+ A
A -
كتب– محمد حمدان
حقق المؤشر العام لبورصة قطر ارتفاعاً بمقدار 491.04 نقطة منذ بداية العام الجاري خلال 12 جلسة تداول باستثناء العطلات وتوازي هذه المكاسب نحو 4.71 % في الوقت الذي تقترب فيه البورصة القطرية من اختراق مستوى 11 ألف نقطة؛ حيث أغلق المؤشر السعري أمس عند 10927.80 نقطة وارتفع منسوب السيولة مجدداً إلى مستوى قياسي وهو 484.7 مليون ريال مما يؤشر لعودة الحسابات الخاملة بالبورصة إلى النشاط مجدداً وعودة المضاربين والمستثمرين للسوق مرة أخرى.

وقال مراقبون إن هناك حزمة من محفزات النمو تضافرت لتعزيز أداء البورصة وسيولتها أبرزها اقتراب تطبيق الشريحة الثانية لترقية بورصة قطر من مرتبة الأسواق المبتدئة إلى مرتبة الأسواق الناشئة الثانوية على مؤشر فوتسي العالمي وكانت الشريحة الأولى البالغة 50 % قد جرى تطبيقها في شهر سبتمبر من العام 2016، ومن المقرر تطبيق الشريحة الثانية في شهر مارس من العام 2017 في ظل تأكيدات فوتسي أن قطر استوفت جميع المعايير المطلوبة لتدخل نادي الأسواق الناشئة وتصنف أسواق الأسهم في سلسلة مؤشرات فوتسي العالمية لأسواق الأسهم في أربع فئات: الفئة الأولى هي الأسواق المتقدمة والفئة الثانية هي الأسواق الناشئة المتقدمة والفئة الثالثة هي الأسواق الناشئة الثانوية والفئة الرابعة هي الأسواق المبتدئة.
وأضاف المراقبون: إن الارتفاع القياسي لأسعار النفط واستقرارها فوق مستوى 55 دولاراً للبرميل مع استمرار تنفيذ خطة منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» لتخفيض الإنتاج، فضلاً عن بدء موسم الإفصاح عن النتائج والتوزيعات السنوية للشركات المدرجة وهو ما اتضح في تداولات الأمس؛ حيث صعدت القطاعات جماعياً بصدارة العقارات، وسجل المؤشر العام للبورصة نمواً نسبته 1.57%، ليصل إلى مستوى 10927.80 نقطة، رابحاً نحو 168.4 نقطة، وهو أعلى مستوى يصل إليه في 4 أشهر، مقارنة بإقفاله في جلسة أمس الأول. ودعم أداء المؤشر ارتفاع كل القطاعات، تصدرها العقارات بنحو 3.4 %، وسجل قطاع البنوك نمواً نسبته 1.12 %، وارتفعت السيولة أمس إلى 484.73 مليون ريال مقابل 302.29 مليون ريال بجلسة الاثنين، كما صعدت الكميات إلى 16.39 مليون سهم مقابل 8.52 مليون سهم بجلسة الاثنين.
موجة صعود
وقال المحلل المالي لدي الأكاديمية الدولية، مبارك التميمي، إن تحسن منسوب السيولة يمثل مؤشراً على ضخ مستثمرين سيولة في السوق، لافتاً إلى أن المؤشر العام للبورصة في مستهل العام الجاري قفز قفزات قوية ويستهدف مستوى 11 ألف نقطة قريباً، مؤكداً أن إفصاحات بنكي قطر الوطني QNB والريان دعمت المؤشر بصورة قوية، لافتاً إلى أن بنك الريان أوصى بتوزيع أرباح أكثر من العام الماضي مما دفع المؤشر ليحقق مكاسب قوية من حيث حجم التداولات والسيولة. وأضاف: قريباً سيكسر المؤشر حاجز 11 ألف نقطة، لافتاً إلى أن بعض التوزيعات المرتقبة ستشكل إضافة قوية خاصة توقعات شركتي أزدان وبروة العقاريتين، مشيراً إلى أنه على الرغم من الموجة الصاعدة للبورصة فإن ثمة حالة من الحذر بشأن ارتفاع الكميات المتداولة؛ حيث تضاعفت الكميات المتداولة أمس بنسبة 92% مقارنة بأمس الأول، موضحاً أن الفرص جيدة بالنسبة للمستثمرين الراغبين في البدء من القاع.
