+ A
A -

الدوحة- الوطن
أكد سعادة الدكتور محمد بن علي كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، أن المؤتمر الدولي لمقاربات حقوق الإنسان في حالات الصراع في المنطقة العربية، الذي تستضيفه الدوحة بمبادرة من اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، يكتسب أهمية بالغة، حيث إنه يأتي في وقت تعاني فيه المنطقة العربية من بؤر صراع وتوتر تشكل أرضا خصبة لكل انتهاكات حقوق الإنسان وفِي مقدمتها حقه في الحياه والأمن والعيش الكريم، لافتا إلى أن هناك عدة دول عربية تعيش حروبا أهلية ونزاعات مسلحه تداعى إليها المقاتلون من كل حدب وصوب، وباتت مسرحا لتدخلات إقليمية ودولية، وكان الخاسر الأكبر في هذه الأحداث الشعوب البريئة التي عانت التقتيل والتهجير القسري والتشريد، كما أنها فقدت كل مقومات الحياة الكريمة من غذاء ودواء. أما عن الترويع والترهيب وانتهاك الحرمات فحدث ولا حرج.
وأوضح سعادته قائلا: إن بعض الدول التي سلمت من النزاعات المسلحة قد استغلت التنظيمات الإرهابية التحولات السياسية والمطالب الاجتماعية لتمارس أعمالها الوحشية فيها ولتشغل المرفق الأمني عن مواجهة عصابات التهريب وتجارة المخدرات والهجرة غير الشرعية.
ولفت سعادته إلى أن مجلس وزراء الداخلية العرب يتفهم أن ما على الدول في أوضاع كهذه الاضطلاع بمسؤوليتها في حماية مواطنيها من خطر الاٍرهاب الداهم ولكنه رغم ذلك كان دائما حريصا على أن تتم مكافحة الإرهاب ومواجهة الأزمات الأمنيه عموما في إطار احترام حقوق الإنسان والتقيد التام بالقانون.
وأشار سعادته إلى ضرورة مراعاة موضوع حقوق الإنسان في سياق مكافحة الاٍرهاب الأمر الذي اعتبره المؤتمر الثاني للمسؤولين عن حقوق الإنسان في وزارات الداخلية العرب محورا رئيساً وهو المؤتمر الذي قرر مجلس وزراء الداخلية العرب تنظيمه كل عام بهدف تعزيز ثقافة حقوق الإنسان لدى الأجهزة الأمنية وليكون منتدى لمعالجة القضايا المرتبطة بهذا المجال الحيوي، لافتا إلى المؤتمر الذي سينظمه مجلس وزراء الداخلية العرب بالتعاون مع جامعة الدول العربية الخميس المقبل بالقاهرة حول الأرهاب وحقوق الإنسان الذي سينظر في امتثال التشريعات والممارسات الأمنية العربية لمكافحة الإرهاب لمعايير حقوق الإنسان بما في ذلك مواءمة الاتفاقية العربية لمكافحة الاٍرهاب مع تلك للمعايير.
واختتم سعادته كلمته مثمنا دور اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان وعلى رأسها سعادة الدكتور علي بن صميخ المري في بناء الثقة وتعزيز التعاون بين الأجهزة الأمنية والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان من خلال المؤتمر الدولي حول تحديات الأمن وحقوق الإنسان في المنطقة للعربية بالدوحى 2014 الذي يعتبر علامة فارقة في تاريخ العلاقة بين أجهزة الأمن والمدافعين عن حقوق الإنسان في المنطقة العربية.




