+ A
A -
أعلنت السيدة أسماء الكواري مديرة مركز أدب الطفل عن إطلاق العديد من البرامج المتنوعة التي يتم تقديمها في إطار إبداعي يطور أدب الطفل القطري خاصة والعربي عامة، تهدف إلى تشجيع الأطفال على القراءة وتعرفهم العادات والتقاليد والموروث القطري بالإضافة إلى دعم المبدعين والمهتمين بأدب الطفل.
وأوضحت الكواري في حوار مع الوطن أنه ورغم حداثة المركز إلا أن الإسهامات التي قدمها في مجال ثقافة وأدب الطفل تعتبر كبيرة، حيث يضع المركز نصب عينيه رؤية قطر 2030 ويعمل على تحقيق ما جاء فيها في مجال الطفل، والمساهمة في المشروع الوطني لتنمية القراءة لدى الأطفال وتشجيع ودعم المعنيين والمهتمين بأدب الطفل والموروث الشعبي لنشر وتقديم القصص الشعبية واستثمارها بصورة إبداعية حديثة وأشارت إلى أن المركز يتعامل مع لا يقل عن عشرة آلاف طفل خلال العام. الجدير بالذكر أن الأديبة أسماء الكواري سلكت درب الكتابة للطفل من خلال عدة كتابات مرتبطة بالموروث القطري.. الكثير من المحاور الهامة التي تطرقنا لها في السطور الآتية..

حدثينا عن المركز ورؤيته في خدمة أدب الطفل؟
- المركز لم تكن فكرته وليدة اللحظة اذ تم إنشاؤه منذ 6 سنوات فكان جل ما نفكر فيه هو توفير ما يليق بالطفل القطري من الأدب ومن هنا بدأت الفكرة في السطوع. أيضا نحن لا نسعى إلى تأليف كتب فحسب للأطفال انما نتطلع إلى ماهو ابعد وأسمى من خلال التركيز على تثقيف المجتمع القطري بما يشمله أدب الطفل من أدب ومسرح وشعر، فليس اهتمامنا منصب في الأدب بل يمتد اهتمامنا إلى مختلف الفنون فجميعها مرتبطة ببعضها البعض. فمركز أدب الطفل يضع نصب عينيه رؤية قطر 2030 ويعمل على تحقيق ما جاء فيها في مجال الطفل، والمساهمة في المشروع الوطني لتنمية القراءة لدى الأطفال وتشجيع ودعم المعنيين والمهتمين بأدب الطفل والموروث الشعبي لنشر وتقديم القصص الشعبية واستثمارها بصورة إبداعية حديثة، فضلاً عن الارتقاء بأدب الطفل وأدب الطفل الشعبي في الدولة من خلال تقديم برامج ملهمة ومبدعة تفتح آفاقا جديدة للتعامل مع الموروث الشعبي وتفعيل دور المراكز مع مؤسسات المجتمع من خلال تنفيذ دورات نوعية ملهمة وتأهيل المتدربين من المهتمين والمعنيين بأدب الطفل والموروث الشعبي، وجعلهم قادرين على الدخول بالطفل لعالم القراءة عن طريق الحكاية الشعبية وترغيب الطفل في القراءة وزيادة استمتاعه وإقباله على عالم القراءة وطرح أفكار ملهمة للتعامل واستثمار الحكاية الشعبية بطرق وأفكار حديثة ومبدعة.

خمسة إصدارات
ما أبرز الإصدارات التي خرجت من مركز أدب الطفل؟
- المركز له تقريبا خمسة إصدارات والسادس سيرى النور قريبا، حيث نسعى بكل ما أوتينا من قوة إلى أن يرتفع عدد اصداراتنا خلال العام ليصل إلى ثلاثة اصدارات ونحن نسير بخطى ثابتة نحو تحقيق هذا الامر. فضلا عن انه لا نعتمد على مجرد تلقين القصة للطفل بدون هدف أو دروس مستفادة، فعلى سبيل المثال هدهد القراءة هو أحد مطبوعاتنا لكتابة الملاحظات ويقدم بشكل طفولي يناسب أعمارهم، فنركز على ما استفاده الطفل في القصة وما الاستنتاجات التي خرج بها من القصة ويقوم بتدوينها فيطلب من الطفل رسم ابرز الكتب التي راقت له وأثرت فيه ومن هنا نؤكد على أهمية غرس حب القراءة في الأطفال منذ نعومة اظفارهم، فقراءة القصص للأطفال قبل النوم تحفز خياله الخصب وتساعدهم على التفكير وتخيل القصص في أذهانهم لجعلهم أكثر قدرة على التخيل والابتكار والتوصل للحلول والتخمين وتوسيع مداركهم الفكرية.
