+ A
A -
سجلت أسعار الذهب أدنى مستوى لها في ثلاثة أشهر خلال الجمعة الماضي، وزادت خسائر المعدن النفيس بعدما قالت جانيت يلين رئيسة مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) إن البنك قد يرفع أسعار الفائدة خلال شهور إذا استمر تحسن الاقتصاد، وهي تصريحات دعمت الدولار. وتراجع الذهب 1% في المعاملات الفورية إلى 1208.9 دولار للأوقية (الأونصة) نهاية الأسبوع الماضي، متجها بذلك لتسجيل خسارة أسبوعية ستكون الأكبر منذ مطلع نوفمبر الماضي، بعدما أشار محضر اجتماع المركزي الأميركي الذي نشر الأسبوع الماضي إلى أن رفع الفائدة ربما يكون عاجلا وليس آجلا.


يأتي ذلك وسط استعدادات كبيرة للعديد من التجار ومحلات تجارة المجوهرات بالسوق المحلي لموسم الصيف والإجازات بطرح العديد من العروض، والمنتجات لاستقطاب شرائح المستهلكين، حيث يؤكد هؤلاء في حديث لـ«الوطن الاقتصادي «أن موسم الصيف والإجازات من المواسم المهمة لمبيعات الذهب بالسوق المحلي وبالخليج عموما. وتوقعوا أن تسجل المبيعات نموا بما لا يقل عن 20% خلال الفترة المقبلة، وذلك بناء على الإقبال الذي يلقاه المعدن الأصفر في هذه الفترة إلى جانب الأسعار المشجعة للشراء والتي تبقى دون 1250 دولارا للبرميل». وأضافوا أن حركة المبيعات تتحسن بشكل واضح في النصف الأخير من العام وبداية العام الموالي، وأنه بناء على ذلك فإنه من المتوقع حدوث نشاط قوي فيما يتعلق بمبيعات المعدن الأصفر والمشغولات الذهبية في الأشهر الأربعة الأخيرة من العام، مع حركة جيدة في شهور الصيف، وفترة الإجازات. كما توقعوا أن يتصدر العيار «21» المبيعات وذلك بناء على درجة الاقبال الاعتيادية له، يليه العيار «18» الذي يعتبر ثاني أكثر العيارات طلبا بالسوق.
في هذا الإطار يقول علي العبادي مسؤول «شركة العبادي للمجوهرات» إن شهور الصيف وموسم الإجازات ورمضان من الفترات المهمة للمنافسة وتعزيز المبيعات في السوق المحلي، متوقعا أن تسجل المبيعات نمو بين 20 و25%، بفضل الإقبال المتوقع خلال هذه الفترة التي تعتبر من الفترات المهمة لتجار الذهب والمشغولات الذهبية بالخليج. وأشار العبادي إلى استعدادات الشركة للصيف من خلال طرح تشكيلة من المجوهرات لتلبية احتياجات المستهلكين، لافتا إلى أن الأسعار الحالية للمعدن الأصفر تعتبر مشجعة للشراء وقريبة من مستوياتها للعام الماضي.
وأضاف: سوق الذهب بالمنطقة يعتمد بشكل كبير على مواسم معينة وموسم الصيف من هذه المواسم المهمة لمبيعات الذهب بالسوق المحلي وبالخليج عموما، وذلك بفضل حلول الإجازات الصيفية وارتفاع نسب أعداد المسافرين لبلدانهم، وزيارة الأهالي، كما تكثر بهذا الموسم أيضا المناسبات والأفراح التي تعتبر هي الأخرى محركا رئيسيا لمبيعات المعدن الأصفر بالمنطقة بشكل عام، وذلك لما يحتله الذهب من مكانة لدى أهالي المنطقة.
وتابع العبادي: حركة المبيعات تتحسن في الشهور الأخيرة من العام امتدادا للشهور الأولى من العام التالي، ولذلك فإننا نتوقع حدوث نشاط متميز في المبيعات في الأشهر الأربعة الأخيرة من العام، مع حركة جيدة في شهور الصيف، وفترة الإجازات.
