+ A
A -



قلاع ومساجد ودحول وشواطئ وقرى تراثية قديمة، كلها مواقع تنتظر دورها في الاهتمام من الجهات المتخصصة بالسياحة والتراث، فقطر غنية بالمواقع التاريخية والتراثية والتي لو تم الاهتمام بها ستنعش السياحة الداخلية بشكل كبير وستجذب الكثير من السياح من خارج قطر.. الاهتمام بالتراث كان ولا يزال الهم الاساسي للهيئة العامة للسياحة التي شددت على ضرورة الالتفات إلى هذا الجانب الذي تتميز به قطر وتحويل كافة المواقع التراثية إلى اماكن سياحية لخلق بصمة خاصة بهذه الدولة تميزها عن باقي دول العالم، وتجعلها بعنصري التراثة والثقافة جاذبا فعليا للسياح الاجانب تحديداً الذين يبحثون عن تجربة ثقافية بعيداً عن العمران والمظاهر العصرية والتي لا تفتقر اليها الدوحة ابداً ولكنها تشترك بها مع دول العالم المتقدمة، بينما تتميز بتاريخها التراثي وطابعها الخاص، والحديث عن هذه المواقع لا ينتهي وان كان بعضها قد نال الحصة الأكبر من الاهتمام الا أن هناك الكثير من المواقع مغمورة وتشكل قيمة تاريخية كبيرة يمكن ان تتحول إلى مواقع سياحية هامة.


الوطن الاقتصادي قام بجولة في عدد من هذه المواقع التراثية لتبيان اهميتها لو تم استغلالها سياحياً وتحويلها إلى مراكز تتمتع بالخدمات والمرافق الكافية التي تجعل منها مواقع سياحية جاذبة للسياح المحليين والاجانب.
مساجد أثرية
في قطر مساجد اثرية كثيرة، تنتشر في مناطق مختلفة خارج الدوحة وقد صمدت تلك المساجد امام الزمن لوقت طويل، حيث تشهد على تراث غني لدولة قطر، ولا بد من الالتفات إلى هذه المساجد دون استثناء وترميمها يعتبر هدفاً رئيسياً للقيمين على التراث ويمكن ان تتحول تلك المساجد إلى مزارات سياحية لو تم التركيز عليها وعلى المواقع التي تضمها.
وقد قام الوطن الاقتصادي بزيارة احد المساجد المهملة ويقع في منطقة ام الشبرم، التي تعتبر منطقة تراثية تضم الكثير من المعالم التاريخية، والمسجد قديم جداً وتبدو أهميته التاريخية جلية من خلال جدرانه الصلبة وموقعه الهام ولكن كان من الصعب العثور على أي معلومات عنه لغياب اللافتات التي تعرف به، كما يتبين من خلال جولة داخل وحول المسجد ان هناك اهمالاً يعاني منه فهو مهجور تغطي الشرائط الكهربائية والنفايات أرضه كأن أحدا لم يدخله منذ عقود، ترميم المسجد مهمة اساسية وتحويله إلى مزار سياحي امر سيحول منطقة ام الشبرم بالكامل إلى منطقة سياحية تراثية لكونها تحتضن الكثير من المواقع الاخرى، ولا شك أنه يختزن الكثير من المعلومات والحكايا والأصالة أيضاً.
الدحول.. قيمة سياحية
تعتبر الدحول التي تشتهر بها قطر معالم هامة لو تم استغلالها سياحياً فهي ستجذب اليها الكثير من السياح المحليين والاجانب حيث تنفرد قطر ودول الخليج بظاهرة الدحول التي تنتج عن ذوبان الكتل الصخرية المحلية بفعل مياه الأمطار وعوامل التعرية، ويوجد في قطر عدة دحول، أهمها دحل الحمام، دحل المسفر ودحل مظلم، وتتمتع جميعها بمميزات تجعل منها مشاريع سياحية محتملة. ومن هذه الدحول دحل المسفر الذي زاره الوطن الاقتصادي في جولة خاصة ويقع في روضة ام الشبرم جنوب غرب قطر، ورغم انه يفتقد إلى الرعاية الا انه يعتبر مزاراً للسياح حيث يتوجهون اليه لاستكشافه، مما يطرح امكانية توفير مرافق وخدمات سياحية في هذا الموقع مما يتيح للزوار والعائلات زيارته وقضاء يوم كامل فيه.
