+ A
A -
كتب- جليل العبودي
تربع الرهيب الرياني على صدارة المجموعة الآسيوية الرابعة بفوزه الكبير والمثير على بيروزي الإيراني بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد في المباراة التي جرت أمس في استاد جاسم بن حمد بالسد، ورفع رصيده إلى ست نقاط، فيما حل الهلال ثانياً بخمس نقاط وتراجع بيروزي إلى المركز الثالث بأربع نقاط، وقدم الرهيب مباراة كبيرة ومثيرة، وكان عند حسن ظن الجماهير الريانية التي حضرت وآزرته من أجل أن يعبر الحاجز الإيراني الصعب، وأن ما قدمه الريان يؤشر أحقيته بالقمة، حيث أجاد الفريق بالمباراة، إلا أنه تفوق كثيراً بالشوط الثاني بعد أن تعامل مدربه لادوروب بتكتيك مناسب كشف قدرته الرائعة في التعامل مع المباريات بعد قراءة جيدة.
لقد كانت بداية المباراة بمثابة جس نبض من الطرفين وكل فريق يسعى إلى الوصول لمرمى الآخر بوقت مبكر، من خلال المهاجمين، حيث تواجد بهجوم الريان سبستيان وجارسيا وتباتا فيما كان في بيروزي كل من سوراش وتارومي واميري، وأن الدفاع قد فرض رقابة مبكرة على مصادر الآخر، مما جعل كل طرف يلعب على أخطاء الآخر، فضلاً عن صراع الوسط الذي لاحت ملامحه مبكراً أيضاً كونه مصدر الخطر والتهديد على المرمى، ومع أن الوسط الرياني افتقد إلى محركه المهم كاسيريز، إلا أن المدرب لاودروب حاول أن يعوضه بوجود مايونجين وجومو والحرازي.
هدف مبكر لبيروزي!
حاول الريان أن يكون هو الحاضر الأول في المباراة إلا أن بيروزي قلب الأمر وفاجأه بهدف مبكر بالدقيقة 6 من كرة حاول دفاع الريان أن يطبق التسلل، إلا أن اللاعب الإيراني استغل كرة بالعمق وكسره وانفرد بالحارس باري وسددها بالشباك، وأن الهدف يسأل عنه الدفاع قبل غيره، كونه لم يكن موفقاً في التعامل مع الهجوم الإيراني، وبعد ذلك حاول الريان أن يعود إلى المباراة وتجاوز الهدف المبكر وقام بعدة محاولات هجومية صوب مرمى الحارس علي رضا، إلا أن الدفاع الإيراني كان يقظاً وانقض على هجوم الرهيب، بقوة وأحياناً كان الدخول بعنف، ومع أن الهدف المبكر قد يترك بظلاله على الريان، إلا أن إصرار اللاعبين كان واضحاً من اجل العودة وتعديل النتيجة، وقد لاحت بعض الفرص الجيدة التي كان يمكن أن تستغل، إلا أنها أهدرت أمام المرمى الإيراني.
تباتا يعيد الرهيب للمباراة!
شدد الريان من مده الهجومي واستحوذ على مجريات اللقاء بعد الهدف، وبادر بالهجوم والوصول إلى ساحة بيروزي الذي كان يراهن على الكرات المرتدة، مستغلاً الاندفاع الرياني للأمام، إلا أن الرهيب نجح من قبل قائده تباتا في أن يتعادل في الدقيقة 19 من كرة استحوذ عليها تباتا على خط الست يارد وحاوراثنين من المدافعين وسدد للشباك الإيرانية وهو ما جعل التعادل قائماً، وبعدها اكمل الرهيب تفوقه الميداني وتهديده مرمى بيروزي عدة مرات، ومنها كرة ثابتة سددها تباتا مرت بجوار القائم بقليل، إلا أن الكرات المرتدة كانت لا تخلو من الخطر ومن واحدة منها سدد لاعب بيروزي مسلمان كرة هائلة مرت بجوار القائم الأيسر للحارس، واستمرار هجوم الريان جعل الدفاع الإيراني يلجأ إلى القوة والخشونة إزاء اللاعبين، وكان يمكن أن يكسر التعادل الريان في أكثر من مناسبة لكن التسرع أضاع بعض الفرص.
اهتزاز دفاع الرهيب!
