+ A
A -
حوار - محمد عبد العزيز
استنكر السيد ناصر إبراهيم المهندي عضو المجلس البلدي المركزي ممثل الدائرة الخامسة والعشرين (الخور)، ما صرح به السيد محمد علي الخوري مدير إدارة الحدائق بشأن وجود حديقة واحدة فقط في مدينة الخور، معتبرا تصريح «المهندي» غير صحيح، ولفت الأخير إلى أن مدير الحدائق لايميز المسميات ولا جغرافيا المناطق. ولم يسمح المهندي بمرور تصريحات الخوري بشأن وضع الحدائق في مدينة الخور مرور الكرام، بل جاء رده من خلال حوار لـ«الوطن» مثقولاً بالأدلة الكافية، مسلطاً الضوء على ملف ميزانية الحدائق ومعلومات الخوري حول التوزيع الجغرافي لحدائق الخور وباقي المناطق، لاسيما الوعود التي وصفها «المهندي» بالأوهام الكبيرة، مطالباً الخوري بـ«عدم الضحك على الذقون».
واستهل السيد «ناصر المهندي» الحوار بالرد على تصريح الخوري بشأن مشاريع إدارة الحدائق العامة في مدينة الخور، مؤكداً على أن مدينة الخور تضم بالفعل حديقة الجلتة التي قامت إدارة الحدائق بإنشائها، وقال إنه منذ أكثر من 30 عاماً لا توجد إلا حديقة واحدة في المدينة.
أما بالنسبة لمنتزه الخور الذي ذكره «الخوري» في حواره، قال المهندي إن المنتزه يعتبر على حدود مدينة الخور، وبعيد عن الكتلة السكانية، ولا يعتبر متنفساً وسط البيوت كما يطمح أهالي الخور منذ سنوات، مؤكداً على أن إدارة الحدائق لم تقم بتنفيذ أية مشاريع من شأنها تخضير وتجميل المدينة في الآونة الأخيرة، لافتاً لجهود برنامج رأس لفان بالتعاون مع بلدية الخور والذخيرة التي يشهدها الجميع. وأشار المهندي إلى أن مدير الحدائق لديه مشكلة جغرافية في نظرة توزيع واستخدام الحدائق على مستوى المناطق في الخور، فالمنتزه بعيد عن قلب الخور، ويأتيها زوار من جميع أنحاء قطر، وهذا لا يمنع افتقاره لمزيد من الخدمات والمرافق.
تصريحات متضاربة
وأكد المهندي أن الخوري على علم تام بتخصيص أراض وميزانيات لإنشاء 12 حديقة في مدينتي الخور والذخيرة، موزعة مناصفة بين المدينتين، لافتا إلى أن هذا ما ذكره مدير الحدائق في حوار صحفي لإحدى الصحف، قائلا: «لقد صرح واعترف بتخصيص 6 حدائق من نصيب الخور، وإعلانه بشكل صريح هذا العدد، فكيف لا توجد حديقة واحدة حتى الآن في المدينة؟». وأشار المهندي إلى أن الخوري صرح في حواره لصحيفة محلية نشر في نوفمبر 2015، أنه سيتم إنشاء 59 حديقة جديدة بتكلفة 1.5 مليار ريال، وأنه سيتم إنشاء 12 حديقة مناصفة بين الخور والذخيرة، قائلا: «الآن لم نر شيئا من كلامه».
وضرب المهندي مثلا يعكس تصريحات مدير الحدائق من عامين قياساً على الواقع قائلا: «لوكانت تلد لرأيت صغارها».
الأراضي موجودة
ولما كانت الحجة بالحجة أكد المهندي على وجود الأراضي وتخصيصها لإنشاء حدائق، وهذا أيضاً ما أكده مدير إدارة الحدائق في تصريحاته نهاية 2015، إذن توجد الأراضي ولا توجد المشاريع المزعومة، قائلا: «أهالي الدائرة يسائلون ممثلهم في المجلس البلدي ويعرضون له تصريحات المسؤول ووعوده بتخصيص حدائق للمدينة، ويتهمون العضو بعدم متابعة الأمر، بالرغم من عكس ذلك»، وأضاف: «الخوري يواصل الضحك على ذقون المواطنين، وأنصحه بأن أهل قطر لا ينخدعون بالتنويم التكتيكي وإبر البنج، مؤكداً أن كل تصريحاته أوهام».
