+ A
A -
نعيش زمن العجائب.. زمناً متناقضاً نرى فيه كثيراً من التناقضات وكثيراً من المتناقضين، نشاهد فيه المصفقين ونرى المستنكرين، لكننا نقف على مسافة واحدة من الجميع نتعجب في صمت مما نراه بأعيننا وتسمعه آذاننا من تناقض.
من عجائب الوسط الرياضي الترفيع والترقيع فمن الممكن أن يتحول الشاطر إلى بليد والعكس في غمضة عين وانتباهتها وكله يعتمد على لون الشعار الذي يرتديه هذا النجم أو ذاك.
من عجائب الزمن عندما وقع عوض خميس للهلال كان حجم التقليل من اللاعب من جبهة النصراويين لا يضاهيه شيء، بدليل ما قاله الأمير فيصل بن تركي بأن احتياطيي النصر باتوا مطلباً للأندية الكبيرة أمثال عوض خميس الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الانتقال للهلال، وربيع سفياني الذي رحل للاتحاد.
في ظرف أسبوع واحد وصل ترمومتر تقييم عوض خميس لدى المدرج الأصفر إلى نقطة الصفر، بينما لامس 100 درجة بمقياس فهرنهايت لدى الجمهور الهلالي، وتحول بقدرة قادر إلى نجم منقذ صاحب روح قتالية داخل الملعب وهو ما يفتقده الهلال في الفترة الحالية.
يوم أمس تبدلت الآراء، فهذا رئيس نادٍ يتكلم وينهي عن فعل أتى به وذاك جمهور يحتشد ويدلي بدلوه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يلبث جمهور النصر قليلاً حتى خرج علينا مجدداً برأي آخر مغاير لما تحدث به سابقاً، وأصبح عوض خميس قنبلة مدوية داخل الملعب، بينما تراجعت أسهم اللاعب لدى الهلاليين وقللوا من الصفقة، وأكدوا أنه لاعب احتياط.
عند المواجهة أو السؤال أو التعجب نجد الجميع يقف صامتاً ويقولون كانت هناك حقائق خافية، هؤلاء هم «التويتريون والفيسبوكيون» قادة الرأي الجدد.
«فعلا يا زمان العجائب وش بقى ما ظهر؟.. كلِّ ما قلت هانت جد علم جديـد.. إن حكينا ندمنا وإن سكتنا قهـر.. ما تحمَّل ضلوعي لو ضلوعي حديـد».
وما علينا إلا الوقوف بصمت لنرى ما تسفر عنه لعبة الأيام في زمن العجائب؟
كاتب سعودي
copy short url   نسخ
22/02/2017
2807