+ A
A -
كتب- العروسي العتروس
شهدت خريطة الدوري في أسبوعه الحادي والعشرين تغييرات كثيرة في جميع المواقع بدءا من القمة إلى القاع مرورا بالوسط الدافئ، وشهد الدوري في هذه الجولة ما لم يشهده في كثير من الجولات منذ بداية الموسم حيث ارتوت أرضية الملاعب بأمطار الغيث النافع وسجل البرد حضوره بملعب ثاني بن جاسم بالغرافة، وقدم لنا الدوري مفاجأة الموسم بإطاحة أم صلال بلخويا وسقوط العربي بسباعية سداوية.
برودة الطقس وأمطار الخير وتساقط البرد بالملاعب لم يمنع الفرق ومدربيها من تبني نزعة هجومية أثبتت جدواها بإعادة الحصيلة الهجومية الأسبوعية إلى مستوى عال بلغ 28 هدفا على الرغم من ان ثلاثة فرق لم تجد طريق الشباك.
الجولة شهدت انهيارا للخطوط الدفاعية لبعض الفرق مثل العربي الذي
قضى ليلة قاسية في ملعب السد بقبوله سباعية كاملة، ولم يكن حال معيذر أمام الريان افضل منه لخسارته بخماسية، ولم يكن خط دفاع لخويا ثالث اقوى الخطوط الدفاعية بالدوري أفضل من كل من العربي ومعيذر لقبوله ثلاثية أمام أم صلال القادم له من منطقة الدفء الآمنة.
أهمية النقاط دفعت بالفرق للتخلي عن نتيجة التعادل واللعب من اجل الفوز حيث لم نسجل إلا تعادلا واحدا حسم نتيجة مباراة قمة القاع بين الوكرة والشحانية وانتهى بتقاسم نقاط لا يرضي ولا ينفع أيا منهما خلافا للجولة السابقة التي شهدت ثلاثة تعادلات.
كل ذلك جميل ويستحق عليه الدوري الشكر والثناء، الا ان مفاجأة الموسم التي جاء بها ام صلال لتسخين أجواء المنافسة في جولة البرْد والبرد قد يكون لها مفعول حاسم على صراع المنافسة على اللقب بعد سقوط لخويا من برجه العالي بخسارته للصدارة وصعود السد وتربعه على عرش القمة مستفيدا من خدمته لنفسه بفوز تاريخي على العربي، وفي الوقت نفسه مستفيدا من هدية صقور برزان التي قلبت كل الموازين وأعادت توزيع أهم الأوراق في خريطة الدوري.
صعود الزعيم السداوي للقمة يقابله في القاع سقوط الوكرة بهدنة تقاسم النقاط مع الشحانية وتقهقر معيذر بخسارة جديدة وتراجع الخور لمنطقة الخطر بعد تعثره بالغرافة أمام صاحب الأرض الممطرة.
وبين الصعود للقمة والغرق في القاع سجل الدوري في هذا الأسبوع انتفاضة لكل من الخريطيات والسيلية يمكن اعتبارها بداية لعملية إنقاذ أو انتشال من منطقة الخطر الداهم للمدربين التونسيين الطرابلسي والعجلاني وفريقيهما في وقت تبقى فيه فرق أم صلال والعربي والأهلي في مأمن من كل المخاطر التي تحدق بفرق الخور والشحانية ومعيذر والوكرة، التي تعتبر الأكثر تهديدا بالهبوط لدوري الدرجة الثانية قبل خمس جولات من خط النهاية.
وعلى الرغم من تطورات وتقلبات على خريطة الدوري سواء في القمة أو في القاع أو في منطقة الشمس المضيئة الدافئة خلال شتاء الدوحة القارس، فإن الدوري يبقي كل أبواب الصراع على القمة والقاع والمربع والوسط مفتوحة وقابلة لكل الاحتمالات في دوري نجوم قطر الذي لا أمان فيه لأي فريق امام أي فريق، وما إطاحة ام صلال بلخويا- الفريق الذي لم يقهر في 20 جولة قدم فيها نفسه بأنه البطل القادم كخليفة للريان حامل اللقب- الا خير دليل، وعليه فإن الشكل الحالي الذي تحولت اليه خريطة الدوري ليس الا مرحلة من مراحله الساخنة والمثيرة القابلة للتغيير في أي جولة من الجولات المقبلة.
copy short url   نسخ
19/02/2017
1649