العفيفي يدعو لحماية الأطفال والنساء
أعرب السيد يوسف بن عبدالله العفيفي، نائب رئيس الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، عن الأسف لتزايد التحديات واتساع رقعة الصراعات الأهلية في كثير من الدول العربية، وهو ما اتسعت معه انتهاكات حقوق الإنسان بدرجة لم يسبق لها مثيل.. مشيرا إلى أنه نتيجة لذلك أزهقت أرواح أعداد هائلة من البشر أكثرهم من الأطفال والنساء.
ولفت العفيفي في الكلمة التي ألقاها أمام المؤتمر الدولي حول «مقاربات حقوق الإنسان في حالات الصراع بالمنطقة العربية» المنعقد حاليا بالدوحة، إلى أنه نتيجة لهذه الصراعات، انهارت كل الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ولم تبق لحياة الإنسان الكريمة أي مقومات وأصبح الإنسان في هذه الدول فاقدا للأمن، ومعرضا لجميع مهددات الحياة. وأكد أن هذا الوضع المأساوي يحتم على الجميع مزيدا من الجهد في سبيل التخفيف من معاناة الإنسان في الدول التي تدور فيها الصراعات، داعيا المجتمع الدولي وجميع الحكومات والمنظمات الدولية الإنسانية، إلى تحمل مسؤولياتها وأن تستنهض الضمير العالمي للعمل بكل إمكاناتها وبذل المزيد من الجهد لحقن دماء الأبرياء وحفظ حقوقهم وحرياتهم.




الملف يتطلب وقفة جادة
ثمن سعادة النائب عادل عبد الرحمن العسومي، نائب رئيس البرلمان العربي، عقد اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان للمؤتمر الدولي حول مقاربات حقوق الإنسان في مواجهة حالات الصراع، مؤكدا ان ملف حقوق الإنسان يتطلب وقفة جادة، وان المؤتمر جاء في وقته في ظل تحديات ومخاطر كبيرة تهدد حقوق الإنسان في العالم لاسيما في مناطق الصراع.
وكشف سعادته عن توقيع مذكرة تفاهم بين البرلمان العربي واللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، لتعزيز الشراكة بين الجانبين، لتأخذ مسارا أكثر فاعلية في دعم حقوق الإنسان.
وأكد ان البرلمان العربي يدعم آليات العمل العربي المتشرك وضمان الأمن القومي العربي واصبحت حقوق الإنسان حاضرة على جداول اعمال اللجان المتخصصة، فضلا عن إنشاء لجان فرعية خاصة بحقوق الإنسان لبحث أهم القضايا ذات الصلة وأيضا لجنة فرص التنمية ومكافحة الفقر.
ونوه بتوصل أعمال البرلمان العربي إلى تدشين مبادرة لحماية اللاجئين السوريين من منظور إنساني في أماكن النزوح.
وعلى مستوى القضايا العربية أكد دعم البرلمان العربي لنضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال وحقه المشروع في تقرير مصيره والعيش في سلام واستقرار داخل دولة فلسطين وعاصمتها القدس.
وثمن سعادته القرارات الأممية بعدم شرعية المستوطنات التي يقيمها الكيان الصهيوني في الاراضي الفلسطينية والقرارات التعسفية ضد المعتقلين والأسرى ونهب الأراضي وتهويد القدس.
واشار إلى ارسال البرلمان وثيقة إلى الأمانة العامة للجامعة العربية سيتم عرضها على القمة العربية المقبلة، تؤكد على أهمية صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية مثل داعش والميلشيات المسلحة، والمطالبة بتعليق عضوية اسرائيل في الاتحاد البرلماني الدولي، ورفض الاحتلال الإيراني للجزر الاماراتية، وتدخلات إيران في الشؤون الداخلية للدول، خاصة في البحرين واليمن، والتأكيد على أهمية تحسين بيئة حقوق الإنسان في عالمنا العربي.




