+ A
A -
تحقيق - نجوى إسماعيل
لا تغيب الدبلوماسية عن مواقع التواصل الاجتماعي، بل تتخذها منصة للاطلالة على أهم الأحداث ليس السياسية فحسب بل الاجتماعية أيضاً والتي تتعلق بالمجتمع القطري والأحداث التي تجري فيه سواء أكانت رياضية أو ثقافية أو اجتماعية، مما يجعل هذه المواقع صلة وصل مباشرة بين الدبلوماسيين وخصوصاً السفراء وبين الجمهور والمجتمع القطري الذي يتابع اندماج السفراء ببيئتهم ونشاطاتهم التي يشاركون فيها سواء من ضمن مهامهم الدبلوماسية أو نشاطات خاصة تعبر عن انسجامهم بالمجتمع القطري وبعاداته وتقاليده، وكذلك على تأثرهم بهذه العادات واكتسابهم لها، مما جعلهم موضع اهتمام للمتتبعين عبر مواقع التواصل.

وفي الوقت الذي يختار فيه بعض السفراء في الدوحة تويتر باعتباره المنصة الأساسية للتغريد حول أهم الأخبار والأحداث التي يشارك فيها السفير، أو لنشر صور من وحي مشاركات اجتماعية وثقافية قام بها، أو حتى وسيلة عفوية للتواصل بحيث تخلو بعض التغريدات لبعض السفراء من الجدية وتتميز بالعفوية التامة، فإن بعض السفراء يختارون الفيسبوك لنشر صور تتعلق بالأحداث الجارية في قطر وخصوصاً الأحداث السياسية والتي شاركوا بها، كذلك القيام بمشاركة فيديو وصور لأحداث عالمية مهمة أو لأحداث تتعلق ببلد السفير، ويحظى هؤلاء السفراء بأعداد مرتفعة من المتتبعين الذين يتفاعلون مع كافة المنشورات، كما يتفاعلون هم بدورهم مع منشورات معينة لمتتبعيهم من خلال زر الإعجاب أو تعليقات معينة.
«الوطن الدبلوماسي» ألقت نظرة على حسابات السفراء في الدوحة في مواقع التواصل الاجتماعي وعلى أهم ما تتضمنه وأهم النشاطات التي يقومون بها داخل قطر وذلك في التقرير التالي.
تواصل عفوي
بداية، تعتبر السفيرة الأميركية في الدوحة دانا شيل سميث من أكثر السفراء في الدوحة نشاطاً على مواقع التواصل الاجتماعي وبشكل خاص على تويتر، حيث تغرد باللغتين العربية والإنجليزية حول كافة الفعاليات التي تشارك فيها بالدوحة وكذلك الأحداث الدبلوماسية والسياسية داخل قطر وفي أميركا، ولا تخلو تغريداتها من عنصر العفوية حيث تتميز سعادة السفيرة - إلى جانب الاحتراف الدبلوماسي- بالشخصية العفوية التي استطاعت أن تدخل قلوب شريحة كبيرة من المواطنين القطريين سواء الذين التقت بهم أو الذين تتواصل معهم عبر مواقع التواصل ويتابعون حساباتها.
فمنذ لحظة تسلمها لمنصبها كسفيرة لبلادها في قطر، في يوليو 2014، أنشئت سعادتها حساباً على تويتر وافتتحته بتغريدتين باللغة العربية والإنجليزية حيث رحبت بالجميع وعبرت عن سعادتها بأن تحل ضيفة على دولة قطر معبرة عن حماسها لاكتشاف الدوحة ولقاء أهلها.
ولسعادتها شعبية واسعة على حسابها في تويتر، حيث بلغ عدد متابعيها حوالي «16500» متابع، ومع حرصها على التواصل الدائم دون انقطاع مع الجمهور، فقد تمكنت من أن تثير إعجاب الكثير منهم، وخصوصاً المواطنين القطريين الذين اعتبروا أن سعادة السفيرة أصبحت جزءا من المجتمع القطري لكونها تأقلمت بشكل صادق مع العديد من المظاهر والتقاليد كما أنها تغرد باللكنة القطرية حيث حرصت منذ اليوم الأول على تسلم منصبها أن تتعلم اللغة العربية ولكنة أهل البلد، ويساعدها في ذلك فريق في السفارة يدونون أحياناً التغريدات تحت إشرافها، مع حرصها على تعلم كل يوم كلمات قطرية جديدة، تستخدمها عند تواصلها اليومي المباشر مع أبناء من المجتمع القطري.
تفاعل المواطنين
وتحرص سعادة السفيرة سميث على تعلم ثقافة وأصول قطر، ومن أشهر صورها العفوية التي لاقت إعجاباً واسعاً من المواطنين القطريين، كانت صورة عفوية نشرت لها وهي تشرب «الكرك» خلال تشجيع فريق قطر أثناء مباراته مع الصين، حيث كتبت «الكرك جاهز وأنا جاهزة عشان مباراة قطر- الصين، كل التوفيق لمنتخب قطر الذي يمتلك خبرة ومهارات عالية، وحيوا العنابي حيوووه..».
وقد أتت الردود من المغردين القطريين بوصفها بالدبلوماسية الرائعة، وصاحبة الروح العالية، كما قالت إحدى المغردات: أعجبني أنك أصبحت منا وفينا حتى الكرك، وسألها مغرد: هل أنت متأكدة أنك أميركية؟ لأنك عربية كما يبدو وتحبين قطر كما نحبها جميعاً.
