+ A
A -
الموصل- وكالات- فر مئات العراقيين من منطقة المُثنى في شرق الموصل التي تمت استعادة السيطرة عليها عابرين جسرا مُدمرا يمر فوق نهر الخوصر.
ورغم أن المنطقة صارت حاليا تحت سيطرة القوات العراقية قرر السكان التوجه إلى مناطق آمنة خوفا من انتقام تنظيم داعش.
وقال أحد السكان ويدعى غيث أحمد إنه ترك منزله بسبب استمرار قصف قذائف المورتر من جانب مقاتلي التنظيم.
ويوم الجمعة الماضي استخدمت قوات جهاز مكافحة الإرهاب معدات الرؤية الليلية لعبور نهر الخوصر - وهو أحد روافد دجلة ويمر عبر شرق الموصل- وذلك على جسور متنقلة بعدما دمر تنظيم داعش الجسور الدائمة.. وساهمت الضربات الجوية التي نفذها التحالف بقيادة الولايات المتحدة في تسريع وتيرة دخول القوات للمُثنى.
وتقود القوات الخاصة العراقية التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب التقدم إلى داخل الموصل، وهي جزء من حملة تضم 100 ألف جندي تدعمهم قوة جوية أميركية. وتضم الحملة جنودا عراقيين ومقاتلين أكرادا وقوات الحشد الشعبي.
وبعد فترة من التقدم المتقطع في الموصل اكتسبت القوات العراقية زخما في مرحلة جديدة من العمليات بدأت تقريبا مع بداية العام.
وقال مسؤولون عسكريون أمس إن القوات العراقية شقت طريقها في مزيد من الأحياء في الموصل لكن التقدم في جنوب شرق المدينة تباطأ بسبب استخدام تنظيم داعش المدنيين كغطاء.
وقالت الأمم المتحدة إن المصابين من المدنيين توافدوا على المستشفيات القريبة في الأسبوعين الماضيين مع زيادة حدة القتال.
وتسارعت وتيرة تقدم القوات الخاصة في شرق وشمال شرق المدينة في هجوم جديد بدأ منذ مطلع العام الحالي، ووصلت القوات التي تدعمها الولايات المتحدة لأول مرة إلى نهر دجلة الذي يقسم المدينة إلى شطرين.
وقال المقدم عباس العزاوي المتحدث باسم الفرقة 16 «اقتحموا حي الحدباء.. هناك معركة في المدينة».
وأضاف أن السيطرة على الحدباء، وهو حي كبير، ستستغرق على الأرجح أكثر من يوم، وإن التنظيم ينشر مفجرين انتحاريين.
وحققت القوات في الأحياء الشرقية والشمالية الشرقية مكاسب سريعة خلال الأيام الماضية، ولاسيما جهاز مكافحة الإرهاب.
وقال ضباط جيش أميركيون وعراقيون إن تحسين الدفاعات ضد السيارات الملغومة وتحسن التنسيق بين القوات المتقدمة ساعد في التفوق على الدولة الإسلامية.
وقال الكولونيل بالقوات الجوية الأميركية جون دوريان وهو متحدث باسم التحالف للصحفيين في مدينة أربيل بإقليم كردستان العراق «كل يوم تتقدم القوات الأمنية العراقية وكل يوم يتقهقر العدو أو يختبئ».
لكن القتال في الأحياء الواقعة جنوب شرق الموصل كان أكثر صعوبة.
وقال العقيد عبد الأمير المحمداوي المتحدث باسم وحدات الاستجابة السريعة بالشرطة الاتحادية إن التحدي هو أن متشددي داعش يختبئون بين العائلات المدنية، لذلك التقدم بطيء وحذر جدا.
وأضاف أن وحدات الاستجابة السريعة ووحدات الجيش العراقي شقت طريقها داخل حي فلسطين وحي سومر لكن متشددي الدولة الإسلامية كانوا يطلقون النار على المدنيين الذين يحاولون الفرار.
وقال إن العائلات عندما ترى القوات العراقية قادمة تفر من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد باتجاه القوات وهي تلوح برايات بيضاء، وإن المتشددين يقصفونهم بقذائف المورتر والقنابل الحارقة ويطلقون النار عليهم.
وأضاف أن أي حي ينسحب منه المتشددون يقومون بقصفه عشوائيا وأن القصف مكثف.
وذكر الكولونيل دوريان أن المتشددين يختبئون في المساجد والمدارس والمستشفيات ويستخدمون المدنيين دروعا بشرية.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن قرابة 700 شخص نقلوا إلى مستشفيات في مدن واقعة في مناطق يسيطر عليها الأكراد خارج الموصل في الأسبوع الماضي وإن أكثر من 817 شخصا احتاجوا علاجا بالمستشفيات في الأسبوع الذي سبقه.
وقال المكتب «الإصابات بالصدمة مازالت مرتفعة بشدة خاصة في المناطق القريبة من خطوط القتال».
بينما أفاد مصدر عسكري في قيادة العمليات المشتركة بان عناصر تنظيم داعش قامت بتفجير مبان حكومية شمالي الموصل، وقال العميد ذنون السبعاوي لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن عناصر داعش أقدمت على تفجير مبنى دائرة قائممقامية الموصل، ومبنى محافظة نينوى البديلة في منطقة الفيصلية، شمالي الموصل، بعد سرقة كافة محتوياته قبل عملية التفجير، وهروب عناصر داعش من منطقة الفيصلية.
copy short url   نسخ
11/01/2017
1002