وقال المهندي إنه حان الوقت للرد على مدير الحدائق، وتصريحه بأن كلامي غير صحيح، بالعكس، الكلام صحيح 100%، ومعي الدليل وهو حواره مع جريدة محلية عام 2015م.
ولفت إلى أن تصريحاته كانت نتيجة وجود وتخصيص أراض وتسليمها لإدارة الحدائق لبدء التنفيذ، وعند هذه المحطة نرى الإجراءات تقف وتتعطل.
منتزه الخور
وعقب السيد ناصر المهندي، ممثل دائرة الخور، على تصريحات الخوري المصحوبة بالفخر بحد وصفه، بأن المنتزه استغرق إنشاؤه فترة تعادل أطول حرب في العالم، 8 سنوات من الإنشاء، مؤكداً أن هذا المنتزه الذي يعتبر مصدر فخر لإدارة الحدائق يفتقر للخدمات إلى يومنا هذا، بالرغم من التكاليف الباهظة لهذه الحديقة الكبيرة، والتي تبلغ أكثر من 250 مليون ريال.
الخط الموازي
وسلط المهندي الضوء على أكبر مشاريع الحدائق في الخور التي تبنتها جهود لا علاقة لها بإدارة الحدائق التابعة لوزارة البلدية والبيئة، وأبرز مثال على ذلك برنامج رأس لفان للتواصل الاجتماعي، الذي أنشأ حديقة تواصل، حيث قامت بتخصيص وتصميم وتنفيذ وافتتاح حديقة خلال سنة واحدة فقط، وهي أكبر من حديقة «الجلتة» التي نفذتها إدارة الحدائق أضعاف الأضعاف، ولو كانت مسندة لإدارة الحدائق لما انتهت حتى اليوم، قائلا: «إشراف البلدية على المشروع يختصر ثلاثة أرباع التكلفة والمدة المحددة للتنفيذ..سبحان الله!».
وعمق المهندي الجرح الذي تعاني منه إدارة الحدائق، إذ أشار لمشاكل الإدارة مع المقاولين وافتقارها للحول الذكية و«الفن» على حد وصفه.
الأمن والسلامة
و يضرب المهندي على وتر الأمان في حدائق إدارة الحدائق، قائلا: «لقد وقع حادث في حديقة الجلتة وكان مروعاً للأطفال هناك، حيث شهدت حريقاً داخل الحديقة أدى لاحتراق أحد أعمدة الإنارة، وفوجئنا بأن جميع طفايات الحريق فارغة، ورجال الأمن تدخلوا لإنقاذ الموقف، ولكن المصيبة هي تصرف عمال الحديقة الذين عزموا على إطفاء نار عمود الإنارة بالماء، فكان الموقف على شفا حفرة من مصيبة وكارثة قد تلحق بخسائر بشرية».
ميزانية الحدائق
واتجه المهندي بدفة الحديث لمقترح المهندس حمد لحدان المهندي نائب رئيس المجلس البلدي المركزي الخاص الذي قدمه للنقاش في اجتماع البلدي التاسع والعشرين، مشيراً إلى أنه تقدم من قبل بطلب لسعادة وزير البلدية والبيئة، وتمت الموافقة عليه، بشأن توفير دورات المياه الذكية الإلكترونية، على كورنيش الخور، من أجل تخفيض تكاليف البناء ووضع حلول ملائمة لكافة الظروف المالية، والبيئية أيضاً. وأكد المهندي على أن المجلس البلدي يخرج بتوصيات ويعرض مقترحات ذكية ويمكن تنفيذها، وبالفعل هناك العديد من المشاريع تم تنفيذها بشأن الحدائق وخدمة المناطق على مستوى الدولة، وهو أكبر دليل على أن إدارة الحدائق لا تقوم بدورها المنوط.
