+ A
A -
عواصم- وكالات- رسم رئيس المجلس المحلي في حلب صورة مأساوية للاوضاع بشرق المدينة، بتأكيده مقتل أكثر من 800 إضافة إلى إصابة ما بين 3000 و3500 في الستة والعشرين يوما الماضية. بينما واصل المدنيون المحاصرون، إرسال نداءات استغاثة إلى المجتمع الدولي من أجل فتح معابر إنسانية وإجلاء الجرحى من المناطق التي يحاصرها جنود النظام السوري والمليشيات الشيعية المدعومة من إيران.
ويتكدس حوالي 200 ألف مدني في بضعة أحياء تسيطر عليها المعارضة شرقي حلب، في ظل حصار مطبق من الأرض، وقصف جوي من طائرات النظام السوري والطيران الروسي، فيما تمكن آلاف المدنيين من الانتقال إلى مناطق سيطرة النظام.
وقال رئيس المجلس المحلي في حلب إن أكثر من 800 لقوا حتفهم وأصيب ما بين 3000 و3500 في الستة والعشرين يوما الماضية.
وتمكّنت وكالة الأناضول من الحديث بصعوبة مع محمد خليفة، أحد المدنيين المحاصرين شرقي مدينة حلب، عبر الإنترنت، الذي أطلق صرخة استغاثة للمجتمع الدولي من أجل إنقاذ الوضع المأساوي للمدنيين تحت الحصار، وفتح معابر إنسانية.
وقال خليفة: «وضع حلب أسوأ من السيئ، لم تشهد المدينة في تاريخها مثل هذا الشيء، نحن نتعرض لكافة أنواع الهجمات.. الإنسانية ماتت، والضمائر غائبة، لا أحد يفكر بالمدنيين».
وأشار خليفة إلى العجز الذي أصيب به الدفاع المدني في إنقاذ المدنيين وتضميد جراحهم، بسبب غياب الإمكانات والدعم.
من جهتها اعلنت اللجنة الدوية للصليب الاحمر إجلاء أكثر من 150 مدنيا، غالبيتهم مرضى أو معاقون، ليل الاربعاء - الخميس من مركز طبي في حلب القديمة إثر سيطرة قوات النظام عليها.
وقالت اللجنة أمس ان الصليب الاحمر نقل أيضا جثث 11 شخصا قتلوا خلال المعارك التي شهدتها المنطقة قبل أيام وكانت في المبنى.
وتمت العملية بالاشتراك مع الهلال الاحمر السوري، وبعد ساعات على سيطرة قوات النظام على احياء حلب القديمة وانسحاب مقاتلي المعارضة منها.
وأوضح الصليب الاحمر ان دار الصفاء هو دار للعجزة اساسا، لكن جهز لاستقبال مرضى يعانون من اضطرابات نفسية أو جسدية. كما لجأ اليه عشرات المدنيين، وبعضهم جرحى.
وقالت مسؤولة اللجنة في سوريا ماريان غاسر في البيان ان الاشخاص الذين تم اجلاؤهم «بقوا عالقين على مدى أيام عدة بسبب عنف المعارك»، مضيفة ان «عددا كبيرا منهم غير قادر على التنقل ويفترض ان يتلقوا علاجات خاصة. لا بد ان الأمر كان رهيبا بالنسبة اليهم».
وكانت المنظمتان تحاولان إجلاءهم منذ الثلاثاء، لكنهما أجبرتا على إرجاء العملية بسبب المعارك. وجاء في البيان «للأسف، بالنسبة إلى بعض هؤلاء، وصلت العملية متأخرة: توفي 11 منهم... إما بسبب المعارك وإما بسبب نقص العلاج».
وواصل قوات النظام السوري مدعومة من مجموعات مسلحة موالية لها أمس تقدمها نحو الاحياء الاخيرة التي لا تزال تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، في محاولة لتحقيق «تحول في مجرى الحرب»، بحسب ما وصفه الرئيس السوري بشار الأسد.
ومن شأن استكمال النظام المدعوم من روسيا وإيران، سيطرته على ثاني المدن السورية ان يشكل نكسة كبيرة للمعارضة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن المعارك تركزت في احياء صلاح الدين وبستان القصر.
وباتت قوات النظام تسيطر على ثمانين في المائة من الاحياء التي كانت تحت سيطرة الفصائل المقاتلة منذ 2012، تاريخ انقسام المدينة بين الطرفين.
وتعتبر حلب حاليا الجبهة الرئيسية في نزاع تسبب على مدى أكثر من خمس سنوات بمقتل اكثر من 300 ألف شخص وتشريد أكثر من نصف السكان. ونددت منظمة «سيف ذي تشيلدرن» غير الحكومية المدافعة عن الاطفال بتحول «عشرات آلاف الاطفال» في حلب إلى «أهداف سهلة». كما توقفت مديرة المنظمة سونيا خوش في بيان عند وضع النازحين من حلب و«اشخاص يسيرون في الشوارع من دون أي شيء إلا ملابسهم لتقيهم من البرد»، منتقدة غياب أي تحرك دولي.
copy short url   نسخ
09/12/2016
1989