+ A
A -
رحب العميد محمد سعد الخرجي، مدير الإدارة العامة للمرور بموافقة مجلس الوزراء على مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون المرور الصادر بالمرسوم بقانون رقم (19) لسنة 2007؛ والذي يُلزم بموجبه سائق المركبة الميكانيكية بعدم الانشغال أثناء السياقة باستعمال أي جهاز سواء باليد أو اللمس أو المشاهدة؛ ويمنع الأطفال دون العاشرة من الجلوس بالمقاعد الأمامية للمركبة أثناء سيرها على الطريق؛ وقال إن التعديل يصب في مصلحة السلامة المرورية من خلال تركيز السائقين في القيادة، وهي غاية تنشدها وزارة الداخلية متمثلة في الإدارة العامة للمرور؛ وأشار الخرجي في تصريح خاص لـ الوطن أن بعض السائقين يستخدمون مكبر الصوت الموجود بالهاتف الجوال للتحدث، وينفون ذلك عندما يتم توقيفهم من قبل الدوريات المرورية، لذلك جاء مشروع تعديل القانون لفرض مزيد من الانضباط في الطريق؛ لافتاً إلى أن استخدام سماعة الأذن والبلوتوث للحديث بالهاتف لا يُعتبران من ضمن المخالفات المرورية، إذ إن السائق يستخدم في هذه الحالة كلتا يديه للتحكم بالمقود. وأضاف الخرجي أن القانون يشمل الانشغال بجميع الأجهزة الأخرى، سواءً باليد وباللمس والمشاهدة.
ظواهر سلبية
ووصف الخرجي الفقرة الأولى من المادة 55، التي شملها التعديل، والتي تنص: يلتزم سائق المركبة الميكانيكية بما يلي: «عدم استعمال الهاتف النقال أو غيره من الأجهزة على أي نحو أثناء السياقة مستخدماً يده في حمله أو استعماله»، وصفها بالفضفاضة، مشيراً إلى أن النص الجديد بعد التعديل الذي جاء على النحو التالي «يلتزم سائق المركبة الميكانيكية بما يلي: عدم الانشغال أثناء السياقة باستعمال أي جهاز سواء باليد أو اللمس أو المشاهدة»، تعزز انتباه السائق بالطريق. وقال إن الانشغال بالهاتف الجوال والأجهزة الأخرى بالنسبة للسائقين والمشاة، ظل ظاهرة تؤرق المرور؛ لذلك تعمل الإدارة على محاصرة هذه العادة التي تشكل خطراً محدقاً بالجميع.
وتعمل الإدارة العامة للمرور على محاصرة الانشغال بالهاتف أثناء القيادة من خلال وسائل متنوعة تشمل الرسائل التوعوية على منصات التواصل الاجتماعي، وأجنحتها التي تقيمها في مناسبات الدولة المختلفة؛ إضافة إلى تسيير عدد من الحملات المرورية على الطريق.
وكان الرائد جابر محمد عضيبة، مساعد مدير إدارة الإعلام والتوعية المرورية، شدد في تصريح صحفي إبان بداية حملة مرورية لمكافحة ظاهرة الانشغال بالهاتف أثناء قيادة السيارة أواخر شهر يوليو الماضي، على أن الانشغال بالهاتف يتعدى التحدث به إلى كتابة الرسائل الإلكترونية، ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر، وفيس بوك، وتليجرام، وسناب شات، وكذلك التقاط صور السيلفي.
غرس الوعي
وقال إن الهدف الأبعد أثرا الذي ترمي إليه الإدارة العامة للمرور ليس تحرير المخالفات، وإنما هو غرس الوعي، وتنمية الشعور بالمسؤولية بين مختلف فئات مستخدمي الطريق بغرض حصد نتائج الأمان والسلامة على الطريق.
وأضاف ان توقيع وتحرير المخالفة بسبب الانشغال بالهاتف الجوال سيكون فوريا عن طريق توقيف قائد المركبة بعد ضبطه بارتكاب الفعل المخالف، من خلال نقاط التفتيش والدوريات المنتشرة في الإشارات والدوارات والتقاطعات.
وأوضح الرائد جابر محمد عضيبة أن أرقام الوفيات والإصابات التي يتسبب فيها الانشغال بالهاتف الجوال وتطبيقاته جديرة بأن نتوخى الحذر في قيادتنا لسياراتنا، وأن نستجيب إلى ما يحيينا سالمين.. وإن هذه الحملة من الإدارة العامة للمرور بمثابة إعادة تذكير وإنعاش لذواكرنا للالتزام بطرق السلامة.
واشتركت في الحملة المرورية على الانشغال بالهاتف، الدوريات المرورية في كافة أرجاء البلاد، لتشمل مناطق الشمال، والجنوب، ودوريات دخان.. بالتزامن مع الدوريات العاملة في العاصمة «الدوحة» على مدار الساعة.
حملة المرور
واستمرت الحملة المرورية التي أطلقتها الإدارة العامة للمرور في شهر يوليو الماضي طيلة فترة الصيف.. حيث تم خلال هذه الفترة عمل تقييم أسبوعي لسير الحملة وإحصاء نتائج عملها، بهدف إعداد تقرير تحت إشراف قسم الدراسات والمعلومات المرورية، حول ما قامت به الحملة وما حققته من نتائج.. إضافة إلى عمل استبيان لاستطلاع رأي الجمهور فيها. وفي ذات السياق، أعرب عدد من المواطنين عن ارتياحهم للتعديل الجديد على قانون المرور. وأكدوا لـ الوطن أن استخدام الهاتف أثناء القيادة لا يستقيم مع القيادة الآمنة على الطريق، لأنهما نقيضان لا يجتمعان، ومن الخطورة بمكان أن ينشغل السائق عن القيادة بأمور أخرى سواءً الهاتف أو غيره؛ إذ إن القيادة تحتاج إلى انتباه وتركيز كاملين، وأن يكون السائق ملما بكل ما حوله من أخطاء الآخرين لكي يتلافاها، وهو ما لن يستطيع فعله في حال انشغل عن الطريق. وقالوا إن قائدي السيارات الذين يستخدمون الهاتف أثناء القيادة لا يدركون أن هذا السلوك الخاطئ يشكل تهديداً على حياتهم قبل حياة الآخرين، فعدم انتباه السائق لثوانٍ معدودة قد يقود إلى حادث يدفع السائق ومن معه ثمنه بقية حياتهم. وأشاروا إلى أن بعض قائدي السيارات يتحدثون في الهاتف وهم متوقفون عند الإشارة وهذه مشكلة أخرى، حيث إنهم يندمجون في المكالمة دون الاهتمام بالإشارة، وهي تعطي الضوء الأخضر ولا يبالون، وبذلك لا يهتمون بالسيارات التي خلفهم مما يسبب ذلك إرباكاً لحركة المرور، لافتين إلى ضرورة أن يصبح هذا السلوك محل إدانة من المجتمع.
copy short url   نسخ
22/10/2016
40529