أسعار خيالية
السيد ناصر المهندي في معرض حديثه أشار لنقطة هامة للغاية، متعلقة بمراقبة الأسعار والتكاليف في إنشاء الحدائق داخل قطر، قائلا: «تكاليف إنشاء الحدائق في قطر ضخمة ما يؤكد لنا أن الشخص الذي يراقب الأسعار وتكاليف الإنشاء غير موجود على أرض الواقع.. فربما يكون في جزر القمر؟!»، في إشارة إلى مشروع حديقة التواصل في الخور الذي تم تنفيذه من قبل برنامج رأس لفان للتواصل الاجتماعي، وهي أكبر من حديقة الجلتة التي نفذها الخوري وربعه، بحسب قوله، وبتكلفة أقل من ربع القيمة التي أهدرت في الأخيرة.
وتساءل المهندي، لماذا تهدر إدارة الحدائق الوقت والمال ولم تخرج بالجودة المطلوبة ولا الصيانة ولا المتابعة ولا جودة الأمن والسلامة، وفي المقابل نرى جهود الشركات الوطنية والمؤسسات الأخرى يظهر جلياً في مشاريع الحدائق، التي يتم إنجازها بسرعة وبتكلفة أقل وجودة أفضل؟ مؤكداً بقوله: «هناك شيء خاطئ في إدارة الحدائق».
الجودة والصيانة
وعلى مستوى الجودة يرى المهندي أن جودة المواد التي استخدمها برنامج رأس لفان للتواصل الاجتماعي، في مشاريع الحدائق في الخور، أفضل بمراحل عن جودة مشاريع إدارة الحدائق. أما الصيانة.. فلا توجد، وأكبر دليل على ذلك حريق الجلتة، فلم نر خطة لتأمين ومراقبة الحديقة والسيطرة على مشاكل الأمن والسلامة داخلها، مشيراً إلى أنه لاتوجد غرفة تحكم داخل الحديقة، لذلك تعتبر عارية من التأمين.
نقبل العذر
المهندي قال إن أهالي الخور فرحوا بتصريحات «الخوري» في نوفمبر 2015 بشأن إنشاء 6 حدائق، واليوم لا توجد ولا حديقة هناك، وفي الوقت ذاته لا توجد شفافية بشأن أسباب تأجيل أو تعطيل تلك المشاريع المعلنة، قائلا: «نحن نقبل العذر بشأن الموازنة إذا تحققت الصراحة والشفافية، ولكن لانقبل إبر البنج التي تخدر الرأي العام من حين لآخر، ونفيه لتصريحه بشأن إنشاء حدائق..كذب».
سمعاً وطاعة
الخوري في حواره لـ«الوطن» رأى أن علاقة العضو بالمواطن «سمعاً وطاعة»..وهو ما أكده السيد ناصر المهندي في حواره لنا إذ قال: «نحن نفتخر بأن تكون علاقة عضو المجلس البلدي بالمواطن سمعاً وطاعة، وما يراه الخوري نقصاً، نراه فخراً، فهي الساعة المباركة التي نخدم فيها المواطن ونلبي رغباته، فلقد أقسمنا قسماً بتلبية احتياجات المواطن وتحقيق تطلعاته».
أي اختلاف؟!
لا أعتقد أن هناك أي تناقض بين مطالب أهالي الدوائر وممثليهم من أعضاء البلدي، فعن أي اختلاف تتحدث، هكذا قال السيد ناصر المهندي رداً على تصريح السيد محمد الخوري مدير الحدائق، إذ قال الأخير إن طلبات أهالي الدوائر مختلفة عن مطالب الأعضاء، وعلق المهندي بأن عضو المجلس البلدي لا يغرد خارج السرب، فهو سمعاً وطاعة للمواطنين والمقيمين في دائرته.
