+ A
A -

تحقيق - سامي صادق وعادل النجار ومحمد الجزار - تصوير- عماد الشبلي
يشكل التطور العلمي الهائل خطوة مهمة نحو مستقبل كبير في عالم الهجن، ولعل ما يحتويه مستشفى «ذرب» من امكانيات كبيرة جدا دليل على مدى التطور الذي ستكون عليه الهجن القطرية في المستقبل، حيث تم تخصيص وحدة كاملة داخل المستشفى تهتم بعلم الهندسة الوراثية، وأطلق عليها اسم «وحدة الجينات الوراثية»، وهي المسؤولة عن الكثير من النواحي التي يمكن ان تصل بالهجن إلى مستويات غير مسبوقة عبر تطوير السلالات وكذلك علاج الامراض الفيروسية والبكتيرية وغيرها وسط اهتمام غير مسبوق على الاطلاق بالهجن، حيث اصبحت هذه الرياضة تحظى بحب الجميع، فضلاً عن شهرتها عالمياً، مما جعلها في تطور مستمر، فالأشياء التي كانت في الخيال تحققت على أرض الواقع كالركبي الآلي والانطلاق الآلي، ثم تطور الأمر إلى الدخول في علم الأجنة والهندسة الوراثية والاستنساخ والتلقيح الصناعي وغيرها من الامور المتطورة مما يبشر بمستقبل سار لرياضة الآباء والأجداد.
ان الاقسام المختلفة داخل مستشفى «ذرب» تعمل وفق استراتيجية مستقبلية تهدف إلـى انتاج سلالات ومطايا تسير على طريق الانجازات، فعلى سبيل المثال تعد «ام الجزيرة» ملك هجن الشيحانية وهي مطية انتجت مطايا حققت انجازات غير مسبوقة، وفي مقدمتها «الجزيرة» التي اعتزلت العام الماضي بعد ان توجت بألقاب ورموز وارقام قياسية غير مسبوقة جعلها اسطورة في عالم الهجن، ثم قدمت أمها العديد من المطايا الاخرى. وماتزال تنتج مطايا ذات قدرات تنافسية عالية ويبشر المستقبل بالمزيد من الاسماء اللامعة لهجن ستحصد الكثير من الانجازات بفضل ادخال العلم بما يشهده من تطور هائل في هذا المجال.
كما يشكل التلقيح الصناعي وحفظ العينات لسنوات طويلة قفزة جديدة يتم العمل على تطويرها داخل مستشفى «ذرب» فعلى سبيل المثال يعد الفحل «الفايز» الذي لا يقدر بثمن ووالد «الجزيرة» بمثابة فرصة علمية تتم دراسته حاليا والعمل على تطوير السلالات من خلاله وهو الأمر الذي قد يشكل قفزة جديدة بانتاج مطايا بقدرات خاصة ستثري عالم الهجن، وتحقق المزيد من النجاحات والانجازات، كما اعتاد الهجن القطرية بصورة عامة وهجن الشيحانية بشكل خاص.
العمل الجاري داخل مستشفى «ذرب» من قبل العلماء والاطباء والمختصين يعكس مدى التطور الهائل والرغبة في تطوير سلالات الهجن العربية الأصيلة والاهتمام بها، والعمل على علاجها والحفاظ عليها وتطويرها في المستقبل وقد وجدنا كذلك قيام المسؤولين بتوفير احدث الاجهزة العالمية والطبية لاتمام المهمة بافضل صورة ممكنة، حيث توفرت داخل الصرح الطبي كل المعدات الطبية التي تواكب احدث ما توصل له العلم في مشهد يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ان السنوات القادمة ستشهد قفزة هائلة في عالم الهجن بفضل الجهود القائمة في هذا المجال، حيث يجرى العمل وفق آخر ما توصل له العلم وهو الأمر الذي أدى إلى حصول مستشفى الجمال «ذرب» على اعتماد المنظمة الدولية لعلم الوراثة الحيواني ISAG.


العـمل يجـري بدقـة عاليـة
أكد الدكتور محمد علي عبدالقادر الطبيب البيطري كبير الفنيين بالمعمل الخاص بالوارثة في مستشفى الجمال «ذرب» أن العمل يتم وفق احدث الأجهزة ووفق معايير عالمية عالية تماما من اجل الوصول لأقصى درجات النجاح فيما يتعلق بقسم الجينات الوراثية، مؤكدا أن العمل يجرى بصورة يومية على كافة الهجن الموجودة داخل المستشفى والمزارع التابعة لها من اجل تحديد البصمة الوراثية للهجن وهي الخطوة التي تسبق الدخول إلى عملية أو اختبار «تنسيب البنوة» الأمر الذي ينتج في النهاية شهادة تثبت الأب والأم للهجن وتحديد كل التفاصيل المتعلقة بها. وقد قام كبير الفنيين بإجراء جولة كاملة داخل القسم الخاص بالجينات الوراثية مستعرضا احدث الأجهزة والأدوات التي يتم من خلالها تحديد كل المعلومات عن كل «مطية» وفق برنامج خاص تم إعداده بشكل كامل من اجل تحقيق أهداف محددة تعطي للهجن آفاقا جديدة على اطر علمية، في طفرة نوعية كبيرة تنقل عالم الهجن إلى مستويات رائدة في المستقبل.

«جين BANK» لحفظ عينات الدم
يتم الاحتفاظ بعينات الدم الخاصة بكل هجن داخل قسم «الجينات الوراثية «في «بنك» يطلق عليه «جين بانك» ويكون في درجة حرارة تصل إلى «سالب 80 درجة مئوية»، كما ان البصمة الوراثية يتم تحديدها عبر عدة خطوات أولها استخلال المادة الوراثية DNA ويتم عبر عينات الدم ويتم العمل عليها عبر احدث الاجهزة ومنها جهاز الاستخلاص الميكانيكي للمادة الوراثية وهذا يستوعب عينات كبيرة تصل إلى 96 عينة في المرة الواحدة ويتم الاستخلال عبر نوعين يدوي أو اوتوماتيكي.

بطاقة خاصة بكل «مطية»
أصبح الآن بمقدور أي شخص التعرف على اسم كل «مطية» والاطلاع على اسم المالك وكل التفاصيل المتعلقة بالسن واسم الاب واسم الأم والسلالة والرقم الخاص عبر بطاقة تعريف يتم استخراجها بعد إجراء كل التحاليل اللازمة للهجن عبر فحوصات دقيقة جداً تجري داخل مستشفى «ذرب»، في قفزة جديدة تجعل الأنساب تتم وفق اطار علمي على عكس ما كان يجري عبر اجراء المالك «قسم» يقسم خلاله على عمر المطية ولكن تحليل DNA والاساليب العلمية يعتبر تحولا جديدا يبشر بمستقبل أكبر لسباقات الهجن.
copy short url   نسخ
15/03/2017
3603