+ A
A -
تعد الفكرة، هي أساس كل شيء، وبخاصة الفكرة المبدعة والمبتكرة للمنتج أو المشروع، ولتحقيق هذه الفكرة التي تطرأ على أذهان اصحاب الأعمال، يبذلون كافة الجهود المضنية والعمل عليها ليل نهار، بالاضافة إلى التكاليف المادية الكبيرة، من أجل تحويل هذه الفكرة إلى شيء ملموس على أرض الواقع. ويعاني رواد الأعمال وصولا إلى اصحاب المشاريع الكبيرة من مشكلة مؤرقة تتجدد باستمرار وهي سرقة هذه الافكار واقتباسها، ومن ثم إعادة إنتاجها مرة أخرى بتغييرات طفيفة، لمنع الملاحقة القانونية، ويقول عدد من أصحاب المشاريع في حديثهم مع «الوطن الاقتصادي» إنه على الرغم من تسجيل رائد الأعمال المبتكر لفكرته وحمايتها عبر إجراء كافة الخطوات المطلوبة، إلا انه تقف تحديات ان يتم اقتباس فكرة المنتج، وتحويل تفاصيل غير جوهرية، في الابتكار ومن ثم إعادة إنتاجه مرة أخرى.


وأكدوا على انه في حالة تسجيلك لبراءة اختراع لمنتجك كرائد أعمال، يمكن مقاضاة من يسرق فكرتك، وبهذا تكون قد قمت بحماية منتجك بشكل أو بآخر، معربين عن ثقتهم في الجهات المختصة مثل إدارة حماية حقوق الملكية الفكرية بوزارة الاقتصاد والتجارة، وانها قادرة على ملاحقة كل من يقوم بسرقة هذه الافكار والمنتجات لاصحاب المشاريع.
بداية، قال محسن الشيخ، رائد الأعمال ومبتكر،IS CHECKS PRINTER، آي سي وهي طابعة شيكات ذكية جوالة، تعمل على تجنيب العملاء الأخطاء الشائعة في صياغة وملء الشيكات الشخصية: «من الأهمية البالغة أن يقوم كل رائد أعمال ومبتكر لمنتج معين بالعمل والشروع سريعا في تسجيل براءة الاختراع لمنتجه وحفظ العلامة التجارية، حتى يتسنى له مقاضاة من يقوم بسرقة أفكاره».
وحذر الشيخ من الاقتباسات والسرقات التي يقوم بها عدد من الافراد في الصين، قائلا: «الصينيون عباقرة في التقليد والاقتباس للافكار، وقيامهم بوضع تغيير بسيط شكلي على الفكرة أو المنتج، ومن ثم يقومون بمباشرة الإنتاج فوريا، لذلك يجب ان يحتاط رائد الأعمال المبتكر، على الحفاظ على سرية المعلومات والبيانات وأسرار المنتج لنفسه ولا يضعها مجانا أمام الناس، حتى يتجنب الخسائر المادية والاقتصادية والمعنوية كذلك».
واشار إلى أهمية قيام رائد الأعمال بشراكة مع احدى الشركات الكبرى ويعمل ضمن إطارها القانوني، وهنا سيتمتع رائد الأعمال صاحب المنتج المبتكر بحماية هذه الشركة وتصبح له أذرعها القانونية التي تلاحق كل من يسرق فكرته وهذا ايضا بالاضافة إلى قيامه بتسجيل منتجه في الجهات المختصة.
ولفت إلى انه كمثال شركة آبل، تعمل على نظام مغلق والكود البرمجي له مشفر، ولهذا من الصعب ان يتم اختراقه أو التلاعب بإنتاج نفس النظام بنفس القوة مرة اخرى، وهذا بخلاف ما لديها من شهادات لبراءة الاختراع.
وحول رواد الأعمال، الذين لديهم منتجات أو افكار ونفذوها على هيئة مشاريع حقيقية على ارض الواقع دون ان يكون مشروعهم يندرج تحت براءات الاختراع، ولكنه مشروع مميز، فيمكن ان يكون موقعهم على الانترنت ونشره في الجرائد المختلفة، وايضا اذا كان مسجلا علامته التجارية في الجهات المختصة، فكل هذا يعمل على حمايته نوعا ما من السرقة، ويمكنه إرفاق هذه الاوراق على انه صاحب الفكرة والمشروع والمنتج أولا قبل غيره ويمتلك كافة الحقوق، بالاضافة إلى ان يذهب إلى احد مكاتب المحاماة لمساعدته.
واشار الشيخ إلى انه «في حالة تسجيل براءة الاختراع لمنتج ما، فعلى الشخص ان يضع كافة الاعتبارات والتفاصيل الدقيقة لحماية فكرته ومنتجه، فيجب عليه ان يصف في ورقة التسجيل لبراءة الاختراع، ما يمكنه من الحفاظ على حقوقه الأدبية والفكرية، في شكل المنتج ولونه وطريقة عمله، وايضا يضع في حسبانه اذا قام احد بسرقته وتسجيله كمنتج جديد في احد البلدان الاخرى انه قد يقوم باضافة تفاصيل صغيرة أو تغيير لونه، فهنا يجب عليه ان يراعي هذه الافكار ويضعها في الوصف، حتى يستطيع استرداد حقه وملاحقة كل من تسول له نفسه على سرقة منتجه المبتكر».. مضيفا: «يجب ان يتحرى رواد الأعمال من اصحاب المنتجات المبتكرة والمسجلة كبراءة اختراع الدقة في طريقة وصفهم للمنتج وان تتم كتابتها باللغة العربية ومن ثم تتم ترجمتها إلى اللغة الانجليزية وغيرها من اللغات بحسب المنتج نفسه».
