+ A
A -
لقد كتبت الكثير عن بورصة قطر والتي تعتبر المنارة العليا للاقتصاد القطري المتين والذي يهدف إلى وجود اقتصاد حر نابع عن الرؤية السديدة لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في جعل قطر مركزاً مالياً يحتل الريادة في منطقة الشرق الأوسط ، لقد رأينا نضجاً في مؤسساتنا وشركاتنا الوطنية وكذلك القطاع الحكومي والذي يصبح يسابق الزمن في تعاملاته الإلكترونية والمتماشية مع تطلعات دولة قطر المستقبلية.
عندما نتكلم عن بورصة قطر وأدائها في زيادة الوعي من خلال تنشيط إداراتها الرقابية في الضغط على المؤسسات المدرجة في البورصة بسرعة الإفصاح وعدم التريث حتى تكون المعلومات قد وصلت إلى من هم مقربين لأصحاب القرارات من أعضاء مجالس الإدارات، يجب الإفصاح عن البرامج التوسعية للشركات المدرجة وخططها المستقبلية وكذلك الإفصاح عن الحسابات الختامية وحساب الأرباح والخسائر والإفصاح عن نسب الديون المعدومة وغيرها من البنود والتي تعزز من قدرة المستثمر على اتخاذ القرار المناسب لإدارة أسهمه في البورصة وهذا يعتبر أبسط حقوق المساهم، إن هذا الجهد المثمر في بورصة قطر هو أسلوب جديد علينا ولكن يستحق الإطراء ويستحق التحية لأصحاب هذه الفكرة والتي القصد من ورائها هو الحفاظ على هدوء البورصة وممتلكات المساهمين والترصد لكل ما يسيء للبورصة.
نحن نعلم أن بورصة قطر تعتبر المؤشر الحقيقي للاقتصاد القطري، وجود المؤشر بالارتفاع أو الانخفاض يأتي تحت مظلة قوة وضعف التداول في الأسهم المحلية، وبورصة قطر لا تختلف عن الأسواق المجاورة من حيث التأثر بتغيرات المناخ الاقتصادي الذي يسود العالم من حولنا. وهذه الأخبار التي تنصب إلينا من كل جهة بحاجة إلى من يؤكد لنا صحة الخبر أو من ينفيه؛ حتى يصبح لدينا وعي وفكر اقتصادي وكذلك شفافية في نقل الخبر ومصدره وعندما نتكلم هذه الأيام عن الأخبار في أروقة البورصة وأبطالها المروجين لهذه الأخبار ذات الطابع الاستراتيجي لمجالس الإدارات فهنا نلاحظ غياب الوعي عند المساهم والهرولة نحو هذه الأخبار المدسوسة من أشخاص لهم صلة بهذه الشركات المدرجة، لذلك على بورصة قطر التصدي لهذه الحملات الترويجية والقصد منها زرع الإشاعات المغرضة وجعل سياسة الإفصاح والشفافية حقاً مشروعاً لكل مستثمر في بورصة قطر وأن يطلع على كل معلومة وعن تواريخ عقد الجمعيات، توزيعات الشركات سواء النقدية أو الأسهم المجانية، عن الانتخابات لو وجدت وغيرها من الأخبار التي بحاجة إلى إفصاح.
إن التصدي للإشاعات المغرضة التي تهدف إلى زعزعت قوة ومتانة بورصة قطر والعمل بالشفافية الواضحة حتى لا نرى تلاعباً يكون مصدر خوف للمساهمين، الإفصاح والشفافية هما ركيزتان أساسيتان لدى المساهمين لو علمنا أهمية دراسة الإفصاح سواء عن التوزيعات النقدية أو الأسهم المجانية لدى الجميع تحت رقابة صارمة من بورصة قطر، لا يجوز الإخلال بهذا المبدأ الحقيقي وحصر المعلومة على أشخاص مقربين لأصحاب القرار في مجالس الإدارات، وهذا بحد ذاته جريمة في حق المساهمين ويجعل بورصة قطر ضعيفة لو عملت بمبدأ الابتعاد عن الإفصاح والشفافية.
في الختام، نتمنى أن تكون هناك صحوة حقيقية لبورصة قطر لمراقبة موضوع الشفافية والإفصاح والضغط على الشركات في الإفصاح عن بياناتها الحقيقية، وهذا بحد ذاته جزء من مهام بورصة قطر في خلق اقتصاد آمن والتأكد من سلامة أموال المساهمين.
copy short url   نسخ
23/02/2017
1281