+ A
A -
ترددت عدة مرات قبل التطرق لهذا الموضوع ولكن بعد تفكير عميق قررت أن أطرح الموضوع فقط لحث الفتيات والسيدات على اعتماد سياسة الحرص في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي.
منذ مدة 3 أسابيع فوجئت برسالة واتسية عن افتتاح قروب بعنوان الفاكهاني يقوم بإيصال الخضار والفواكه إلى البيت مباشرة والاستغناء عن التوجه إلى السوق المركزي وفي أقل من ثلاث دقائق كنت قد انضممت إلى القروب عبر لنك مرسل داخل الرسالة إلى القروب ففوجئت بوجود ما لا يقل عن أربعمائة اسم قد تم إضافتهم إلى القروب بإرادتهم الخاصة وخلال أقل من ساعة بدأت الرسائل الواتسية تتدفق من المشاركين يتساءلون عن كيفية تعبئة الطلبات للحصول على طلباتهم وجاءت الإجابات مبهمة من المسؤولين عن القروب وما هي إلا لحظات حتى بدأت تنهال الاتهامات على أصحاب القروب موجهين لهم تهم النصب والاحتيال ودارت المناقشات الحادة.. قسم يتهم وقسم يدافع وقسم يتكلم وقسم يصمت ولم تتوقف الرسائل حتى ساعات الليل المتأخرة وعلى الرغم من الاتهامات والشكوك لم يبادر أحد إلا ما ندر بمغادرة القروب ومع إطلالة اليوم الثاني بدأت الرسائل مجددا والمناقشات حول مدى مصداقية الأشخاص المسؤولين وانطلقت الشكاوى بسبب عدم استلام الطلبات التي تم إرسالها وعادت لهجة الاتهامات الحادة تسود الواتس. وما أثار غضبي هو أننا كافة السيدات والفتيات المنتسبات بقين نتابع بصمت ما يجري على العلم أننا قد استلمنا مرارا وتكرارا رسائل وتنبيهات بضرورة مغادرة القروب كون أسمائنا وأرقامنا باتت مكشوفة للجميع. وكانت أهم الرسائل رسالة دونها أحد الأخوان الحريص على مصلحة السيدات مطالبا إياهن بتغيير الأسماء وعدم التحدث عبر القروب مع رجال غرباء وفي الوقت عينه كان شديد الحرص على عدم توجيه أية إساءة لأصحاب القروب حتى يتم التأكد من شخصياتهم وما هي إلا ساعات حتى علمنا من ثلاثة أشخاص فقط بأن الخضار والفواكه قد بلغت المنازل وكانت في غاية الجودة مما دفع الناس ضمن القروب للتراجع عن الكلام السيئ ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.. فالطلبات القليلة التي بلغت 3 من المشاركين لم تكف أصحاب الشكوك كون جميع الطلبات لم تحقق وتحول القروب من مكان خاص للطلبات إلى ساحة لاستعراض الأفكار والصور والفيديوهات واليوتيوبات مما دفع العديد للمغادرة وخلال ذلك آثرت البقاء. فلقد كنت أود أن أعرف كيف تمكن رجل غامض لا نعرف هويته أن يقنع أربعمائة شخص واع على الانتساب لقروب يبيع الخضار والفواكه دون أن يستعرض لنا أية أوراق ثبوتية أو سجل تجاري أو تصريح بالعمل. ومع الوقت عاد الشك يسود لأجواء.. فالطلبات لم تصل والأشخاص المسؤولون لم يتمكنوا من إقناع الجميع بالتزامهم بالقانون وصفاء نواياهم ومع ساعات اليوم الثالث الأخيرة تصلنا رسالة اعتذار بإغلاق القروب بسبب شكوى تقدمت من مجهول.
وحذفت الأسماء، لكن السيئ أن الأسماء وعناوين معظم الأشخاص وصلت وبإرادتنا إلى جهة مجهولة أدعت بيع الخضار والفواكه.
ووقفت مدهوشة أمام نفسي قبل أن أراقب البقية كيف قبلت الانضمام لهذه المجموعة وكيف تجاوزت كل الخطوط الحمراء التي أضعها لأطفالي وانتسبت لقروب وهمي كان أم واقعي. أمام هذه الخطوة قررت أن أتكلم فمعظم من شارك في القروب هن نساء واعيات وأنا منهن ولم نكتف بالانضمام بل لقد قمنا بتعبئة الاستمارات وسجلنا الأسماء الكاملة وأرقام الهواتف الخاصة ومواقع المنازل ونتساءل كيف يقع أطفالنا في براثن وسائل التواصل الاجتماعي. 400 اسم من الأشخاص المدركين للمخاطر شارك ونلوم شبابنا وبناتنا على أخطائهم متناسين أننا نحن من نفتقد الوعي والتوازن في تصرفاتنا وللمرة الأولى اعترف بأنني وبكل بساطة انسقت وراء الفكرة وشاركت دون التفكير في العواقب ولا أعلم حتى يومنا هذا هل الفاكهاني مجرد موقع مغلق حتى حين أم سنكون ضحايا.. بعد حين.
copy short url   نسخ
21/01/2017
1958