+ A
A -

تحقيق- سامي صادق وعادل النجار ومحمد الجزار
ما الذي يحتويه هذا الصرح الطبي العملاق، وهل هو يختص فقط بعلاج الهجن أم هناك الكثير من الاختصاصات الأخرى..؟
كانت هذه الأسئلة أبرز ما شغل بال فريق الوطن الرياضي لدى دخوله إلى مستشفى ذرب بحثا عن استكشاف كل خبايا هذا العالم الفريد.
بعد إنهاء الاجراءات الأمنية المكثفة والدخول من البوابة الرئيسية والانتظار قليلا في الاستقبال بصحبة اثنين من أطباء المستشفى، وشرح سريع للهيكل التنظيمي وطريقة العمل والأقسام الموجودة، بدأت الرحلة بزيارة على حدة لكل قسم والتعرف بشكل مفصل ودقيق على طريقة العمل وما الذي يدور بالداخل.
لقد تعرفنا على الكثير من الأسرار الخفية في علوم الهجن المستقبلية، وما يتم بحثه ودراسته بشكل دقيق لما وصل إليه العلم الحديث لعمل نقلة ونهضة كبيرة خلال السنوات المقبلة ستحدث ثورة في عالم الهجن.
البداية كان بزيارة قسم التلقيح الصناعي ونقل الأجنة مع الطبيب الدكتور مصطفى أسامة الذي كشف لنا عن بداية مرحلة التلقيح منذ أخذ السائل المنوي للذكر وتلقيح الأنثى به وفقا لأسس حديثة، وعمليات تكنولوجية خاصة جدا، بعدها انتقلنا لمعمل نقل الأجنة هذا المكان المليء بالكثير من الأسرار والدراسات التي لاتزال قيد البحث والتجارب مع الطبيب أحمد عبد الفتاح أخصائي الحقن المجهري ونقل الأجنة.
ثم كان التعرف على أرض الواقع مع الطبيب الدكتور طاهر كمال سيد أخصائي نقل الأجنة على كيفية تجهيز المطايا المستقبلة والمراحل التي تمر بها حتى تصبح جاهزة لمرحلة التلقيح ثم الانتاج.
وخلال هذه الرحلة القصيرة نقدم لكم ابرز ما شاهدناه ولمسناه على أرض الواقع من عمل وجهد جبار ونظرة ثاقبة لتصبح قطر رائدة في مجال مهم للغاية، ينتج عنه رياضة تراثية عريقة لم تعد مجرد تنافس وركض داخل المضمار، إنما علم وتكنولوجيا حديثة ودراسات وأبحاث واليكم التفاصيل في السطور التالية:




علاج «العقم» في المستقبل القريب
أكد الدكتور أحمد عبد الفتاح أخصائي الحقن المجهري ونقل الأجنة أن استخدام هذه التقنية الفريدة سيكون كفيلا بعلاج العقم في المستقبل والاستفادة من جميع المطايا في المستقبل القريب. وقال عبد الفتاح ان المستشفى يعد نقلة نوعية في مجال الأجنة وعلاج الرحم أيضا عبر الاندسكوب والمنظار، كمرحلة أولية تسبق عملية الاستنساخ والتخصيب المعملي التي بدأ العمل بها في دبي حاليا ولم تعد مجرد أحلام بل حقيقة على أرض الواقع. وأشار عبد الفتاح إلى ان مدة الحمل في المطار تصل إلى قرابة 13 شهرا وهو زمن طويل يمتد لسنة اخرى بعد الولادة وطوال هذه الفترة يصعب الاستفادة من المطية في السباقات، لكن في حالة نجاح هذه التجارب سيكون من السهل استغلال المطايا المنتجة بالحصول على عدد اكبر من النتاج خلال حياتها.






قطر دولة رائدة في عالم الهجن
يقول الدكتور طاهر كمال سيد أخصائي نقل الأجنة بأن مستشفى ذرب يعد نقلة كبيرة على مستوى قطر والخليج والوطن العربي في علم الهجن المليء بالأسرار من خلال الرؤية الكبيرة المستقبلية التي وضعتها الإدارة عبر أبحاث مكثفة جار العمل فيها بشكل مكثف جدا.
وقال طاهر: «علم الهجن رغم التطور الكبير فيه إلا أنه لايزال مليئا بالخبايا وفيه الكثير من الأسرار وهناك أساليب كثيرة يمكن استخدامها في المستقبل على صعيد التلقيح والاستنساخ أيضا، ونقل الأجنة يمكن الاستفادة منه في المطايا».
وأضاف: قطر الآن من أهم الدول التي فيها أبرز المطايا على مستوى الخليج، وتحقق نتائج مبهرة جدا، وربما تكون هناك بعض المطايا لديها عدم خصوبة، وبالتالي تتم الاستفادة من اللقاح الصناعي والاستنساخ لتكون نقلة كبيرة ومختلفة في السنوات المقبلة.