وأكد التميمي أن المؤشر العام للبورصة سجل منذ بداية يناير حتى جلسة أمس ارتفاعاً بمقدار 491 نقطة وقد افتتح المؤشر العام الجديد عند سعر 10420 نقطة بينما سجل أدنى سعر له عند مستوى 10402 نقطة فيما حقق أعلى سعر له 10927.03 نقطة وهو أعلى سعر تحقق في جلسة امس، ليعود ويغلق عند مستوى 10927.80 نقطة.
ولفت إلى أن الشركات التي تتحرك أبرزها تتركز في قطاعات البنوك والعقارات والصناعة، مشدداً على انه مازال هناك بعض الأسهم الخاملة، مبيناً أنها شركات تعاني من عوامل الخسارة وممسوكة من قبل الملاك، كما أن أسهمها تواجه عزوفاً من قبل المستثمرين والمضاربين.
وتوقع التيممي أن الفترة الحالية ستشهد جني أرباح كبير من قبل المساهمين والمستثمرين، لجهة أنها تشهد إعلان التوزيعات والأرباح السنوية ولذلك متوقع أن تشهد مضاربات وبناء مراكز مالية جديدة، مبيناً أن قوة الشركات القطرية ومراكزها المالية تشكل الرقم الأبرز في المعادلة من حيث تركيز المستثمرين، كما أن البورصة بدأت تتفاعل مع الإفصاحات السنوية.
بورصتنا الأفضل
من جانبه يقول المستثمر، يوسف بوحليقة: إن البورصة تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل أفضل على أسس متينة، مشيراً إلى أن العام 2016، على الرغم من انه كان من الأعوام الصعبة التي مرت بها الاقتصادات، خاصة الخليجية في ظل انخفاض أسعار النفط وزيادة حالة عدم اليقين في فترة الاقتصاد العالمي على النمو، فإن بورصة قطر ظلت متماسكة وحققت استقراراً جيداً للمضاربين والمستثمرين.
وأضاف: شهدنا مع مطلع 2016 نشاطاً ملحوظاً على أداء المؤشر العام للبورصة مقترناً بإدراج بورصة قطر في مؤشر الأسواق الناشئة مؤشر«فوتسي»، مؤكداً تماسك بورصة قطر في ظل قوة واستقرار الاقتصاد القطري، لافتاً إلى أنها لن تهتز كما اهتزت بعض البورصات العالمية، خاصة مع الانخفاضات التي لحقت بأسعار النفط ولفترة طويلة.
وقال إننا قد شهدنا مع مطلع 2016 نشاطا ملحوظا على أداء المؤشر العام للبورصة مقترنا بإدراج بورصة قطر في مؤشر الأسواق الناشئة مؤشر «فوتسي» لتصل إلى أعلى مستويات العام عند منطقة الـ 10400 نقطة والتي شاهدنا عندها نشاطاً بيعياً من قبل المحافظ القطرية أدت إلى انخفاض حاد في المؤشر لتهوي أسفل مستوى الدعم النفسي وهو مستوى الـ 10 آلاف نقطة، لتتسبب في حالة عدم اليقين لدى المتداولين، وبالتالي ضعف في أحجام وقيم التداولات بالمقصورة في بداية شهر سبتمبر الماضي.
وأشار إلى أن بورصة قطر كانت الأفضل مقارنة مع شركات أسواق المنطقة في ظل الأزمات التي مرت على المنطقة والتي من بينها التراجع في أسعار النفط والعوامل الجيوسياسية في المنطقة، وحالة عدم اليقين التي اكتنفت انتخاب دونالد ترامب كرئيس جديد للولايات المتحدة والسياسات الاقتصادية التي جاءت بها، وتأثيرات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن المتغيرات في المزاج الاقتصادي والسياسات الانعزالية، وقال إن كل ذلك وغيره قد اثر على البورصات العالمية بما فيها أسواق الخليج، آخرها تحول السياسات النقدية بعد رفع سعر الفائدة، مشيداً بقرارات مصرف قطر المركزي بشأن رفع سعر الفائدة وإقتفائه أثر الفيدرالي الأميركي نسبة لربط الريال بالدولار مما أدى إلى أن يجني الريال مكاسب الدولار القوي.