رسالة نمطية
تلك الرسالة التي يبعثها مدير الحدائق قائلاً فيها: «لا نستطيع أن نقوم بعمل ذلك على أساس الموازنة»، وهي جملة نمطية ومكررة، هذا مايقوله المهندي تعقيباً على خطابات الخوري للمجلس البلدي، مبدياً استيائءه من عدم تلبية نداء المجلس البلدي أكثر من مرة.

تذكرة سفر
ويعد المهندي من خلال حواره بتذكرة سفر ذهاب فقط إلى دبي على حساب المجلس البلدي للسيد محمد الخوري مدير إدارة الحدائق، لرؤية حدائقها، ومشاريع التشجير هناك، ومن ثم يقيس ذلك على وضع الحدائق في قطر، مشيراً إلى أن الوضع الراهن يرجعنا للعصر الحجري، والدليل على ذلك مشاريع الحدائق اليوم التي باتت أراضي صخرية وحجرية.
علة الموقف
ورأى المهندي أن الدفاع والمطالبة بنشر الحدائق في المناطق سواء في الخور أو أي منطقة على مستوى الدولة، هو حق المواطن قبل عضو المجلس، فهي المتنفس للمواطن والمقيم والزائر والسائح، وأثرها على صحة الإنسان والبيئة كبير، وكل الدراسات والإحصائيات العالمية تؤكد على ضرورة تخضير المدن، والعالم بأجمعه يتجه للون الأخضر وصداقة البيئة لردع الأمراض، وتعزيز صحة الإنسان، وأثر ذلك ومردوده على العمل والإنتاج والابتكار.
وأكد المهندي على أن دائرته تفتقر لحديقة، تلك المساحة الخضراء الجميلة التي تنعش النفوس، لاسيما كونها مطلباً أساسياً للأهالي مواطنين ومقيمين، الذين يسكنون الخور.
أجندة الخوري
وقال المهندي: «إن نصيب ثاني أكبر مدن قطر لم يزد على 0.015 % من إجمالي حدائق قطر وفقاً لما أعلنته وزارة البلدية والبيئة، بأن مجموع حدائق قطر 87 حديقة نهاية 2016 بعدما كانت 47 حديقة فقط 2010، وتم زراعة 37 ألف شجرة سدر ونباتات بيئية..».
وقال المهندي لـ«الوطن» إن تصريحاته بشأن إنشاء حدائق تضليل وأوهام كبيرة، والمواطن سئم من تلك التصريحات والتلميحات.
وأكد المهندي على أنه يجب توجيه إدارة الحدائق إلى المسار الصحيح، ولا مجال للمجاملات تحت قبة المجلس البلدي، فلا مجاملة لوزير ولا موظف، وما دار من نقاش حول الحدائق شيء لم يتعد المستوى التقليدي والعادي من النقاش.
وسلط المهندي الضوء على عدم استجابة الخوري لنداء المجلس أكثر من مرة، متسائلاً: «لماذا يتهرب الخوري من المجلس البلدي؟».
دور المجلس
ممثل الخور السيد ناصر المهندي رد على الخوري بشأن تصريحه حول دور أعضاء المجلس الرقابي والإشرافي فقط، مؤكداً أن دورهم لا يعتبر تنفيذياً، إذ قال المهندي: «لا يصح من مسؤول أن يقول هذا الكلام، ويفترض أن يتكلم عن المجلس البلدي بأسلوب أفضل».
وأكد المهندي أن المجلس البلدي صاحب قرار في مسألة الحدائق، فعضو المجلس هو حلقة وصل بين المواطن والمسؤول، وهناك كثير من الهموم يتحملها ويطالب بها لأجل أبناء وسكان دائرته، وعندما نطلب مسؤول كمدير إدارة الحدائق لمناقشة موضوع الحدائق ويتهرب، فهو يهرب من مواجهة مطالب المواطنين.
copy short url   نسخ
11/01/2017
2478