+ A
A -
-فهد العمادي
حالة من الفوضى نعيشها في الوسط الكروي وبالعامية «مردويسة»، وهذا واقع لا يمكن أن ينكره أحد، من خلال ما نشاهده من اختلاط الحابل بالنابل بسبب غياب الحزم وعدم تنفيذ اللوائح من خلال الجهة المنظمة للعبة، وأعني اتحاد الكرة ومؤسسة دوري نجوم قطر، وأيضا بسبب سوء إدارات الأندية التي تسببت في مشاكل كبيرة نتجت عنها إضرابات وامتناع عن التدريبات وصعوبات مالية متكررة!
في واقع الأمر يبدو لنا من الوهلة الأولى أن منظومة الأندية من الظاهر «شو إعلامي» ولكن من الداخل «بلاوي» ومشاكل لا حصر لها، وبدأت تراكماتها تطفو على السطح بوضوح.. بدأت من العربي في الموسم الماضي من خلال إضراب اللاعبين لعدم تسلم مستحقاتهم، وامتد الأمر للريان في أكثر من مرة وصولا إلى الغرافة الذي لم نكن نتوقع أن يصل إليه الإضراب كونه يعتبر من الأندية التي يضرب بها المثل في النجاح وحسن الإدارة! وربما نرى إضرابا آخر في أندية أخرى.
في حقيقة الأمر اتحاد الكرة يتحمل جزءا من المسؤولية لأنه الجهة المنظمة للعبة، وكان يفترض ألا يسمح بعقود الباطن وأن يضرب بيد من حديد منذ البداية، ولو كان ذلك قد حدث لما وصل الحال بأنديتنا إلى ما نشاهده الآن من إضرابات وديون بالملايين بسبب عقود الباطن ورواتب متأخرة، وأيضا سوء الإدارة في بعض الأندية والصرف الزائد عن الحد وعدم التزام الأندية بمخصصاتها ساهم في العجز المالي بشكل كبير وغير مقبول في الوقت الذي لا توجد مصادر دخل سوى الدعم الحكومي.
نعيش حالة غير طبيعية وإفرازات غير صحية بسبب تخبطات إدارية من اتحاد الكرة والأندية، ولو كنت مكان اتحاد الكرة لأصدرت عقوبات صارمة على الأندية المخالفة حتى تتعظ وتعود إلى مسارها الصحيح حتى وإن تطلب الأمر منع المخالفين عن التعاقدات لحين تنظيم أوضاعها الداخلية، فحتى الضمانات التي يتم تقديمها قد لا تفي بالغرض.
إضرابات اللاعبين أمر غير محمود ويسيء إلى اللعبة، وكان ينبغي ألا يصل الأمر إلى ذلك مهما تكن الأسباب فكان من الأجدر أن يتدخل اتحاد الكرة قبل أن يحدث الإضراب في الأندية.
لقد آن الأوان أن توضع الأمور في نصابها الصحيح وأن تطبق اللوائح والتعاميم بحذافيرها بغض النظر عن اسم النادي ومن يترأسه إذا ما أردنا أن نسير بالشكل الصحيح.
حالات التسوية التي حدثت لعقود الباطن استنزفت جزءا كبيرا من الميزانية الخاصة بوزارة الثقافة والرياضة كان من الأجدر الاستفادة منها في أماكن أخرى ومشاريع أهم ولكن ذهبت لتغطية أخطاء الأندية وإداراتها!
copy short url   نسخ
21/01/2017
1783