وحول تأثر القوة الشرائية بتراجع أسعار النفط قال علي العبادي: إن التراجع الذي شهدته أسعار النفط، لم يؤثر على مستويات الإقبال التي كان يشهدها المعدن الأصفر بالسوق. مشيرا إلى أن أسعار الذهب هي الأخرى تتأثر بالطلب والعرض وقد تراجعت أسعارها بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة وهو ما ساهم في الحفاظ على تحقيق نسبة من المبيعات معتبرة، أضف إلى ذلك أن الذهب يعتير من الأصول الاستثمارية الجيدة في الأوقات العصيبة.
وتوقع مسؤول «شركة العبادي للمجوهرات» أن يتصدر العياران «21» و«18» قائمة المبيعات بالسوق المحلي نظرا للطلب الكبير لاسيما على العيار «21» الذي يأتي في الصدارة في كل المواسم لاسيما من الجنسيات العربية التي تقدم على شراء هذه العيارات بشكل كبير.
يشار إلى أن متوسط سعر الغرام الذهب عيار «21» في السوق المحلي يصل حاليا «123.6 ريال»، فيما يبلغ سعر الغرام من عيار «18» «105.9 ريال». بينما سجل سعر الغرام عيار «22» «129.52 ريال». وسجل سعر الجرام من العيارات الأخرى «24» و«14» و«10» نحو «141.2 ريال» و«82.4 ريال» و«58.8 ريال» على التوالي. ومن الجدير بالذكر أن الأسعار المذكورة تضاف إليها كلفة مصنعية على مستوى السوق المحلي، وتختلف هذه الكلفة حسب العيار ومكان الصنع، حيث تضاف كلفة مصنعية إلى عيارات 21 و22 من 20 إلى 30 ريالا للمجوهرات المستوردة، وما بين 10 و15 ريالا لتلك المصنعة محليا، وتضاف إلى سعر جرام الذهب عيار 18 كلفة مصنعية بـ40 ريالا. ويعتبر العياران الأخيران «10 و«14» من العيارات غير المنتشرة في السوق مثل بقية الأصناف الأخرى؛ حيث يعرضهما عدد محدود من المحلات التي يقبل عليها المقيمون من بلدان المغرب العربي وأوروبا.
مواسم مهمة
بدوره يرى فايز بايزيد مسؤول بأحد محلات الذهب بالسوق المحلي إنه يتوقع ارتفاع الإقبال على المعدن الأصفر في الفترة المقبلة لاسيما مع حلول إجازة الصيف والتي تعتبر من المواسم المهمة للسوق، موضحا أن الفترة الحالية تشهد إقبالا جيدا إلى حد ما، ويتوقع أن يرتفع إلى الأفضل خلال الأشهر المقبلة. وأشار بايزيد إلى أن مبيعات سوق الذهب لا تزال جيدة، حيث سجلت خلال الفترة الماضية ارتفاعاً ملحوظا، واصفا هذه الزيادة بالمرضية. وقال إن ارتفاع الاقبال المتوقع في الفترة المقبلة ومع حلول إجازة الصيف سيساهم في رفع مبيعات المعدن الأصفر بلاشك، لكنه أشار إلى أنه من الصعب تحديد نسبة معينة لكنها تبقى أعلى من 20% عموما. وأوضح أن هذا النمو في المبيعات سيكون مدعوما باستقرار الأسعار المحلية وزيادة الطلب الملحوظ، بفضل الأحداث والفعاليات خلال فترة الصيف، والتي تشمل موسم الأعراس، ورمضان، فضلاً عن الإجازات والهدايا.
ولفت بايزيد إلى أن العيار من نوع 21 ظل يتصدر المبيعات بالنسبة لمحله وذلك بفضل الاقبال الذي يشهده مقارنة بباقي العيارات الأخرى، موضحا أن عددا كبيرا من المواطنين والمقيمين يقبلون على شراء هذا العيار إضافة إلى العيار من نوع 22، موضحا أن أغلب المشغولات الذهبية المتوافرة في السوق المحلية يتم استيرادها من الخارج وتتنوع بين إيطاليا والكويت والبحرين والسعودية وسنغافورة وتركيا، مؤكدا حرصهم على توفير أرقى موديلات الذهب والمجوهرات العالمية وكل ما هو جديد في عالم الذهب والمجوهرات.