وتحتفي سعادة السفيرة الأميركية بكافة الفعاليات والمناسبات الوطنية وخصوصاً اليوم الوطني، كما ترسل تبريكاتها في مناسبات متنوعة مثل الاحتفالات السنوية القطرية، كالأسبوع العالمي لريادة الأعمال، ومهرجان أجيال السينمائي حيث تحرص على حضوره سنوياً، وكذلك مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية، بالإضافة إلى فعاليات فنية وثقافية وأكاديمية متنوعة.
وتولي سعادتها أهمية خاصة لإنجازات المرأة القطرية حيث تبعث بتهانيها إلى كل سيدة تتفوق، مثال على ذلك تهنئة سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني التي فازت بمنصب مجلس أمناء جامعة HBKU، وكذلك أسماء الخليفي التي أكملت زمالة مؤسسة سكوير باتون بوغز، وهدفة المري أول كابتن طيار قطرية وغيرهن من الشخصيات الناجحة.
وفي ما يتعلق بالاستفسارات التي تصلها على حساباتها في مواقع التواصل فبعضها ترد عليه مباشرة، وبعضها الآخر وخصوصاً المتعلقة بالسياسة الأميركية يتم تحويلها إلى مواقع السفارة الأميركية على السوشيال ميديا والتي ترد على الأسئلة نيابة عن سعادتها.
صور دبلوماسية وعائلية
ويتواصل سعادة السفير التركي في الدوحة أحمد ديميروك مع متتبعيه عبر الفيسبوك بشكل خاص، حيث يهتم بنشر قضايا سياسية وأحداث تتعلق بتركيا وفعاليات تربط بين بلاده ودولة قطر، ولا تخلو منشوراته من الجانب الاجتماعي العفوي حيث ينشر سعادته صوراً لفعاليات اجتماعية في الدوحة شارك فيها إضافة إلى صور تجمعه بسفراء آخرين خلال القيام بأنشطة ترفيهية داخل الدوحة كما ينشر من وقت لآخر صوراً لأفراد عائلته خلال مناسبات معينة، وتحظى منشورات سعادته بإعجاب متتبعيه الذين يتركون تعليقاتهم وانطباعاتهم حول ما ينشره في الموقع، وإن كانت أغلبها باللغة التركية فإن إعادة نشر فيديوهات من الإعلام العربي والبلدان العربية تجذب المتتبعين، كما يتفاعل بدوره مع مناسبات معينة لمتابعيه ويعلق على منشورات مهمة تحمل قضايا سياسية هادفة.
اقتصاد وسياسة
ويتواصل سعادة السفير البريطاني في الدوحة اجاي شارما مع جمهوره عبر تويتر حيث يتابعه حوالي 4 آلاف متابع، ويركز على منشورات تتعلق بأهم التطورات في العلاقات بين دولة قطر وبين بلاده، والزيارات الرسمية التي تتم في السلك الدبلوماسي حيث يرفق التغريدة بصورة حول اللقاء أو الحدث، ويحرص كذلك على التهنئة بالمناسبات القطرية مثل اليوم الوطني، والإنجازات التي يقوم بها أبناء المجتمع القطري في مجال الرياضة أو التعليم أو الأعمال.
ولا تقتصر منشورات سعادته على الأحداث الدبلوماسية، بل يحرص على اطلاع الجمهور على مشاركته في أحداث اجتماعية وثقافية حيث ينشر آراءه حول هذه الفعاليات مرفقة بصورة، مثل مهرجان أجيال السينمائي والأحداث الرياضية والأكاديمية.
مواقع للسفارات
وفي السياق نفسه، يتواصل سفراء في الدوحة مع الجمهور عبر مواقع تابعة لسفاراتهم، وليس بأسمائهم الخاصة، حيث يقوم الفريق الإعلامي في السفارات بإنشاء صفحات خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، يتم نشر آخر الفعاليات والقرارات التي صدرت من جانب السفارة أو تطورات تتعلق بالعلاقة والقوانين التي تجمع بين البلدين، وغالباً ما تعتبر هذه الحسابات مرجعاً أساسياً للجمهور الذي يرغب في الاستفسار عن أي تفاصيل أو قرارات صدرت حديثاً تتعلق بالتأشيرات أو بقوانين معينة، وتقوم السفارة بالرد من خلال حسابها على المتتبعين، وتعتبر هذه الوسيلة الجديدة منصة أوسع للتواصل ومباشرة وسريعة أكثر، بحيث يتم الرد في مدة أقصاها 24 ساعة بالنسبة لبعض السفارات، التي أصبحت تدرك أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في تحقيق تواصل فعال مع الجمهور المهتم بهذه السفارة بالإضافة إلى معرفة آرائهم وانطباعاتهم حول الأحداث التي يتم نشرها، والتي لا تقتصر فقط على ما يتعلق بالدوحة بل أحياناً يتوسع الموقع في تفاصيل تتعلق بالبلد وما يجري فيه مما يشكل مصدراً لأبناء هذا البلد الذين يعيشون في قطر، وتهتم بعض المواقع بالنشر باللغة العربية إلى جانب لغة البلد الأم والإنجليزية، بينما تقتصر سفارات أخرى على النشر باللغة الأم واللغة الإنجليزية.
copy short url   نسخ
11/01/2017
1782