أطباء وضعوا علم الأجنة عالميا
تبرز الكثير من الأسماء لأطباء عالميين متخصصين كانوا هم العلامة الفارقة والسبب الرئيسي في علم الأجنة على مستوى العالم، وهم: الدكتورة الإنجليزية لولو اسكيدمور والطبيب المغربي الدكتور عبد الحق النواسي والطبيب الأميركي الدكتور أحمد تباري الأخصائي في جامعة واشنطن، وهناك ايضا الطبي المشهور اليكس تينسون المتخصص في هذا المجال عام 1986.
ومن أبرز المختبرات والمعامل مختبر سويحان في أبوظبي بالامارات والمعمل الرئيسي للهجن في دبي وهي من أوائل المعامل التي بدأت الأبحاث في علم الأجنة على مستوى العالم، وحاليا توجد من 6 إلى 7 مختبرات في الامارات لكنها صغيرة، اما الوحيد في قطر فهو مستشفى ذرب الذي يعد الاكبر من حيث الأجهزة المستخدمة حديثا.



سائل النيتروجين ودرجة «- 196» للحفظ
يختص قسم التلقيح الصناعي بأخذ السائل المنوي للذكر عبر مهبل صناعي ثم يتم تلقيح الأنثى به، ومن الممكن أن يتم تلقيح أكثر من أنثى بعد الكشف بالميكروسكوب ووضع تغذية منشطة للحفاظ على هذا السائل.
وتستغرق مرحلة تجميع السائل من البعران (ذكور الجمال) من 5 إلى 15 دقيقة ثم تبدأ بعدها عملية التلقيح.
ويتم احيانا تجميد السائل المنوي والاحتفاظ به لأنه يحافظ على قدراته التلقيحية ويكون بمقدوره البقاء في التجميد حتى 30 عاما للاستفادة منه فيما بعد.
ولتجميد السائل يتم وضعه في الثلاجة لمدة ساعتين ثم اضافة تغذية ووضع نصف ملي عبر أنابيب دقيقة ثم تدخل ماكينة للتجميد مليئة بالنيتروجين السائل، بدرجة 196 درجة مئوية تحت الصفر.
وتعد هذه التقنية الخاصة بالتلقيح الصناعي جديدة على مستوى العالم قبل 3 سنوات فقط، وبدأت في قطر ونجحت مرة واحدة ولا تزال في مرحلة التطوير.
ومن المتوقع أن تعمل هذه التقنية نقلة كبيرة لانها تساهم في الاستفادة من البعير البيور والسلالات المميزة التي تحقق إنجازات كبيرة.




جهاز «الاندسكوب» الأحدث في العالم
يتوافر داخل المستشفى جهاز الاندسكوب أو المنظار وهو من احدث الأجهزة على مستوى العالم ومن الممكن من خلاله عمل عمليات كاملة في البطن والتعرف على أي أجسام غريبة داخل المعدة لتسهيل العلاج. كما يستخدم الجهاز ايضا في التناسليات ونقل الأجنة لمستوى قناة الرحم وقناة فالوب بالاضافة إلى عمليات المفاصل ويسهل التعرف على وجود الالتهابات التي يكون التدخل المبكر فرصة لعلاجها بسرعة وتجنب أي مضاعفات. ويسهم هذا الجهاز في تعزيز عمل الاطباء وتسهيل عملهم ايضا وتشخيصهم للحالات المرضية المختلفة.




صيدلية خاصة مجهزة بالمستلزمات الطبية
يضم المستشفى صيدلية خاصة تتوافر فيها جميع الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بالجراحة والعلاج أيضا التي يحتاجها الأطباء.
وتوفر الصيدلية بشكل واضح عامل الوقت والمال حيث تسهل على الأطباء الحصول على صرف الأدوية فور الاحتياج إليها لعلاج الهجن المصابة.





توفير طرف صناعي بسبب عملية «بتر»
من ضمن الحالات التي إطلعنا عليها في المستشفى خلال هذه الجولة لأحد المطايا هي مطية تعرضت لعملية بتر للقدم الامامية (الذراع اليمنى) بعد إصابتها بشلل تام نتيجة كسر قوي تعرضت له وحدث بسببه تلف تام في الألياف،وكانت المطية خلاله قريبة من مرحلة الغرغرينة فاضطر الأطفاء على الفور إلى عملية البتر.
وهناك محاولات تجرى حاليا لتجهيز طرف صناعية لهذه المطية لتستخدمه كتعويض عن الذراع المبتورة لتتمكن من السير بشكل قريب من الطبيعي.




«10» أجنة من أم الجزيرة و«4» لقاح
المطية التي تعطى اللقاح من الممكن الحصول من 5 إلى 8 أجنة سليمة منها،ومن ابرز المطايا التي تم الحصول على أجنة منها «ام الجزيرة» ووصلت إلى 10 أجنة وتم تلقيح 4 مطايا منها،ويتم تجهيز المطية خلال فترة من 15 يوما إلى شهر كامل لهذه العملية.
ويتم اخذ الجنين بعد عملية النقل وعمره 8 أيام ثم تتم عملية غسيل الرحم بعد ذلك للحفاظ على المطية وانتاجيتها فيما بعد.
وتعد الإمارات هي الأولى في نقل الأجنة على مستوى الخليج والعالم على صعيد المطايا والهجن ايضا.