تعزيز الحوار المجتمعي لتجنب الصراعات
شدد الطيب البكوش، الأمين العام لاتحاد المغرب العربي خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر الدولي حول مقاربات حقوق الإنسان في حالات الصراع في المنطقة العربية. أن مجابهة الصراعات تقضي مقاربة طبيعة الصراع لإيجاد الحلول المناسبة لها.
مشيراً إلى ضرورة البحث عن أسباب الصراعات الناتجة عن ثورات، لأن عادة الثورات تقوم نتيجة مظالم، وانتهاك لحقوق الإنسان، فلا بد من العودة لحقوق الإنسان، لأن احترام الحقوق يجنبنا الصراعات».
ونوّه إلى أن «الثورات السلمية غير المسلحة تكون انتهاكات حقوق الإنسان فيها أقل، ومعالجتها أسهل، أما إذا تحولت إلى صراعات مسلحة، تتعقد الأوضاع كثيرا، وقد رأينا الفرق بين ثورة سلمية اجتماعية مجتمعية في تونس، وثورات تحولت إلى نزاعات مسلحة في سوريا أو ليبيا على سبيل المثال».. مشيراً إلى أن «الثورة السلمية تنتج عنها انتهاكات لحقوق الإنسان أيضا، لكنها أقل فظاعة نسبياً، ويمكن معالجتها بطرق سلمية، بالحوار مثلاً».
بالمقابل، أشار البكوش أن «الثورة التي تكون مسلحة أو تتحول إلى ثورة مسلحة تؤول في نهاية المطاف إلى إشكال من الحروب الأهلية، وهي أخطر الحروب التي يحدث فيها اقتتال بين الأشقاء والإخوة، وتترك آثاراً يصعب أن تندمل إلى بمرور زمن طويل».
ولدى تطرقه لأثر العنف والإرهاب على حقوق الإنسان، قال الطيب البكوش: إن «جميع أشكال العنف، خاصة إن تحول إلى إرهاب، فلا يمكن إلا أن تكون على حساب حقوق الإنسان، بدليل جحافل المهجرين ومن فقدوا الشغل، ومن فقدوا الأمن والأمان، وكل ذلك انتهاك لحقوق الإنسان، فضلا عن الضحايا الذين يقتلون من الأبرياء، وأغليهم مواطنون عزل، وليسوا مقاتلين في كل الصراعات».
وعن كيفية التعامل مع العنف والإرهاب، ومع الصراعات إجمالاً، أشار البكوش إلى أن «العنف والإرهاب هو الشكل الأقصى للصراعات، ويعالج بالقوانين العادلة، فيجب أن يكون القانون فوق كل اعتبار، وفوق الجميع.. ومن يحمل السلاح لا بد أن يواجه بالقوة أيضاً.. ومن يقبض أو يعود إلى بلاده، لا بد أن يطبق عليه القانون، ولا وجود في هذا للغفران ولا للاعتذار ولا الندم، بل لا بد أن يطبق القانون على من حمل السلاح وقتل الناس بلا وجه حق».
وختم الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، قائلاً: تجنب الصراع يجب أن يكون وقائياً، وعدم تحويل الصراعات إلى عنف وإرهاب، بإعطاء الأولوية للأساليب الوقائية، والوقاية هنا تتلخص في كلمة «الحوار». مضيفاً: «الخلافات تحل سلمياً بالحوار، والحوار يحتاج توفير الآليات الضرورية لذلك.. وللحوار قنواته وأخلاقياته وآلياته.. والمجتمع المدني عنصر أسياسي لنجاح الحوار، ولا ينبغي أن يكون بين السياسيين فقط، بل توفير ضمانات اجتماعية، عبر مجتمع مدني يرعى الحوار السياسي بين الفرقاء السياسيين».





دول الخليج ملتزمة بحقوق الإنسان
أكد سعادة السيد حمد بن راشد المري، الأمين العام المساعد للشؤون القانونية بمجلس التعاون الخليجي، أن حجم الدمار الذي يشهده العالم جراء النزاعات المسلحة وتأثيراتها السلبية على منطقتنا بشكل خاص يتحمل المدنيون الأبرياء عبأه الأساسي مما يجعل حمايتهم أولوية قصوى ومسؤولية مشتركة بالنسبة للجميع.
وأوضح، خلال افتتاح مؤتمر مقاربات حقوق الإنسان في حالات الصراع في المنطقة العربية، أنه برزت في هذا الإطار أهمية تقييد هذه النزاعات بقوانين وأعراف للتخفيف من آثارها السلبية على ضحايا الصراعات من المدنيين، ولاسيما النساء والأطفال.
وأضاف: من هنا يتجلى دور القانون الدولي الإنساني كإطار قانوني أساسي لتنظيم النزاعات المسلحة في ظل التشريعات الدولية المعاصرة وقد سبقها بذلك ديننا الإسلامي الذي أرسى المبادئ ألاسياسية لتنظيم القتال وحماية المدنيين خلال النزاعات المسلحة ومن ذلك وصية الرسول، صلى الله عليه وسلم، لقادة الحرب بالتمييز بين المقاتلين وغيرهم من المدنيين، حين قال: «انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ولا تقتلوا شيخاً فانياً ولا طفلاً ولا صغيراً ولا امرأة ولا تغلوا وضموا غنائمكم وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين».
copy short url   نسخ
21/02/2017
1264