+ A
A -
الدوحة- قنا- عقد في الدوحة أمس الاجتماع رفيع المستوى للمديرين العامين والرؤساء التنفيذيين لهيئات الطيران المدني في منطقة الشرق الأوسط، والذي تلى انعقاد القمة الثالثة لسلامة الطيران لمنطقة الشرق الأوسط التي نظمتها على مدار اليومين الماضيين الهيئة العامة للطيران المدني بدعوة من المكتب الاقليمي لمنظمة الطيران المدني الدولي (ايكاو).
وشارك فيها ممثلون عن هيئات الطيران المدني في 12 دولة اقليمية وعدد من المنظمات الاقليمية والعالمية وأصحاب المصلحة في مجال صناعة الطيران.
وألقى سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات، كلمة في افتتاح الاجتماع، أعرب فيها عن سعادته باستضافة هذا الاجتماع الذي يمثل أحد أهم الأحداث التي تقام في المنطقة لمناقشة أبرز القضايا والمستجدات والخطط ذات الصلة بقطاع الطيران.. مؤكداً أنه يوفر الفرصة لالتقاء صناع القرار والمسؤولين من قطاع الطيران المدني في المنطقة لتبادل الخبرات والتجارب والأفكار الجديدة.
وأشار سعادته إلى زيادة حركة الخطوط الجوية المنتظمة لنقل الركاب في إقليم الشرق الأوسط على مدى العقد الماضي.. معبراً عن ارتياحه للإحصائيات الصادرة في هذا الشأن والتي تعبر بوضوح عن أداء اقتصادي متين لمنطقتنا متوقعاً استمراره.
وأضاف سعادة الوزير «انه بالرغم من التطورات المتلاحقة التي تشهدها صناعة الطيران المدني، فإنه ثبت أن هذه الصناعة تواجه تحديات كبيرة يأتي على رأسها التحديات الخاصة بسلامة وأمن الطيران المدني».. موضحاً أن تنفيذ وإنفاذ جميع النصوص ذات الصلة بالسلامة والأمن في اتفاقية الطيران المدني الدولي وملاحقها وقرارات الجمعية العامة لمنظمة الطيران المدني، أمر أساسي في مجال السلامة الجوية وأمن الطيران.. وقال «إن هذه الوثائق مجتمعة تشكل الإطار التنظيمي الذي لا غنى عنه للنقل الجوي العالمي، ويجب على الجميع اتباعها لتحقيق أفضل مستويات السلامة والأمن».
ولفت سعادته إلى أن السلامة في مجال الطيران المدني تمثل أهمية بالغة، باعتبارها من أهم مفردات منظومة الطيران المدني، ونهجا يسعى لجمع السبل للحد من أخطار النقل الجوي.. قائلاً «إن الأهداف التي يسعى الاجتماع إلى تحقيقها هي أهداف سامية».. مؤكداً أنها ستؤدي إلى تحقيق أعلى معدلات السلامة الجوية في منطقة الشرق الأوسط.
تبادل الخبرات
وقال سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي «مما لاشك فيه أن القمة الثالثة لسلامة الطيران المدني التي عقدت على مدى اليومين السابقين، شكلت منتدى هاما لتبادل الخبرات والتجارب بين الدول، والمنظمات الدولية والإقليمية، وجميع شركاء سلامة الطيران، ومزودي الخدمات، وأصحاب المصلحة في صناعة الطيران.. وجميعنا يدرك أن تحسين سلامة الطيران العالمي أمر أساسي لضمان فعالية النقل الجوي ليستمر في تأدية دور رئيسي في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في جميع أنحاء العالم».
وأضاف سعادته «ومع التوقع بتضاعف الحركة الجوية في السنوات القادمة، فإنه يجب أن تتم معالجة مخاطر السلامة الحالية والناشئة بشكل استباقي لضمان تحقيق الإدارة المثلى للقدرات والإمكانيات المتاحة، ودعمها من خلال التطوير التنظيمي الاستراتيجي وتطوير البنية التحتية، وعليه فإنه من الضروري أن تستمر الدول والتكتلات في تركيزها على إنشاء وتحديث ومعالجة أولويات السلامة في الوقت ذاته الذي يتم فيه تشجيع التوسع في قطاع النقل الجوي».