رعاية طبية وفحوصات مستمرة للمطايا
نظرا لأن مسألة نقل الأجنة والتلقيح الصناعي تبدو من الامور المعقدة جدا فإن الاطباء المختصين يقومون بعمل كبير ويبذلون جهدا مكثفا من أجل الرعاية الطبية المكثفة للمطايا التي تخضع لهذه العملية لحظة بلحظة وعلى مدار الساعة عبر فحوصات مستمرة وعمل مكثف للاخصائيين المسؤولين. ويتم أولا الكشف بالسونار على المطايا المستقبلة للأجنة والمطايا التي يتم تلقيحها صناعيا،فيكون أولا هناك كشف على طبيعة الرحم واذا ماكانت هناك التهابات أو شيء لعلاجها فورا قبل أن يتم تحديد الوقت السليم لنقل الجنين لها. ويؤكد الدكتور طاهر كمال سيد أخصائي نقل الأجنة انه في حالة اكتشاف أي إلتهابات أو شيء لابد من البحث أولا عن طريقة العلاج الصحيحة ثم تبدأ بعد ذلك مرحلة التحضير لعلاج الأجنة. كما يكون هناك حرص كبير على أن يتم الكشف على المطايا خلال وقت وجيز حتى لايكون هناك ضغط عليها مع تزويدها بالهرمونات اللازمة لتكون في حالة صحية جيدة.




معمل نقل الأجنة ونسبة النجاح«60 %»
يختص معمل نقل الأجنة بالمطايا المهمة حيث من الممكن أن يتم نقل الجنين إلى أم ثانية دون الانتظار لفترة الحمل،فتصبح هذه الأم بمثابة معمل إنتاج أجنة ويمكنها إنتاج 13 أو 14 جنينا في الموسم الواحد من خلال توزيع الأجنة على أكثر من أم اخرى دون الانتظار سنة كاملة.
وفي حالة نجاح هذه التجربة سيكون بالإمكان مشاهدة أبطال مثل أم الجزيرة وشقيقتها ارتياد في المضامير من خلال أم الجزيرة والفحل الفايز.
وهذا العمل يتم من خلال تنشيط البويضات للأم المنتجة وتلقيح البويضات بشكل علمي،مثل فكرة الدجاج بوضع البيض في حضانات،وهنا توضع الأجنة في الأنابيب الدقيقة ويتم الانتاج من أم أخرى وتصل نسبة النجاح من 50 الى 60 %،وسيبدأ الموسم المقبل الحقن المجهري.




غرفة عمليات بأحدث التقنيات
تتواجد داخل المستشفى غرفة عمليات على أعلى مستوى مجهزة بجميع الأدوات الممكنة لإجراء العمليات الجراحية التي تستمر لساعات طويلة للعمليات الصعبة والمعقدة ايضا.
ويوجد بالغرفة أدوات لتجهيز الحيوان للعملية من تدخير يصل لـ7 ساعات كاملة عن طريق التنفس وأيضا اجهزة خاصة لعمل الأشعة،مع وجود اطقم طبية ووسائل حديثة لمتابعة النبض والتنفس اثناء العمليات الجراحية مثل الإنسان أيضا،فيوجد أيضا من الاجهزة الطبية الحديثة جهاز لرسم القلب وعمل الـ XRAY عبر جهاز ديجيتال لا يحتاج إلى التحميض ويتم نقل اللقطات التم يتم تصويرها عبر شاشة الكمبيوتر فورا.




كسور الذراع أهم مشاكل سباقات الهجن
تنتشر في المستشفى الكثير من الحالات التي تخضع للعلاج بسبب الكسور على صعيد الساق والذراع، ويؤكد أطباء المستشفى أن كسور الذراع بالتحديد هي أكثر المشاكل التي تواجههم لأنها أكثر الإصابات بالنسبة للهجن التي تشارك في السباقات. وهناك بعض الإصابات التي يصعب علاجها ويكون بالتالي أيضا من الصعب عودة الهجن للسباقات مرة أخرى فتتحول بعد ذلك إلى الإنتاج.




مجسم هدية من جامعة واشنطن
لدى الدخول إلى بوابة المستشفى من الداخل تقع عينك على مجسم كبير للهجن، يمكن من خلاله التعرف جيدا على الجوانب التشريحية الكاملة لهذا الحيوان المليء بالأسرار، التي تحتاج إلى مجلدات لمعرفة مدى إبداع الخالق صنيعا في هذا الكائن.
سألنا عن سر هذا المجسم فرد القائمون على المستشفى بأنه هدية تلقاها المستشفى قبل 4 سنوات من مجموعة من أطباء أميركيين، في إطار التعاون الكبير بين إدارة المستشفى وجامعة واشنطن على صعيد التلقيح الصناعي، وأقسام بناء الأجنة، ويجسد هذا المجسم تشريحا لكل عظمة في جسم الجمل.
copy short url   نسخ
15/03/2017
4099