ووصف أداء البورصة خلال العام 2016 بأنه إيجابي، وقال إنها مرت بظروف لم تكن سهلة، مؤكداً أن العام الجاري 2017 يحمل الكثير من البشريات المهمة، وبالتحسن المنتظر في أسعار النفط بعد الاتفاق التاريخي بين دول الأوبك والمنتجين من خارجها لتثبيت الإنتاج، إلى جانب النمو المتوقع في الاقتصاد العالمي.
وتوقع بوحليقة أن يكون أداء بورصة قطر خلال العام الجديد 2017 إيجابياً ويزول القلق وسط المساهمين، في ظل العوامل الإيجابية الداخلية لبورصة قطر والتحسن المتوقع أكثر في أسعار النفط.
استثمار مؤسسي
وفي ذات السياق يقول المستثمر والمحلل المالي محمد سالم الدرويش: إنه بالنظر إلى المتغيرات التي حدثت في الاقتصاد العالمي والتوقعات مدعومة بأسعار النفط خلال العام 2017 بفعل اتفاق أوبك التاريخي والخطط الاقتصادية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب التوسعية التي قد تعزز من نمو الاقتصاد الأميركي، إضافة للبيانات القادمة من القارة الآسيوية والتي تعطي مؤشرات جيدة على تعافي الاقتصاد الصيني.
وأضاف: نتوقع أن تشهد السوق خلال مطلع هذا العام عودة للاستثمار المؤسسي مع النظرة الإيجابية على أسواق الأسهم، وقال إنه من المتوقع للبورصة القطرية من الناحية الفنية أن تخترق وتتجاوز مستوى المقاومة الحالي 10500 نقطة وتستهدف مستويات الـ 11 ألفاً وحتى 11400 نقطة، وفي حال جاءت نتائج الأعمال وتوزيعات الأرباح في إطار ما هو متوقع قد تمتد إلى مستويات وتغازل عند 12 ألف نقطة مع دخولنا المرحلة الثانية من إدراج البورصة في مؤشر «فوتسي» شهر مارس المقبل.
وتوقع الدرويش أنطلاقة قوية للمؤشر نحو مستويات 11 ألف نقطة التي يقترب منها حالياً مدعوماً بعدة عوامل إيجابية تدفع به نحو الصعود وتحقيق مكاسب كبيرة وارتفاعات قوية، مضيفاً أن قوة الاقتصاد القطري وتنوعه أعطيا بورصة قطر مناعة في مواجهة الأزمات التي اجتاحت الأسواق. واستطرد قائلاً: «إن توزيعات الأرباح المتوقعة، مع نتائج الشركات المدرجة في البورصة ستكون واحدة من معززات الصعود للمؤشر خلال الفترة المقبلة».
وأكد أن بورصة قطر قوية ومستقرة ولكنها تأثرت مثل بقية أسواق العالم بالتراجع الحاد في أسعار النفط، كما أثرت عليها الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة، وقال إن المرحلة المقبلة من العام الجديد 2017 ستكون افضل من العام المنصرم 2016.
وأشار إلى أن البورصة تشهد تحسناً كبيراً على الرغم من التراجعات التي لحقت بالسوق في الفترات الماضية وقال إن السوق القطرية تتمتع بالاستقرار نسبة لوجود عوامل داخلية إيجابية عديدة في مقدمتها قوة الاقتصاد القطري وتنوعه، وقوة الملاءة المالية للشركات المدرجة في البورصة، فضلا عن توزيعات الأرباح المالية التي يتوقع أن تكون مجزية للمستثمرين. وشدد على أن الاقتصاد القطري قوي ويمتلك كل المقومات واستطاع أن يحافظ على استقرار أداء سوق المال في قطر دون أي خسائر فادحة. وأضاف الدرويش: إن حزمة من العوامل الداخلية الإيجابية ستدفع بالمؤشر نحو صعود إيجابي وكبير خلال الفترة المقبلة والتي من بينها توزيعات الأرباح التي ستفصح عنها الشركات المدرجة في البورصة.
تداول القطاعات
وسجل المؤشر العام لبورصة قطر، أمس، ارتفاعاً بقيمة 43‚168 نقطة، أي ما نسبته 57‚1 بالمائة، ليصل إلى 10 آلاف و83‚927 نقطة.
