+ A
A -
احتفى «هل الجسرة» مساء أمس بتجربة عميد الموسيقى القطرية الفنان الراحل عبدالعزيز ناصر العبيدان وذلك تخليداً لذكراه وتقديراً لإسهاماته الفنية، في احتفالية شهدها جمع غفير من الشخصيات والمحبين للموسيقار الراحل الذي قدم مسيرة من العطاء والابداع امتدت لما يقرب من 50 عاما أثرى خلالها الساحة الثقافية محلياً وخليجياً بمقطوعاته وإبداعاته المستوحاة من التراث العربي وأسر بها وجدان وقلوب شعوب المنطقة.
وقد شهدت الاحتفالية عزف وغناء لمجموعة من ألحان الموسيقار اداها قسم الموسيقى والغناء بنادي الجسرة بقيادة استاذ الموسيقى فتحي بيوض، كما شهد الحفل الذي قدمه الاعلامي تيسير عبد الله كلمات رثاء واطراء في حب الراحل، كان ابرزها ما قاله صديقه ورفيقه الدكتور يوسف محمد العبيدان الذي قال: اننا يجب في هذا الجمع ان نتوجه بالشكر لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وسمو الأمير الوالد الشيح حمد بن خليفة آل ثاني اللذين ما ان سمعا بمرض عبد العزيز ناصر الا وقد طلبا من سعادة حمد بن خليفة العطية بالتواصل معنا لرؤيته والاطمئنان عليه، وقال ان سموهما وجها ببذل أي شيء لعلاجه في أي مكان، ولكن للأسف وافته المنية، وقد ابلغنا سعادة حمد بن خليفة العطية تعازي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وسمو الأمير الوالد وابلغنا انهما قررا اطلاق اسمه على مسرح الريان ليصبح مسرح عبد العزيز ناصر، وأضاف الدكتور يوسف: أي لمسة وفاء هذه التي نراها من قيادة الدولة تجاه ابن من ابنائها المبدعين، فشكرا جزيلا لهما ورحم الله فقيدنا.
كما تحدث الدكتور حسن رشيد الذي تربطه بالراحل علاقة صداقة ممتدة لعقود عدة وقال: بفقد المبدع عبد العزيز ناصر فقدت قطر رمزا من رموز الموسيقى وأحد اساطين التلحين في المنطقة، فناصر هو همزة وصل بين ما كان وما سيكون في عالم الموسيقى القطرية وهو صاحب رؤية وبصيرة ولم يكن مجرد ملحن موسيقي انما كان صاحب فكر مستنير ولديه مشاريع مستنيرة لخدمة الإنسانية من خلال الموسيقى.
وتكلم ايضا الدكتور مرزوق بشير عن رحلة طويلة من الصداقة ليقول: الحديث عن المغفور له ان شاء الله زميل الكلمة والقلم يحتاج لعمر فوق العمر حتى نوفيه جزءا من حقه، فأنا عرفته قبل الدراسة الجامعية وتوطدت علاقتنا ونحن ندرس في مصر، ومنذ البداية عرفت انه ليس ملحنا فقط وانما صاحب مشروع ورؤية والتقى طموحنا لتكون قطر على الخريطة الثقافية رائدة وكان طموحه وارادته اكبر من الواقع المعاش في ذلك الوقت، وكان مهتما بتطوير الاغنية القطرية بالاعتماد على شكل ومضمون مختلفين للاغنية، وكان يصر من البداية على ان يغني اغانيه مطربون قطريون، وبالفعل كان يطلب ان تكون الاغاني متفائلة ومنفتحة، ودخل في الاغاني الإنسانية الشاملة ثم لحن للوطن العربي ولحن جملة من الاغاني الدينية الجميلة، وكان مشروعه قبل وفاته اعادة انتاج اغانيه القديمة بتوزيع جديد واصوات جديدة. وبدوره تحدث حمد الخال احد ابناء الجسرة، نيابة عن هل الجسرة قائلا: اشكر لكم حضوركم لإحياء ذكرى شخص استثنائي من خيرة ابناء قطر الذين ذاع صيتهم محليا وعربيا وعالميا، الذي حلق بأرواحنا إلى اقصى آفاق الوجدانية محاولا احياء الضمير الإنساني في النفوس ومهد الارض وغرس بذور الحب والاخلاص في نفوس كل من استمعوا لالحانه.
وكان الموسيقار العبيدان قد انتقل إلى جوار ربه تعالى، في الثاني والعشرين من يوليو الماضي، عن عمر ناهز 64 عاماً بعد صراع مع المرض، وبوفاته فقدت قطر واحداً من أهم مبدعيها.
ولحن العديد من الأغاني والأناشيد الوطنية، أشهرها «النشيد الوطني القطري»، و«الله يا عمري قطر» من كلمات عبدالله عبدالكريم الحمادي، وغناء الفنان الراحل محمد الساعي، ونال العديد من الشهادات والأوسمة في مختلف المحافل، منها جائزة الدولة التقديرية في مجال الموسيقى عام 2006، وذلك تقديراً لجهوده في خدمة الوطن وتطوير الأغنية القطرية.
copy short url   نسخ
22/02/2017
1813