إقبال كبير
ويتفق تاجر الذهب حمد المنهالي مع العبادي وبايزيد بخصوص أهمية موسم الصيف لتجار الذهب وأصحاب المحلات بالسوق المحلي والخليجي بشكل عام، مؤكدا أن الإقبال على شراء المشغولات الذهبية خلال موسم الإجازات يعتبر من أفضل المواسم محليا وخليجيا. وأضاف المنهالي: موسم الإجازات من بين أهم المواسم التي تنتعش فيها عمليات الإقبال والشراء بفضل الهدايا التي يحرص البعض على اقتنائها معه خلال إجازته لذويه وأقرانه، وموسم العيد هو الآخر من المواسم المهمة لهذه المناسبات، وهذا كله سيلعب دورا مهما في رفع نسبة مبيعات الذهب بشقيه الأصفر والأبيض في الفترة المقبلة.
وأشار المنهالي إلى أن الذهب لايزال الخيار الأفضل والأول أمام المتسوقين من المقيمين في الدولة، لافتا إلى أن السوق القطري يتمتع بالتنوع في هذا المجال، ووجود العلامات التجارية العالمية المتعددة.
وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة انتعاشا في مبيعات العيارات «21» و«18»، موضحا أن هذين العيارين من العيارات التي تلقى رواجا كبيرا في السوق القطري وهي متوافرة بأغلب المحلات الموجودة بالسوق. واوضح أنه على أساس المفاضلة بين العيارات وحجم نمو مبيعاتها فإن يتوقع أن تكون مبيعات الذهب من العيار «21» الأفضل نموا، يليه العيار «18»، ليأتي بعد ذلك العياران «22» و«24» في المرتبة التي تليهما حيث يلقيان رواجا مقبولا إلى حد ما. وكانت أسعار الذهب قد سجلت مكاسب بلغت 21% منذ بداية العام، مدعومة بتوقعات بأن البنك المركزي الأميركي أبطأ وتيرته المتوقعة لزيادات الفائدة بحسب تقارير عالمية. ليحقق بذلك مكاسب فاقت التوقعات حيث حقق ارتفاعات متتالية بدأت من بداية العام من مستوى 1066 دولارا حتى وصلت إلى أعلى مستوى لها شهر أبريل الماضي فوق مستوى 1300 دولار للاونصة وفى كل هذه الارتفاعات كان هاجس رفع أسعار الفائدة هو المسيطر على نفوس المستثمرين لان الاسواق تدرك جيدا أن أي تحسن في قيمة الدولار يكون العكس في قيمة أونصة الذهب.
وتؤكد التقارير أن الذهب سيظل فوق مستوى 1200 دولار في أسوأ الظروف التي يمكن ان تكون في حالة رفع الفائدة مثلا لمرتين متتاليتين أو رفع الفائدة بنسبة اكبر من 25 نقطة أساس، أما عكس ذلك فسيظل الذهب في صعود وان كان بوتيرة اضعف من الفترة الماضية، وسوف يساعد على هذا حرب العملات الحالية التي تكون فيها القرارات السيادية للبنوك المركزية الطابع الأقوى من آليات السوق من عرض وطلب. وذكرت هذه التقارير أن المستثمرين مازالوا متمسكين بالذهب والاستمرار في حيازته رغم مخاوف ارتفاع أسعار الفائدة. أما عكس ذلك فسيظل الذهب في صعود وإن كان بوتيرة أضعف من الفترة الماضية، مما يساعد على ظهور حرب العملات الحالية التي تكون فيها القرارات السيادية للبنوك المركزية الطابع الأقوى من آليات السوق من خلال العرض والطلب.
copy short url   نسخ
29/05/2016
2304