كما أن القراءة بشكل عام توسع مدارك الإنسان وتزيد من ثقافته، وبقراءة الطفل سيتحفز لديه منذ الصغر حبه لهذه العادة ليصير الكتاب رفيق الطفولة الأول له ويستمر حبه له من المهد إلى اللحد، فنحصل على جيل من القراء المثقفين. إذ تستطيع الأم أن تسرد القصص على طفلها منذ الشهور الأولى من عمره فعقل الطفل يكون مهيأ لاستقبال المعلومات والرسائل المنبعثة من البيئة المحيطة به. ومع تطور التكنولوجيا وانتشار المعلومات التي تنهال علينا من كل حدب وصوب يظل الكتاب يحتفظ بقيمته ورقي معلوماته وجمال حضوره خاصة انه يعد من المصادر الموثوقة والهامة التي تمدنا بالمعلومات على عكس الشبكة العنكبوتية التي تحمل زخما معلوماتيا مجهول المصدر ويحتمل الخطأ.
المكتبة المتنقلة
حدثينا عن أهم الأنشطة التي يقيمها المركز؟
- لدينا أنشطة مستمرة على مدى العام فكل سبت يكون الأطفال على موعد مع قصص شيقة، أيضا لدينا برامج تدريبية خاصة للأطفال وبرامج رواية قصة من خلال عمل فني بالإضافة إلى البرامج التدريبية للكبار، حيث يوجد لدينا أيضا برامج تليق بفئة المراهقين من خلال برامج وأنشطة تهتم بفئة المراهقين وتبرز ميولهم للكتابة. علاوة على ذلك يكون لدينا عمل مسرحي في كل عام خاص بالأطفال ويقدم من قبل الأطفال، وحتى الآن قدمنا اربعة اعمال مسرحية ناجحة كما انه يوجد برامج جماهيرية مثل المكتبة المتنقلة والتي تنتقل من مكان إلى آخر فتبيع كتبا لمؤلفين قطريين في مجال أدب الطفل فنهدف إلى إبراز المؤلف القطري وتسويق كتبه اذ يوجد الكثير من المؤلفين المبدعين الذين يجهل القراء إبداعاتهم بسبب عدم الأخذ بأيديهم في سوق الأدب.
تعزيز القيم والعادات
ما مدى اهتمامكم بالموروث الشعبي القطري من خلال أدب الطفل؟
- المركز يهتم بتعزيز القيم والعادات لدى الأطفال وتعريفهم بالموروث القطري من خلال برامج خاصة وفعاليات وأنشطة مثل تقديم أعمال مسرحية تراثية تتعرض للعادات والتقاليد والتراث القطري، كما أن لدينا كتبا عديدة عن الموروث ولدينا برنامج خاص بالتعليم عن طريق الحكايات بالتعاون مع مجموعة من الرواة المتخصصين والذين يقدمون للأطفال حكايات من موروثنا القطري وهذا البرنامج بالتعاون مع المدارس المستقلة. حيث نقدم الروايات التراثية التي قصت علينا من قبل جداتنا وأمهاتنا ولكن بشكل مستحدث بما يتماشى مع روح العصر دون التغيير في المضمون وهو ما تستطيع الام فعله مع ابنائها.
ما ملامح تعاونكم مع الجهات المختلفة بالدولة؟
- يوجد الكثير من المؤسسات الهامة التي تتعاون مع المركز من اجل إبراز أهمية أدب الطفل، من اهم تلك الجهات وزارة الثقافة، أيضا هيئة متاحف قطر بالاضافة إلى المدارس المستقلة التي نجد فيها ثرواتنا من الطلاب والطالبات المحملين بالإبداع.
