+ A
A -
الدوحة- قنا-تكتسب الزيارة الرسمية لفخامة الرئيس اللبناني العماد ميشال عون لدولة قطر والتي تبدأ اليوم الأربعاء، بناء على دعوة رسمية من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أهمية بالغة، إذ أنها الأولى لفخامته للدوحة عقب تنصيبه بعد شغور كرسي الرئاسة اللبنانية لمدة عامين ونصف العام، كما تشكل محطة لبحث العلاقات بين البلدين الشقيقين وسبل تدعيمها، ومناقشة جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز آفاق التعاون والتنسيق في المجالات كافة.
وكان سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية قد قام بزيارة إلى لبنان في شهر نوفمبر الماضي سلم خلالها رسالة خطية من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى الرئيس عون، تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين ودعوته لزيارة دولة قطر، وجاء في مضامين الدعوة أن سمو أمير البلاد المفدى قال «إن انتخابكم جاء لينهي مرحلة صعبة عاشها لبنان، وأتمنى لفخامتكم كل التوفيق والسداد لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار للبنان الشقيق وترسيخ الأمن والاستقرار في ربوعه، واستعادة مكانته ودوره الإقليمي».
وأكد الرئيس اللبناني، خلال لقائه سعادة وزير الخارجية، أهمية عودة الاستقرار السياسي والأمني إلى بلاده، الأمر الذي يشكل حافزا لعودة رعايا الدول الخليجية لزيارة لبنان.
وترتقي دعوة دولة قطر للرئيس اللبناني لزيارة الدوحة إلى حس عال بالمسؤولية تجاه الأشقاء العرب، ورغبة متجددة في البناء على الأسس التاريخية للعلاقات المشتركة لتكتسي حلة جديدة تضاف إلى تاريخ العلاقات بين البلدين، ولتعزز من أطر التنسيق والتعاون المشترك بما ينعكس إيجابيا على البلدين الشقيقين.
وتتميز العلاقات القطرية - اللبنانية بعمق روابط التعاون والصداقة القائمة على أسس من الثقة والشراكة والرسوخ الممتد إلى عقود خلت، عززت بدورها صفحات مشرقة من العلاقات المشتركة والتي انعكست على البلدين الشقيقين نماء وتطورا وازدهارا ونهوضا في قطاعات مختلفة، ومن المؤمل أن تشكل زيارة الرئيس اللبناني إلى الدوحة والتي وصفها مراقبون لبنانيون بالتاريخية فرصة لمناقشة قضايا المنطقة وتداعيات الأزمات فيها كتلك المتعلقة بمسألة اللجوء، وأهمية مواجهة الإرهاب. وفيما تسعى دولة قطر إلى الوقوف مع الأشقاء في لبنان ومساندتهم ودعمهم بشتى الوسائل، ومن ذلك تأكيد قطر على دعم لبنان من أجل بناء جيش قوي يدافع عن وطنه، وضمان الاستقرار والأمن سعيا لاستقرار اقتصادي، يأمل اللبنانيون أن تشكل زيارة الرئيس عون محطة متجددة تعيد الثقة في لبنان كواجهة استثمارية واقتصادية، وأن يعود لبنان مقصدا للسياحة الخليجية.
وتحرص دولة قطر، قيادة وحكومة وشعبا، على دعم لبنان بكل السبل، فيما يؤكد لبنان وفي غير مناسبة حرصه الدائم على استدامة العلاقات اللبنانية مع دولة قطر وتعزيزها، والبناء على جذورها التاريخية على الصعد كافة، كما تنوه دولة قطر بالدور الإنساني للبنان في استضافة النازحين السوريين.
ومن منطلق الواجب الأخوي والعروبي، وقفت دولة قطر إلى جانب لبنان في مختلف المحطات التاريخية التي مرت بها البلاد، أبرزها رسوخا في الأذهان تلك الجهود التي بذلتها قطر في جمعِ شمل اللبنانيين وإعادة بناء ما دمره العدوان الإسرائيلي في لبنان عام 2006، والدور القطري المؤثر في حل الأزمة اللبنانية من خلال اتفاق الدوحة، الذي ثبّت بدوره اتفاق الطائف، وتوصلت إليه الفصائل اللبنانية عام 2008 منهيا أزمة سياسية عنيفة شهدها لبنان حينذاك.
ومنذ عقود خلت احتضنت دولة قطر الجالية اللبنانية التي عملت في قطاعات مختلفة كالتجارة والصناعة والهندسة والحرف والمقاولات، والإعلام، والفنون، والمحاماة والطب والإدارة، والزراعة، والسياحة والمطاعم، والصحة، والتعليم، وتكنولوجيا الاتصالات، وغيرها لتسهم الجالية بدورها، وبرعاية وتشجيع من دولة قطر، في النهضة الاقتصادية للدولة التي أضحت بيتا كبيرا للمقيمين العرب والأجانب على قاعدة من المساواة والعدل واحترام حقوق الإنسان، فتوطدت العلاقات بين البلدين في صور ثنائية في مجالات الصداقة والأخوة والاقتصاد عبر جمعية رجال الأعمال اللبنانيين والقطريين وغيرها من الأطر المشتركة. وقد سهلت دولة قطر للبنانيين ودعمت إنشاء مدرسة تخدمهم في مجال القطاع التعليمي منذ عام 1975 بعدما تعذر على الجالية اللبنانية تعليم أولادها في لبنان بسبب الحرب، كما لم تدخر دولة قطر جهدا في الدعم الذي لم ينقطع. يذكر أن فخامة الرئيس العماد ميشال عون، هو الرئيس الثالث عشر للبنان، وهو من مواليد عام 1932 وهو عسكري وسياسي ورئيس التيار الوطني الحر، وكان قائدا للجيش من 1984 إلى 1989، وترأس الحكومة العسكرية التي تشكلت في عام 1988. يشار إلى أن الدوحة هي المحطة الثانية للرئيس عون بعد المملكة العربية السعودية في إطار جولته الأولى بعد انتخابه رئيسا للبنان في أكتوبر من العام الماضي.
copy short url   نسخ
11/01/2017
1947