+ A
A -
تحقيق– منصور المطلق
هم المصنعون والمروجون.. رحالة ومحترفون في الصناعات اليدوية، أينما ذكرت سباقات الهجن في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يتواجدون بخيامهم وعائلاتهم ومنتجاتهم لكسب عيشهم من بيعها على المهتمين، يعرضون مستلزمات الإبل والمنتجات الحيوانية من الاسمان والعسل السدر والسمر.
الوطن زارت معرض مستلزمات الإبل والمنتجات العمانية الذي تديره الأسر المنتجة التي توافدت إلى البلاد بالتزامن مع انطلاق سباق الهجن على سيف سمو الأمير الذي يقام في ميدان سباق الهجن بالشيحانية وتعرفت على نشاطهم والمنتجات التي يعرضونها وكيف وأين صنعت.
الإقبال
في البداية قالت الوالدة أم حميد من سلطنة عمان أحضر إلى دولة قطر مع منتجاتي كل عام بالتزامن مع انطلاق فعاليات سباق الهجن ولا تقتصر مشاركتي على مهرجان بعينه بل أشارك في جميع المسابقات التي قام في دول مجلس التعاون، وأضافت نعرض هنا بعض المنتجات المصنوعة يدوياً مثل مستلزمات شخصية قديمة لا توجد في الأسواق حالياً ومستلزمات الإبل وبعض المنتجات الحيوانية من أسمان الأبقار والأغنام الطازجة والعسل السدر والسمر، وأوضحت أن مسميات العسل تنتج عن تغذية النحلة العاملة، أي أن عسل السمر يسمى هكذا لأن النحلات تتغذى على رحيق ازهار شجرة السدر وهي شجرة دائمة الخضرة تنبت في الأجواء الحارة الرطبة، وتتحمل الظروف المناخيّة القاسية، ويوجد منها عدة أنواع وأصناف كالتفاحي، والعرموطي، والفصامي، والملاسي، وبينت الوالدة أم حميد أن لعسل السدر الكثير من الفوائد والصفات التي تميزه عن غيره من الأنواع، فهو ذو لون أصفر غامق ورائحة زكيّة، وطعم لذيذ ومستساغ، وعن عسل السمر قالت يسمى بهذا الاسم لأن النحلات تتغذى على أزهار شجرة السمر وهي شجرة تنمو في الأرض الرملية وغالبا ما توجد في الجبال والحزوم والسهول وجذورها تمتد لعدة أمتار، وعسل السمر الأصلي له فوائد كثيرة ومرغوب لدى المجتمع الخليجي والعربي بشكل عام.
وعن الإقبال قالت أم حميد لهذه المنتجات نوع خاص من الزبائن فهناك من يعشق المستلزمات الشخصية المصنوعة يدوية مثل «نعال الصوف» الذي يحاك من صوف الأغنام وكان يستخدم قديماً ولا أتوقع وجوده في الأسواق، فهذا النوع هناك من يريد شراءه ليستذكر الماضي لا لأنه محتاجه أو ليرتديه، وكذلك العسل والمنتجات الأخرى، مشيرة إلى أن الإقبال بين المتوسط والخفيف ويكون الاقبال كثيفاً في بداية انطلاق المهرجان حيث يهرع المستهلكون إلى شراء ما يحتاجونه من مستلزمان الإبل أو العسل والسمن والمنتجات الأخرى.
الصناعة اليدوية
من جانبها قالت موزة الصغير علي الوهيبي من سلطنة عمان أيضاً إن مهرجانات الإبل والسباقات تشكل موسم البيع بالنسبة لهم، وأضافت نحن نعيش ونمتهن هذه المهنة وننتظر تنظيم المهرجانات والسباقات في دول مجلس التعاون للمشاركة وعرض منتجاتنا التي سهرنا الليالي على صنعها في منازلنا، وبينت أنهم على اطلاع بمواعيد انطلاق المهرجانات فيقومون بتحضير المنتجات من سمن وعسل ومستلزمات الإبل قبل موعد انطلاق المهرجان أو المسابقة بعدة أشهر، وذلك لتوفير الكمية المناسبة للعرض.
وعن الصناعات اليدوية قالت السيدة الوهيبي: لدينا العديد من المنتجات التي نصنعها بأنفسنا في المنازل منها ما يتم صناعته من جلد وصوف الاغنام مثل الساحة التي تتم حياكتها بعد غزل تنظيف الصوف وغزله والخطام الذي يصنع من الحديد ويسمى «الرسن» ايضاً، والبطان والجاعد وهو عبارة عن جلد ضأن يدبغ بصوفه ويتخذ فراشاً فوق الشداد على الراحلة يفترشه الراكب لخفته وقوته، ولين صوفه. ويستعمل أيضاً فراشاً ولا سيما في مسوى القهوة بجانب الوجار حيث توقد النار لها في مجلس الرجال.
