+ A
A -
اليمن- الوطن- محيي الدين الشوتري
تواصل قوات الشرعية في اليمن مسار توسيع دائرة السيطرة على رقعة جديدة من مساحة البلاد وسط تقهقر لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في معظم الجبهات القتالية في اليمن، فبعد انتصارات بيحان شرق اليمن وصعدة شمال البلاد، أطلقت قوات الشرعية في اليمن وبدعم وإسناد من دول التحالف العربي معركة استعادة السواحل الغربية في البلاد التي لايزال بعضها واقعاً تحت سيطرة المتمردين، ونجحت العملية التي أطلق عليها عملية الرمح الذهبي في استعادة السيطرة على كامل مديرية ذباب غرب محافظة تعز التي تبعد عن ميناء المخاء أحد اهم الموانئ اليمنية 10 كيلومترات
ويسعى الجيش اليمني خلال الأيام المقبلة من عملية الرمح الذهبي إلى استعادة ميناء المخاء الواقع تحت سيطرة الميليشيات والذي ظل الشريان المغذي لميليشيات الحوثي بالسلاح وفق تقارير دولية، بالإضافة إلى ضبط قوات الشرعية اليمنية في أكتوبر المنصرم قارب صيد يحمل شحنة من السلاح في شواطئ رأس العارة القريب من ميناء المخاء لتهريبه لجماعة الحوثي وفيما إذا نجحت قوات الشرعية في اليمن في استعادة السيطرة على ميناء المخاء يرى مراقبون أن قوات الشرعية تكون قد زادت في تضييق الخناق على المليشيات المنهارة عسكرياً واقتصادياً وقطعت الخط الرابط بين محافظتي الحديدة وتعز الذي يمثل الشريان الرئيس؛ لإرسال التعزيزات للحوثيين بمدينة تعز وفي الوقت الذي تشهد جبهة الساحل الغربي باليمن معارك عسكرية لاستعادتها من الميليشيات قال مصدر عسكري بمنطقتي كهبوب والوازعية إن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية نزعت كمية كبيرة من الألغام، لكنها ليست نهائية زرعتها ميليشيات الحوثي وصالح للحد من التقدم المتسارع لقوات الشرعية، مضيفاً أن الألغام الهائلة التي زرعت تسببت في سقوط ضحايا من القوات الحكومية ومن المدنيين لكنه أكد عزم قوات الشرعية على تحرير مديرية الوازعية شمال غرب تعز كمقدمة لطرد المتمردين من كامل محافظة تعز، وكانت مديرية الوازعية بتعز وتقع على حدود محافظة لحج الجنوبية قد سقطت مطلع أبريل من العام 2016 بيد ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بعد عملية تهجير واسعة طالت آلافاً من سكان المنطقة الذين نزحوا لمناطق مجاورة، لكن قوات الشرعية في اليمن تمكنت في الأيام الماضية من استعادة عدد من مناطق المديرية التي كانت تحت سيطرة المتمردين وباتت القوات على بعد 6 كيلو مترات من منطقة الشقيرا العاصمة الإدارية للمديرية.
العمليات ستتواصل
ووفقًا للعقيد الركن منصور الحساني، الناطق الرسمي للجيش الوطني بمدينة تعز، فإن العمليات العسكرية في الساحل الغربي ستتواصل حتى تحرير كل شبر في الوطن من الميليشيات الانقلابية، مشيراً إلى أن الانتصارات التي تحققها قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الجنوبية في جبهات الوازعية وراسن وبني عمر ومقبنة ستزيد من الخناق على ما تبقى من جيوب للميليشيات الحوثية في محافظة تعز وستحصرها في منطقة محددة وهو ما يسهل عملية طردها بشكل نهائي من المدينة.
خطوة مهمة
من جانبه يقول المحلل السياسي عبدالملك شمسان: إن عملية الرمح الذهبي لتحرير الساحل الغربي خطوة بالغة الأهمية؛ حيث إن الانتصارات فيها تتوالى بشكل سريع ومبشر وتحرير أي شبر في أرض اليمن هو خطوة باتجاه تحرير صنعاء.
وأشار شمسان إلى أن هذه المعركة تأتي في وقت يستأنف المبعوث الأممي تحركاته مجدداً من أجل العملية السياسية التي تنظر إليها مكونات الشرعية من بدايتها قبل تحرير عدن كوسيلة لإنهاء الانقلاب ووقف الحرب والمعاناة والقتل والدمار والخراب وتأمين المستقبل بسلام حقيقي يعم اليمن والمنطقة وينهي أسباب الاحتراب.
ويشدد شمسان على أن الحل العسكري وسيلة اضطرارية للوصول إلى ذات الهدف، فيما صالح والحوثي يتعنتان طيلة هذه الفترة، وينظران إلى الحرب والعملية السياسية على أنها وسائل للاستمرار في السلطة بقوة السلاح والإبقاء على مشروعهما التدميري كوكلاء لمشروع إيران الذي يستهدف اليمن ودول الجوار والمنطقة العربية، ويرون أن هذه الوكالة لإيران هي مبرر وجودهم وحصولهم على دعمها.
إرادة لحسم المعركة
وفي مدينة صعدة شمال اليمن المعقل الرئيس لجماعة الحوثي، باتت قوات الشرعية اليمنية على بعد 70 كيلو متراً من مركز محافظة صعدة بعد التقدم النوعي الذي حققته قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في السيطرة على مديرية البقع ويرجع هادي طرشان محافظ مدينة صعدة اليمنية الانتصارات التي حققها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مدينة صعدة إلى الإعداد المتواصل والحشد والتجنيد والتدريب المتواصل، بالإضافة إلى العزم والإصرار والإرادة الكبيرة لحسم الحرب بعد أن أثبتت جميع مراحل التفاوض أنها كانت إهداراً للوقت والجهد كون الحوثيون معروفين بنكثهم لجميع العهود والاتفاقيات والمجرب لا يجرب، مؤكداً أن قوات الشرعية تقترب من مركز المحافظة، لاسيما بعد أن تم تطهير منفذي علب والبقع الحدوديين الدوليين اللذين يربطان ما بين صعدة واليمن عموماً والمملكة العربية السعودية وأشقائنا في دول الخليج.
يذكر أن محافظة صعدة يسيطر عليها منذ الحرب السابعة في حكم الرئيس المخلوع صالح جماعة الحوثي بقوة السلاح على الرغم من أن الجماعة تمثل 10 بالمائة من سكان مدينة صعدة.
copy short url   نسخ
21/01/2017
1259