع لديهم فيستمرون لساعات طويلة داخل الميدان.
الإنتاج المحلي
في البداية اقترح عبدالله الهاجري، صاحب عزبة في ميدان السباق، زيادة الإنتاج المحلي من الأعلاف لتحقيق التوازن في سوق وضبط الأسعار، موضحاً أن هناك حاجة إلى زيادة مساحات زراعة «الجت» والبرسيم ودعم المزارعة الحالية وزيادة عددها لكي تغطي احتياجات السوق، موضحاً أن الكميات التي تورد إلى ميدان السباق لا تغطي احتياجات العزب كلها لاسيما أن كل عزبة تحوي على ما لا يقل عن عشرة رؤوس من الإبل.
وعن أسعار الأعلاف الأخرى يرى الهاجري أن هناك توازناً في ظل دعم الحكومة لأعلاف الشعير والشوار، لافتاً إلى أن مربي الحلال في كل نهاية شهر يتسلمون من منافذ التوزيع الخاصة كميات تكفي حلالها تقدرها اللجنة وفقاً لأعداد الحلال في كل عزبة، وهذا دعم مشكور وخفف العبء على مربي الحلال، وأردف مازلنا نتمنى الكثير من الدعم من الجهات المعنية لاسيما فيما يخص الأعلاف الطازجة.
زيادة الدعم
واتفق عبيد علي السناري مع سابقه وأضاف هناك حاجة إلى زيادة دائرة الدعم للأعلاف بحيث يشمل بعض الأنواع الأخرى مثل الجت والبرسيم، لأنها مهمة جداً لصحة الحلال لاسيما أن الهجن في ميدان السباق مجهزة للسباق، ويعد الجت والبرسيم وغيرهما غذاءً مهماً يزيدها طاقة ويجعلها مؤهلة لخوض السباقات، مؤكداً أن الأنواع المذكورة من الأعلاف تعد غذاءً رئيسياً للحلال ومع قلة الإنتاج في المزارع يجد البائعون فرصةً مناسبةً لرفع الأسعار لأن الكميات قليلة والموردين محدودون، وفي السياق نفسه قال السناري: تباع «قلالة الجت» التي تزن نصف كيلو جرام بـ13 ريالاً تقريباً، وتحتاج إلى 5 ربطات لتغذية الجمل الواحد أو الناقة، أي قرابة 70 أو ثمانين ريالاً يومياً، ومن يمتلك عدداً كبيراً في عزبته يتضاعف السعر وقد يتجاوز الخمسة عشر ألفاً شهرياً فقط لتوفير الجت أو البرسيم الكافي للحلال، لذا من الضروري زيادة الدعم أو فرض رقابة صارمة على أسواق الأعلاف الخاصة لتحقيق التوازن بين السعر والكمية فلا يضطر مربو الحلال إلى دفع نفقات أكبر لتوفير ما يكفي حلاله من الجت والبرسيم.
توحيد الأسعار
بدوره دعا سعيد سالم، صاحب عزبة في ميدان السباق، إلى توحيد الأسعار فيما يتعلق بالقت والرودس وفرض رقابة على الكميات، موضحاً أن «قلالة الجت» العادية تزن 3 كيلو جرامات على أقل تقدير، ولكن هنا يقوم البائعون بتقسيمها إلى ست قلالات كل واحدة منها تزن نصف كيلو جرام ثم يبيعون الواحدة بسعر 13 ريالاً أو 14 ريالاً فيضطر مربو الحلال إلى شرائها بسبب عدم توفر كميات كافية في السوق بالإضافة إلى أن جميع الباعة يقومون بتقسيم القلالات بنفس الطريقة، وأضاف بن سالم لذا من الضروري أن تفرض رقابة صارمة مع عقوبات رادعة على زنة القلالات والتقيد بكمية معينة لا يتم التلاعب بها، إلى جانب ضرورة وضع حد أعلى للأسعار بحيث لا يتجاوزه كل من في السوق، وذلك لتجنيب مربي الحلال تلاعب الباعة في سوق الأعلاف وتقليل نفقاته على الأعلاف غير المدعومة ليستطيع سد احتياجات عزبته دون الحاجة إلى اللجوء للاقتراض.
من جهته قال محمد المري، صاحب عزبة أيضاً: نعاني كثيراً فيما يتعلق بتوفير الأعلاف من «القت» والبرسيم من الأسواق المحلية، وذلك بسبب قلة الكميات وارتفاع الأسعار الذي لا يجد رقيباً ولا حسيباً يضبطه أو يوحده لينقذ مربي الحلال من هذه الدوامة الكبيرة التي يعانونها في كل شهر، وطالب المري الجهات المعنية بفرض رقابة على أسعار البرسيم والقت ومحاربة وجود الباعة الجوالين غير المرخص لهم، مشيراً إلى أنهم يسارعون إلى شراء الكميات من المزارع ثم يبيعونها إلى مربي الحلال بأسعار مضاعفة.
وخلال جولتنا في سوق الأعلاف بميدان السباق التقينا إسماعيل أحمد، مشرف إحدى شركات توريد الأعلاف الذي أكد ارتفاع أسعار الأعلاف المستوردة بنسية 4 %، وعزا السبب إلى رفع السعر من قبل المصدر، وأضاف أن زيادة الإنتاج المحلي من الأعلاف يحقق الاستقرار في الأسعار، موضحاً أن الأعلاف المنتجة محلياً أسعارها ثابتة وتوفيرها سهل وهي ذات جودة عالية وعليها طلب كبير من قبل موردي الحلال. وبهذا الخصوص قامت وزارة البلدية والبيئة بالشراكة مع وزارة الاقتصاد والتجارة بتخصيص ثلاث قطع أراضٍ بمساحة 6 ملايين متر لزراعة البرسيم، وعلمت الوطن أن الأراضي رست على ثلاث مستثمرين وصدرت لهم موافقات من أجل البدء بالزراعة، ونشرت الوطن في وقت سابق على لسان مصدر مسؤول بالوزارة أن تخصيص أراضٍ زراعية يأتي في إطار دعم الإنتاج الزراعي، موضحاً أن الأراضي ستكون تحت إشراف وتشرف عليه لجنة الأمن الغذائي التي قامت بطرح الأراضي للمزايدة، وأشار المصدر إلى أنه سوف يتم استغلال مياه الصرف الصحي المعالجة والمياه الجوفية في السقاية لهذه الأراضي، وأكد الدكتور فالح أن لدى الوزارة رؤية لتوسعة هذا المشروع ليستفيد أكثر عدد من المواطنين القطريين منه.
copy short url   نسخ
15/03/2017
4081