رغم أن الريان كان هو الأفضل معظم وقت الشوط الأول، إلا أن الدفاع كان قد وقع في أخطاء واهتز أكثر من مرة أمام هجوم بيروزي وهو ما كاد أن يكلفه الكثير لو لا باري الذي أنقذ كرة هائلة سددها تارومي وأبعدها ببراعة إلى ركنية، وشن بعد ذلك الفريق الإيراني هجوماً ضاغطاً قبل صافرة نهاية الشوط الأول، إلا أن الحارس تصدى له، فضلاً عن بعض الكرات التي مرت بجوار القائم أو فوق العارضة، وقد فقد الدفاع الرياني بوصلة الأداء الجيد قبل نهاية الشوط الذي انتهى بالتعادل وهو ما يعطي المدرب لاودروب فرصة معالجة الخط الخلفي بالشوط الثاني.
الريان ينتفض بقوة
كان الريان مع بداية الشوط الثاني أكثر قوة واندفاعاً صوب مرمى الفريق الإيراني، لكونه أيقن أنه بحاجة إلى الفوز الذي يمكن أن ينقله إلى صدارة المجموعة الرابعة ولا يمكن أن يفرط بما هو متاح أمامه كونه يلعب بين جماهيره وفوق أرضه، وهما ميزتان لا بد من استغلالهما، فضلاً عن أن الثاني يمكن أن يظهر قدرات المدرب من خلال ما يتعامل به مع المباراة بناء على ما كان شهده وما توفر لديه من ملاحظات، وقد أهدر جارسيا الذي لم يرتق إلى مستواه بالشوط الأول كرة سهلة داخل الست ياردات، عندما وصلته عرضة ولعبها ضعيفة للحارس الإيراني، وبعدها توالت المحاولات الريانية التي كانت تهدد مرمى بيروزي الذي كان عرضة للمد الرهيب.
الرهيب يتقدم بهدف ثانٍ لتباتا
شدد الريان من الهجوم وجعل الخيار الوحيد له هو التسجيل من اجل كسر التعادل لاسيما أن الأداء أكد تفوقه بالخطوط الثلاثة وسط تراجع ملحوظ للاعبي بيروزي واللجوء إلى الكرات المرتدة التي لم تمثل خطورة مثل تلك التي كانت بالشوط الأول، وقد حصل الريان على ضربة جزاء بالدقيقة 56 إثر تعرض سبستيان إلى اعتراض واضح من قبل مدافع بيروزي سيد جلال حسني، ونجح قائد الريان تباتا من ترجمة الركلة إلى هدف ثان بعد أن سدد كرة رائعة إلى الشباك الإيراني ليقود الرهيب إلى التقدم بهدفه الشخصي الثاني.
واستمر بعد ذلك تفوق الرهيب بالأداء والاستحواذ حتى غيب الفريق الإيراني وفرض عليه التراجع للدفاع أمام القوة الهجومية المتصاعدة التي كان يمكن أن تزيد من غلته التهديفية لو استغل لاعبو الريان الفرص التي سنحت لهم لاسيما الكرة التي كان أمام ناثان وأهدرها وهو مواجه للمرمى برأسية عشوائية، وبقي رهان بيروزي على الكرات المرتدة القليلة، إلا أن محاولة واحدة كانت خطيرة له بالدقيقة 79، حيث أنقذ باري مرماه من كرة سددها فارشاد وحولها إلى ركنية بالوقت المناسب وبعد ذلك لم نشهد أي شيء آخر يمكن أن يهدد طموح الرهيب الباحث عن الصدارة لمجموعته التي لاحت تباشيره.
هدف رهيب لحسم الفوز!
مع أن الريان كان أفضل أداء وأكثر حضوراً في الملعب، إلا أن فارق الهدف الوحيد مع بيروزي لا يمكن أن يكون مطمئناً، وعزز من الهجوم الرهيب باحثاً عن هدف آخر جديد يجعله بعيداً عن كل احتمال بالدقائق الأخيرة وهو ما تحقق فعلاً بالدقيقة 88 بعد أن نجح تباتا في صنع الهدف الثالث من كرة ثابتة مررها بذكاء إلى جارسيا داخل المنطقة، حيث استغلها وسددها بالمباشر قذيفة إلى الشباك وقد قطع الشك باليقين، وقد أجاد تباتا بالمباراة وتألق وهو ما ساهم بالفوز الكبير بعد أن سجل هدفين وصنع الثالث!
copy short url   نسخ
15/03/2017
1463