وأردفت نصنع أيضا الشداد من الخشب الناعم و«الجلمد» وهو عصب أصفر يمتد في أعلى رقبة البعير من جانبي الرقبة من خلف رأسه إلى أن يصل إلى مقدمة ظهره، ثم يفترق عن ظهره ممتداً من جانبيه، ومن الصناعات التي حدثتنا عنها أيضا «الجنبية» ويقصد بها السفيفة التي تتدلى من الرحل على جنب الناقة، وكل رحل له جنبيتان متدليتان، لهما أهداب جميلة تنحدر تحت خاصرتي الراحلة، ويقال لها سفيفة ومحقبة وهي منسوجة من الصوف.
وعن التحضير قالت السيدة الوهيبي: تستغرق صناعة كل هذه البضاعة من ثلاثة إلى أربعة أشهر قبل، حيث تكثف الجهود وتتم الاستعانة بأفراد المنزل من أجل توفير الكميات المناسبة والجودة العالية استعداداً لعرضها في المهرجان، أما المنتجات الأخرى فمعظمها غذائية مثل العسل بأنواعه والاسمان ايضاً.
الأسعار
بدوره قال سالم محمد صاحب إحدى خيم العرض بالقرب من ميدان سباق الهجن لكل منتج سعر معين فمثلا العسل هناك أنواع عديدة يصل سعر العلبة منها ذات 500 مل أو 750 مل إلى 1500 ريال، وأضاف نعرض هنا نوعين هما عسل السدر الأصلي وعسل السمر الأصلي وكل الأسعار متقاربة فمنها ما يباع بـ250 ريالاً ومنها ما يباع بـ500 ريالاً حسب الجودة وحجم العلبة، وكذلك الأمر مع الاسمان فهناك سعر خاص لسمن الأغنام وسعر اخر لسمن الأبقار، ويعتمد تحديد السعر لكليهما بحسب الكمية التي غالبا ما تكون بالكيلو جرام.
وبخصوص مستلزمات الإبل قال سالم هي ايضا مختلفة الأسعار ونعتمد في تحديدها على مصدر الاستيراد والجودة وجهد العمل لأنها تصنع يدوياً، فمثلا هناك من يشتري هذه المستلزمات من الأسر التي تصنعها يدوياً ثم يأتي بها إلى العرض في مهرجانات الإبل فتكون أسعارها مرتفعة قليلاً عمن يقومون بصناعتها بأنفسهم فيثمنونها وفقاً لجهدهم والوقت الذي استغرقوه في صناعتها، وأضاف لدينا هنا الأسعار شبه متوسطة فمثلا نبيع شداد الراحلة بـ1000 ريال والبطانة بخمسمائة ريال و«الصقاع» وهو يستخدم في ربط انف الجمل بمائة ريال قطري، والساحة والجداع بثلثمائة وخمسين لكل منهما.
وفي ختام حديثه تقدم سالم بالشكر إلى المنظمين في سباق الهجن الذين سمحوا لهم بعرض منتجاتهم في ميدان السباق، مؤكداً أنه حظي بحفاوة استقبال تعكس كرم الضيافة القطرية، وأشار إلى أنه يحضر في سباقات الهجن بدولة قطر منذ 13 عاماً وخلال تلك الفترة كسب العديد من الزبائن القطرين الذين ينتظرونه في كل عام لشراء بضائعه.
المشاركة
من جانبه قال السيد صقر من سلطنة عمان وصاحب خيمة عرض إننا لا نشعر بالغربة عندما نشارك في المهرجانات التي تقام في دولة قطر فنحن نعتبرها بلدنا الثاني ونشهد بطيبة شعبها وكرمه، أود التعبير عن خالص امتناني للسماح لنا بعرض منتجاتنا طيلة هذه السنوات بالتزامن مع كل مهرجان أو سباق للإبل، وأضاف نشارك في مهرجانات كثيرة في كل دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفي كل الدول نجد ما يسعدنا من حفاوة استقبال وإقبال من المستهلكين ولكن لقطر معزة خاصة فنحن نكثف الجهد ونستعد استعداداً خاصاً في كل عام عندما يقترب موعد مهرجان الإبل هنا في مدينة الشيحانية، مشيراً إلى أن الجماهير في ميدان السباق ينتظرونهم في كل عام لشراء منتجاتهم، وذلك لجودتها العالية ولثقتهم بتجمع عرض المنتجات العمانية.
copy short url   نسخ
15/03/2017
1442