ما أبرز العقبات والتحديات التي تواجهكم؟
- التطور التكنولوجي الكبير الذي نشهده ربما يكون هو أبرز التحديات، فغالبية الأطفال حاليا يهتمون بالوسائل التعليمية الحديثة مثل الآيباد والأجهزة الكفية وغيرها من الوسائل الحديثة سواء الترفيهية أو التعليمية، وللأسف بات إبعاد الأطفال عن هذه الأدوات أمرا غاية في الصعوبة لذلك نعمل على إيجاد برامج حديثة تتماشى مع هذا التطور الكبير من أجل جذب الأطفال مرة أخرى إلى النواحي التعليمية، ولفتت إلى أن أدب الطفل يستوعب الأصالة والحداثة ويمكننا أن نهتم بالموروث وبالماضي الجميل من خلال البرامج التي أشرنا إليها أو نستخدم الأساليب المتطورة والحديثة من أجل إعداد جيل من الأطفال قادر على مواكبة التطور مؤكدة أنهم لا يستطيعون أن يحاربوا التطور الذي يجري الآن وعن رأيها الشخصي فهي تقول أنا بالنسبة لي أدعو كل أب وأم أن يتواصل مع أبنائه بالطرق التقليدية ويقلل قدر الإمكان من استخدام الأجهزة الإلكترونية فهي تزيد المسافات بين الأطفال وذويهم.
تكثيف الجهود
المسؤولية المجتمعية
برأيك لماذا لاتزال الساحة الأدبية في قطر تفتقر لوجود أدباء يكتبون للطفل؟
- سوف نكون مجحفين في حق الأدباء القطريين إذا قلنا إنه لا يوجد أدباء يتوجهون بكتاباتهم للطفل، ولكن ليست بالنسبة التي نأملها حيث نحتاج إلى تكثيف الجهود نحو أدب الطفل وتقديمه من خلال الكاتب القطري، بالإضافة إلى شعور الكاتب بالمسؤولية المجتمعية تجاه المجتمع. وأضافت: الكتابة لأدب الطفل ليست بتلك الصعوبة التي نجدها في كتابة الروايات للكبار إلا أن الحبكات الصغيرة في أدب الطفل غاية في الاهمية كما أن الكلمات المنتقاة لابد أن تكون بحرص وتأن شديدين حتى لا تؤدي إلى تأثيرات سلبية على نفسية الطفل.
لست كمديرة لمركز أدب الطفل فحسب بل سلكتِ درب الكتابة للطفل.. حدثينا عن تجربتك الفريدة في الكتابة؟
- دخلت عالم الكتابة بمحض الصدفة اذ اني شغوفة بالقصص وأداوم على قراءتها حيث قمت بتطوير احدى القصص حتى أرويها لولدي كما ألّفت قصة تحت عنوان (مملكة الكرنكعوه) حيث بدر إلى ذهني أهمية وجود قصص تحكي عن الكرنكعوه وارتباطها بالتراث القطري كما يوجد عدة قصص قمت بتأليفها الا انها لم تنشر بعد.
وأردفت قائلة: كتاب وادي الحنظل قمت بتأليفه وهو من الكتب التي أعتز بها حيث يحكي عن السياحة القطرية وابرز الاماكن التي تتميز بها ويقدم لهم مجموعة من القيم التي تدعو إلى الاهتمام بالبيئة.
ما نظرتك نحو جائزة كتارا للرواية العربية وهل حققت بالفعل أهدافها في خدمة الرواية العربية؟
- دعيني أتحدث عن جائزة الدولة في مجال أدب الطفل لأنها الاقرب لي فهي تعد ثاني اكبر جائزة في الوطن العربي وأثني على جهودهم في خدمة الرواية فهذه الجوائز عموما ذات أهمية لأنها تشجع الكاتب القطري والعربي على إبراز ابداعاته، الا أنني آمل أن يكون هناك جوائز للاعمال الجماعية حيث لاتزال جوائزنا فردية؛ حتى يكون لدينا اكبر قدر من المبدعين المكرمين فكلما تخلينا عن الفردية كان الانتاج اجمل وأرقى.
كيف تقيمين وجود المرأة القطرية في الساحة الأدبية؟
- استطاعت المرأة القطرية أن يكون لها بصمة مشرفة كعادتها في مجال الأدب فيوجد روائيات وأديبات جهودهن بارزة ومشرقة وآمل أن يكون هناك في المستقبل القريب جمعيات تعنى بالكتاب والروائيين فهذا من شأنه سوف يثري العملية الأدبية ويضيف لنا على الساحة كتابا متميزين.
copy short url   نسخ
13/01/2017
2848