+ A
A -
بروكسل-د. ب. أ-إنها أوقات الارتباك والبلبلة بالنسبة للدول الأوروبية الأعضاء بحلف شمال الأطلسي «ناتو».
في البداية تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في بلبلتها من خلال إعلانه أن الرؤية الغربية للدفاع «قد عفا عليها الزمان». ورغم أن الرئيس الأميركي الجديد تراجع بعض الشيء فيما بعدـ وأكد للحلفاء على وفائه لهم إلا أنه عاد الآن ليصيبهم بالصدمة التالية حيث صوب وزير الدفاع الأميركي الجديد جيمس ماتيس وبشكل صارخ المسدس إلى صدر شركائه خلال أول زيارة له للناتو أمس الاول في بروكسل،» فإما أن تدفعوا أو سنقلص جهودنا التي نقوم بها من أجلكم، حسبما كان التهديد الموجه للشركاء الأوروبيين داخل الحلف.
و علقت صحيفة ستاندرد البلجيكية على لقاء بروكسل قائلة «أخطأ من ظن أن دول الناتو ستطالب الولايات المتحدة غاضبة بتوضيح موقفها فيما يتعلق بروسيا، لقد كان ماتيس هو الذي سيطر على مجريات الأمور». وقالت الصحيفة إن عبارة «علينا أن نثبت أننا عروس مرغوب فيها».
كان ذلك على الرغم من أن وزراء دفاع الحلف يعلقون آمالا عريضة على ذلك الشخص، الذي يفضل ترامب مخاطبته باسم التدليل «ماد دوج» والذي يعني الكلب المجنون. يشتهر ماتيس بأنه رزين ومتحفظ، وهدأ النفوس قبيل لقاء زملائه في الناتو، بل إنه أشاد بالحلف واعتبره «الحلف العسكري الأنجح في التاريخ»، وهي الرسالة التي كانت بمثابة بلسم للحلفاء
ولكن الجنرال الأميركي صفى حساباته مع شركاء الحلف في أول جلسة محادثات معهم.
أصبح ماتيس غير مريح وتحدث بصراحة، بل وحدد مهلة: على الحلفاء وضع خطة
بحلول أواخر العام الجاري عن كيفية تحقيق هدف زيادة إنفاقها العسكري.
وأكد الوزير الأميركي أن دافع الضرائب الأميركي لا يستطيع الاستمرار أكثر من ذلك في دفع حصة مرتفعة بشكل غير متناسب للدفاع عن القيم الغربية،وهو ما عقب عليه الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج بالقول: «نتطلع إلى مواصلة هذا النقاش».
يعتمد الأوروبيون،منذ زمن طويل، على الحماية، التي تقدمها أميركا لهم ورغم أن الحلفاء حددوا لأنفسهم عام 2014 بالفعل هدف زيادة الإنفاق العسكري إلى 2% على الأقل من إجمالي الناتج القومي، وذلك استجابة للضغوط الأميركية، إلا أن نصيب هذه النفقات في الموازنة لم يرتفع حتى الآن في بلاد مثل ألمانيا.
copy short url   نسخ
17/02/2017
1909