دحل المسفر، يزوره العديد من الناس، الجميع يرغب في استكشاف المكان والتقاط صور نادرة فيه، لكنهم للأسف لن يعثروا على الكثير من المعلومات حوله، سوى ما ترصده أعينهم، حتى اسم الدحل سيكون من الصعب اكتشافه، نظراً لغياب أي لافتة تشير اليه، هذا بالاضافة إلى خطر الكسارات المحدق بالمكان، حيث يمكن أن تقترب منه في أي وقت وتردمه، لذا لا بد من الالتفات إلى هذا الموقع التاريخي والاهتمام به ليتحول إلى مزار سياحي ذي مستوى هام ما يسهم في حماية تراث قطر وابرازه إلى العالم.
قلاع تراثية
تتمتع قلعة الزبارة بجمال عمراني مميز، يجذب اليه الكثير من السياح فلا نكاد نزورها يوماً الا ونجدها عامرة بالزوار الذين يتعرفون من خلالها على تاريخ قطر ويلتقطون الصور التذكارية مع عائلاتهم، كما كان لقلعة الزبارة مكانتها في اطلاق العلامة التجارية لهيئة السياحة في نهاية العام الماضي، حيث احتوى الفيديو وكتيبات السياحة والدعايات الاعلانية على صور عديدة لقلعة الزبارة مما يدل على أهميتها الكبيرة، ولا بد من ان نذكر أنها مدرجة في قائمة التراث العالمية.
ورغم العناية التي تحظى بها قلعة الزبارة من قبل الجهات المختصة الا أن زوار الموقع يشكون من غياب الخدمات وأماكن الترفيه والمطاعم بحيث يستريحون ويقضون وقتاً أكثر في التعرف على القلعة ودخولها أكثر من مرة، مما يؤثر على حيوية المكان والجو السياحي فيه، ولا شك أن هناك خططاً عديدة لتحسين الخدمات في كافة المواقع السياحية في قطر، نظراً للمرحلة التي تقبل عليها قطر سياحياً والاهتمام الواسع بهذا القطاع، وذلك يتحقق بوجود نشاطات وخدمات متنوعة للصغار والكبار.

مناطق منسية
في دولة قطر توجد قرى ومناطق قد لا يعلم بوجودها الكثيرون، رغم روعتها التي تكمن في القيمة التاريخية التي تجسدها، من ناحية البيوت القديمة، المساجد، القلاع، ومثال على ذلك قرية زكريت التي تقع على الساحل الغربي لقطر، وتتمتع بكل تلك المرافق القديمة، وبامكانها ان تتحول إلى موقع سياحي رائع وخصوصاً لوجود الشاطئ الرملي فيها.
وكذلك تسحر مدينة الخور كل من يزورها، فخلال جولة لـ الوطن الاقتصادي فيها يتبين جمال الطبيعة والشاطئ وخصوصاً نباتات القرم والتي تضفي سحراً خاصاً عليها، وهذه المدينة لو استغلت سياحياً فستجلب اليها الكثير من الزوار المحليين والأجانب.
