+ A
A -
ترجمةـــ عبدالرحمن زروق




مع الضربات المتلاحقة التي تتلقاها داعش في العراق تتوقع الدول الغربية عودة أعداد كبيرة من الإرهابيين الذين خبروا المعارك واستطاعوا النجاة بأنفسهم منها لكنهم يشكلون قنابل موقوتة في أوطانهم التي يبدو أنها لم تتعلم من دروس الماضي القريب.. أي غير مستعدة لمواجهة تلك الأخطار.. ويحذر ديك سكوف منسق آلية مواجهة الإرهاب في هولندا من أوضاع حرجة مع عودة هؤلاء المقاتلين الذين سيتواصلون حتما مع المتطرفين في أوروبا، وفقا لما نقلت عنه ( نيويورك تايمز)..
وفي الوقت الراهن يحكم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة حصاره على المعاقل الرئيسة لتنظيم الدولة الإسلامية وبالتحديد الموصل في العراق والرقة في سوريا، ولهذا فإن مجموعات مواجهة الإرهاب ستكون مشغولة بالمئات من المقاتلين الناجين، في بحر السنوات الخمس المقبلة..
وقد عاد المئات من المقاتلين بالفعل إلى أوروبا منذ 2014، ولكن المخاوف تنصب على عودة واسعة النطاق في ظل تشديد الضغط على الموصل والرقة، بينما يعترف بعض من كبار قادته بقرب الانهيار المحتوم، ولهذا فإنهم ينظرون في استراتيجيات جديدة تستهدف خصوصا تهديد أوروبا من عدة جبهات..
وتحذر الجهات المختصة بمحاربة الإرهاب من مخاطر عديدة. ومؤخرا اعتقلت السلطات الألمانية ثلاثة سوريين بسبب شكوك أنهم على علاقة بخلية داعش التي نفذت انفجارات باريس، وكان قد تمت مراقبة هؤلاء لمدة شهرين بعد وصولهم إلى ألمانيا بجوازات سفر تم تزويرها في ذات الورشة التي زورت جوازات مرتكبي هجمات باريس..
وفي مؤتمر أمني خلال سبتمبر الجاري في واشنطن قال مسؤول في المخابرات الأميركية إنه على الرغم من أن الحلفاء الأوروبيين قد احرزوا تقدما ملحوظا فيما يتصل بتبادل المعلومات بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة في باريس وبروكسل، إلا أن دولا كثيرة لا تزال لديها سجل مختلط من التقدم.
وقد اعترف مسؤولون أميركيون وأوروبيون بقلة حيلتهم في مواجهة الدهاء الإلكتروني لمقاتلي تنظيم الدولة الذين يستخدمون الرسائل المشفرة في تحركاتهم. فعندما يعود المقاتلون إلى أوروبا، حيث توجد مسبقا خلايا لداعش، فإنهم يجرون اتصالاتهم من خلال الشبكة القائمة حاليا، ولهذا يظلون بعيدين عن الرصد، إلى أن يتمكنوا من تنفيذ هجوم.
وتعكس الكثير من العمليات التي تم تنفيذها خلال الستة أشهر الماضية في أوروبا الغربية والولايات المتحدة حقيقة أن العائدين من داعش سيظلون عنصرا نشطا في استراتيجية تنظيم الدولة الإسلامية بعد فقدانها السيطرة على مواقع في سوريا والعراق.
ويتوقع مسؤولون أميركيون استعادة الموصل والرقة في غضون شهرين أو ثلاثة، ما يدفع الكثيرين من المقاتلين الأجانب إلى مواجهة خيارات صعبة، فينما سيترك بعضهم القتال، فإن آخرين سيشكلون تحديات. ويقول بيتر نيومان من المركز الدولي لدراسات التطرف والعنف السياسي في كلية كنجز كوليتج: «ليس هناك من يود أن يكون الجندي الأخير في ميدان المعركة عندما يصل العراقيون والأكراد والأميركيون». ومع ادراك المقاتلين أن داعش لم تعد هي المنتصرة، فإن توقعات نيومان تقول بعودة الأغلبية إلى تركيا، ومنها إلى الأوطان، بينما يعمد البعض الآخر إلى الالتحاق بحرب أخرى.
وعلى كل فليست الدول الأوروبية وحدها هي التي ستواجه هذه الأخطار، فقد حذر وزير الدفاع الفرنسي مؤخرا أن مقاتلي داعش قد يهربون إلى مصر أو تونس بعد طرد التنظيم من سرت الليبية..
وقد انخفض عدد الإرهابيين الأجانب الذين يتدفقون إلى العراق وسوريا، وكانت ذروة هذه الحركة 2000 مقاتل شهريا، لكنها تتراجع حاليا إلى مجرد نسبة ضئيلة من ذلك الرقم، بسبب الهجمة المضادة على الإرهابيين المحتملين في الدول الغربية، وأيضا بسبب فقدان التنظيم للوهج الذي كان يحيط به..
copy short url   نسخ
22/10/2016
2312