وأثنى الشيخ على الجهات المعنية في الدولة مثل وزارة الاقتصاد والتجارة وإدارة حماية حقوق الملكية الفكرية، معربا عن تفاؤله في ان يكون هناك اتفاق مع الوزارة ومع المنظمة العالمية للملكية الفكرية أو ويبو (WIPO)- والتي هي منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة، تعمل من أجل حماية الحقوق الملكية الفردية للأفراد، لافتا إلى ان ذلك سيعمل على أنه بمجرد التسجيل لبراءة الاختراع في قطر، تصبح لها قوة حماية عالمية كبراءة اختراع.
مشكلة مؤرقة
قال مبارك الهاجري، رائد الأعمال، حول كيفية حماية المنتج من السرقة، ان «هذه مشكلة تؤرق الكثير جدا من رواد الأعمال، وتعمل على تخويفهم من سرقة مشروعهم وفكرتهم التي اوجدوها بأنفسهم، خاصة اذا كانت منتجا أو اختراعا جديدا».
واضاف: الاختراع الجديد يمكن ان يكون أكثر حفاظا على حماية فكرته، بخاصة اذا تم تسجيله في مكتب براءة الاختراع، من الجهات المختصة في قطر، وحتى في دول مجلس التعاون الخليجي، وفي حالة تسجيلك لبراءة اختراع لمنتجك كرائد أعمال، يمكن مقاضاة من يسرق فكرتك، وبهذا تكون قد قمت بحماية منتجك بشكل أو بآخر.
واشار الهاجري، إلى انه على الرغم من تسجيل رائد الأعمال المبتكر لفكرته وحمايتها عبر إجراء كافة الخطوات المطلوبة، إلا انه تقف تحديات ان يتم اقتباس فكرة المنتج، وتحويل تفاصيل غير جوهرية، في الابتكار ومن ثم إعادة إنتاجه مرة أخرى، وهذا ما نراه في المنتجات الصينية، والتي تتلهف ان يصدر شيء جديد ومبتكر ليعاودوا طرحه بتكاليف اقل وبجودة متدنية جدا في الكثير من الاحيان، لافتا إلى ان السوق والشريحة المستهدفة هنالك تكون أكبر من السوق في قطر.
وتحدث عن الخسائر المادية والمعنوية التي تلحق بصاحب الاختراع والابتكار من رواد الأعمال، والذي قد يكون قضى الأيام والليالي الطوال يسهر على مشروعه ومنتجه حتى يرى النور، ومن ثم يأتي من يسرق هذا المجهود المضني، وثمرة هذا التعب والكفاح، على طبق من ذهب، ويقدمه بصورة مشابهة ولكنها مسروقة في النهاية، لافتا إلى ان إجراءات التقاضي والملاحقة القانونية ربما تأخذ زمنا طويلا..مضيفا: «تكون المشكلة أكبر في حالة اذا لم يكن المنتج موثقا ومسجلا قانونيا كعلامة تجارية وله براءة اختراع، فلا يمكن حينئذ المطالبة بالحقوق واستردادها كاملة».
واشار إلى انه في بداية مشواره مع ريادة الأعمال وضع احد الافكار وشرع في التنفيذ ولكنه وجد أشخاصا آخرين لديهم نفس الفكرة، فقام بتغييرها واتجه إلى مشروعه «SHOPPIN «والذي يعد منصة مجتمعية لإعلام المتسوقين عن المبيعات والعروض الترويجية في مناطقهم وأحيائهم».
وأكد الهاجري انه من الاهمية في حالة عدم رغبة رائد الأعمال وصاحب المشروع الصغير والمتوسط، في ان يقوم بتسجيل براءة اختراع أو ان مشروعه لا يدخل ضمن نطاق هذه الشريحة، فهنا رائد الأعمال في سباق مع الزمن فهو إما ان يصمد ويثبت ذاته ومشروعه يحقق النجاح أو يلتهمه الآخرون، بخاصة الذين يملكون إمكانات مادية تفوقه.

خسائر مادية ومعنوية
من جهته، اكد رائد الأعمال علي السعدي، انه من الصعوبة ان يتم تتبع من يقوم بسرقة فكرة المنتج أو المشروع اذا كان خارج البلاد وذلك في حالة كون المنتج غير مسجل كبراءة اختراع أو كعلامة تجارية مسجلة في الجهات المعنية، وقال: «من الاهمية ان تكون العلامة التجارية أو براءة الاختراع موثقة في الجهات المحلية وايضا عالميا، وهذا يعمل على الحفاظ على حقوق الشخص من السرقة، ويتفادى الخسائر المادية والاقتصادية لمشروعه ومنتجه».
واشار السعدي إلى ان هناك العديد من الجهات التي تساعد رائد الأعمال وصاحب العلامة التجارية أو براءة الاختراع، وتقوم على حمايته، وتقديم يد المعونة والمساعدة، مثل وزارة الاقتصاد والتجارة، وايضا بنك قطر للتنمية، وغيرهما.
واكد ان من الخسائر التي تلحق برائد الأعمال وصاحب المشروع الذي يتعرض لسرقة منتجه، هي ليست فقط خسائر مادية واقتصادية فادحة، وانما ايضا خسائر معنوية، لذلك يجب التشديد على معاقبة من يقوم بسرقة فكرة المنتج والمشروع اينما كان، وملاحقته قانونيا وقضائيا.
copy short url   نسخ
29/05/2016
3527