وتم خلال الجلسة في جميع القطاعات تداول 16 مليوناً و385 ألفاً و512 سهماً بقيمة 484 مليوناً و730 ألفاً و26‚498 ريال نتيجة تنفيذ 5307 صفقات. وذكرت النشرة اليومية للبورصة أن قطاع البنوك والخدمات المالية، الذي شهد تداول 3 ملايين و179 ألفاً و483 سهماً بقيمة 146 مليوناً و943 ألفاً و23‚273 ريال نتيجة تنفيذ 1785 صفقة، سجل ارتفاعاً بمقدار 31‚33 نقطة، أي ما نسبته 12‚1 بالمائة ليصل إلى 3 آلاف و42‚012 نقطة.
كما سجل مؤشر قطاع الخدمات والسلع الاستهلاكية، الذي شهد تداول 507 آلاف و15 سهماً بقيمة 30 مليوناً و342 ألفاً و30‚378 ريال نتيجة تنفيذ 470 صفقة، ارتفاعاً بمقدار 20‚73 نقطة، أي ما نسبته 20‚1 بالمائة ليصل إلى 6 آلاف و72‚183 نقطة. بينما سجل قطاع الصناعة، الذي شهد تداول مليونين و360 ألفاً و943 سهماً بقيمة 98 مليوناً و345 ألفاً و13‚404 ريال نتيجة تنفيذ 863 صفقة، ارتفاعاً بمقدار 01‚10 نقطة، أي ما نسبته 29‚0 بالمائة ليصل إلى 3 آلاف و42‚434 نقطة.
كما سجل مؤشر قطاع التأمين، الذي شهد تداول 65 ألفاً و713 سهماً بقيمة 4 ملايين و51 ألفاً و30‚990 ريال نتيجة تنفيذ 73 صفقة، ارتفاعاً بمقدار 56‚30 نقطة، أي ما نسبته 68‚0 بالمائة ليصل إلى 4 آلاف و93‚538 نقطة.
وسجل مؤشر قطاع العقارات، الذي شهد تداول 7 ملايين و586 ألفاً و777 سهماً بقيمة 155 مليوناً و546 ألفاً و14‚710 ريال نتيجة تنفيذ 1451 صفقة، ارتفاعاً بمقدار70‚78 نقطة، أي ما نسبته 37‚3 بالمائة ليصل إلى ألفين و04‚412 نقطة.
وسجل مؤشر قطاع الاتصالات، الذي شهد تداول مليون و780 ألفا و51 سهماً بقيمة 24 مليوناً و204 آلاف و39‚332 ريال نتيجة تنفيذ 278 صفقة، ارتفاعاً بمقدار 31‚18 نقطة، أي ما نسبته 47‚1 بالمائة ليصل إلى ألف و75‚260 نقطة. بينما سجل مؤشر قطاع النقل، الذي شهد تداول 905 آلاف و530 سهماً بقيمة 25 مليونا و296 ألفا و77‚409 ريال نتيجة تنفيذ 387 صفقة، ارتفاعاً بمقدار 79‚36 نقطة، أي ما نسبته 44‚1 بالمائة ليصل إلى ألفين و91‚597 نقطة. وسجل مؤشر العائد الإجمالي ارتفاعاً بمقدار 52‚272 نقطة، أي ما نسبته 57‚1 بالمائة ليصل إلى 17 ألفاً و51‚680 نقطة.
كما سجل مؤشر بورصة قطر الريان الإسلامي ارتفاعاً بقيمة 18‚69 نقطة، أي ما نسبته 73‚1 بالمائة ليصل إلى 4 آلاف و27‚075 نقطة.. وسجل مؤشر جميع الأسهم المتداولة ارتفاعاً بمقدار 87‚38 نقطة، أي ما نسبته 32‚1 بالمائة ليصل إلى ألفين و67‚987 نقطة. وفي جلسة أمس، ارتفعت أسهم 30 شركة وانخفضت أسعار 7 شركات وحافظت 3 شركات على سعر إغلاقها السابق.
وبلغت رسملة السوق في نهاية جلسة التداول أمس 583 ملياراً و404 ملايين و125 ألفاً و01‚635 ريال.+
copy short url   نسخ
18/01/2017
1212