وتتمتع هذه المدن والقرى بشواطئ مميزة لا بد من استغلالها حيث طرح عدد من الخبراء افكاراً كثيرة تتعلق بتطوير الشواطئ في قطر، حيث اقترح البعض أن يتم الاستفادة من هذه الشواطئ ليس فقط لاقامة منتجعات عامة بل ايضاً لاقامة شواطئ خاصة للنساء والعائلات، خصوصاً وأن المجتمع القطري محافظ وبالتالي لا بد من تخصيص اماكن ترفيهية للنساء يمارسن فيها نشاطات رياضية ترفيهية ويعتبر الشاطئ الفكرة الأمثل، وحول ذلك قالت أحلام المانع رئيسة لجنة رياضة المرأة في قطر إنه لا بد من اقامة قرية خاصة للنساء، يعتبر الشاطئ الخاص احد مرافقها اضافة إلى مولات تجارية وقاعات نسائية للحفلات وغيرها، مؤكدة أن مثل هذا المشروع سيغطي نقصاً كبيراً في قطر حيث تتجه القطريات إلى دول مجاورة من أجل الاستمتاع بمثل هذه المشاريع كما من شأنه ان يجذب اليه سائحات من الدول الخليجية المجاورة ودول عربية.
ولفتت المانع إلى أن نوادي مثل هذه لا شك تترك اثراً على الواقع السياحي للبلد، فهي اولاً تنمي السياحة المحلية وتوفر على العائلات القطرية والسيدات مصاريف السفر من اجل الحصول على هذا النوع من الخدمات، كما ستوفر الوقت والجهد وستفيد البلد اقتصادياً، وكذلك، تجذب هذه النوادي السياح من الخارج حيث لو تم انشاء النادي بمواصفات متطورة وعالية المستوى فانه سيكون عنصراً اساسياً لجذب السياح من دول الخليج والمنطقة للاستمتاع بمزايا هذه المرافق وأيضاً لعقد المؤتمرات والاجتماعات النسائية.
كما قال احمد الكواري – رجال اعمال، إن الأولوية يجب ان تكون لاقامة شواطئ عامة في قطر كونها بلدا تحيط به الشواطئ من كل حدب وصوب، معتبراً ان هذه الشواطئ تنشط السياحة الداخلية وتعرف الناس اكثر بالمدن والقرى التي تتواجد فيها، حيث يفترض استغلال الشواطئ في تلك المناطق لتنشيط الحركة فيها ولتشجيع السياحة الداخلية ولجذب ايضاً زوار من الخارج ليتعرفوا على الجانب التراثي لدولة قطر وليستمتعوا في الوقت نفسه بالبحر وشواطئه.
مساهمة السياحة بالاقتصاد
تشير التقديرات الأولية حول أثر القطاع السياحي على الاقتصاد المحلي القطري إلى وصول المساهمة المباشرة لقطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي عام 2013 إلى 13.6 مليار ريال (3.7 مليار دولار أميركي)؛ أي 4 بالمائة من الاقتصاد القطري غير النفطي. ويصل إجمالي مساهمة القطاع إذا أخذت في الاعتبار التأثيرات غير المباشرة، إلى 28 مليار ريال (7.6 مليار دولار)، أي ما يمثل نسبة 8.3 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الوطني غير النفطي، ويؤثر القطاع وبشكل كبير على سوق العمل المحلي، حيث يوفر 61 ألف وظيفة داعمة للقطاع بشكل مباشر في حين يوفر القطاع وظيفة واحدة من بين كل 11 وظيفة على المستوى العالمي.
وتعمل قطر على تنويع اقتصادها، حيث تسعى الدولة إلى وصول الإنفاق السياحي فيها إلى 10.7 مليار دولار بحلول العام 2030. وذلك ضمن استراتيجية قطر الوطنية لقطاع السياحة 2030 التي اطلقتها الهيئة العامة للسياحة بتاريخ 23 فبراير والتي اعلنت مكانة قطر كوجهة سياحية عالمية وتطمح هذه الاستراتيجية إلى وضع دولة قطر على خريطة السياحة العالمية والترويج لثقافة وقيم وتقاليد شعبها.
copy short url   نسخ
29/05/2016
3129