وقد استعرض الاجتماع الوضع الحالي لسلامة الطيران بالمنطقة والتحديات الراهنة في هذا المجال، كما اطلع على تقرير نتائج القمة الثالثة لسلامة الطيران بالشرق الأوسط وتطبيق استراتيجية السلامة التي تنطوي في إطار الخطة العالمية للسلامة الجوية.
وأكد الاجتماع أهمية تنفيذ بنود «إعلان الدوحة» الذي أقره الاجتماع الثالث لمديري الطيران المدني في إقليم الشرق الأوسط العام الماضي وتضمن التعهد بالدعم والتنفيذ الفعال للخطة العالمية لسلامة الطيران واستراتيجية السلامة لمنطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى تنفيذ برنامج عمل اجتماع مجموعة السلامة وتحقيق أهداف السلامة الإقليمية والعالمية.
وركز الاجتماع على مبادرة المنظمة العالمية للطيران المدني «لعدم ترك أية دولة خلف الركب» والتي تنص على ضرورة الارتقاء بقطاع الطيران المدني في مختلف دول العالم نحو الحد الأدنى من معايير الأمن والسلامة والخدمة والبيئة والبنية التحتية.
السلامة الجوية
من جهته، قال سعادة السيد عبدالله بن ناصر تركي السبيعي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، في تصريح على هامش الاجتماع، إنه من الأهمية بمكان أن يكون هناك تواصل مستمر بين كافة الاطراف وأصحاب المصلحة في مجال السلامة الجوية.. مؤكداً في الوقت نفسه انه تم تشكيل مجلس للخبراء في السلامة الجوية في منطقة الشرق الاوسط لتبادل الخبرات بين كافة الدول.
وأضاف «حتى الدول ذات الامكانيات المحدودة، فإنه لزاما على الدول المتقدمة في مجال السلامة الجوية أن تقوم بتقديم العون والمساعدة لتلك الدول وذلك من اجل حفظ سلامة الاجواء في المنقطة».
وردا على سؤال حول تطبيق معايير السلامة الجوية في منطقة الخليج والشرق الاوسط، أوضح السبيعي أن منطقة الخليج والشرق الأوسط تعتبر من افضل المناطق في دول العالم في تطبيق شروط السلامة والأمن الدولية، وفي تحديث وتجهيز المطارات، إضافة لإجراءات إضافية يتم تطبيقها بالتوافق مع كافة الأطراف المعنية.. موضحاً أن هدف الاجتماع هو التركيز على هذه المنطقة لأهميتها، بالإضافة للتوصل بشكل توافقي إلى معايير قياسية في مجال سلامة الطيران.
وعن الطائرات القادمة من دول أخرى وتطبيقها لشروط السلامة، أكد سعادة رئيس الهيئة العامة للطيران المدني أنه لا يسمح بنزول أو عبور اية طائرة في دولة قطر إلا إذا كانت متوافقة مع انظمة السلامة، كما يتم التأكد من أن الطائرات القادمة مطابقة للمواصفات وتتبع كافة إجراءات السلامة، وذلك قبل دخولها للأجواء الاقليمية لدولة قطر، وذلك من أجل حفظ الأمن والسلامة الجوية.
وحول الاتفاقيات الموقعة بين دولة قطر والدول الأخرى في مجال الطيران وحقوق النقل، قال سعادته «توصلنا الآن لتوقيع أكثر من 157 اتفاقية نقل جوي مع دول العالم، كما تم على هامش القمة توقيع اتفاقية مع المملكة العربية السعودية الشقيقة لتحديث حقوق النقل لتتماشى مع متطلبات الناقلة الوطنية».
وأضاف «نحن نتجه إلى ابرام اتفاقيات مع كافة دول العالم الاعضاء في منظمة الطيران الدولي وهي 191 دولة، وقد توصلنا حتى الآن لتوقيع اتفاقيات مع 157 دولة، ونطمح للمزيد، مع تركيزنا على دول البحر الكاريبي ودول أميركا اللاتينية».
copy short url   نسخ
27/05/2016
2376