+ A
A -
تحقيق – محمد الجعبري
أكد عدد من مديري المدارس وأصحاب التراخيص على الفائدة العظيمة التي ستعود على العملية التعليمية من عمل التوجيه التربوي بوزارة التعليم بعد رار عودته الذي صدر العام الماضي، لافتين إلى دوره الكبير في إعادة العملية التعليمية إلى نصابها وطريقها الصحيح، حيث عمل هذا النظام قديماً على تخريج العديد من القيادات التي تسكن كثيرا من مناصب الدولة.
وشدد التربويون على أن العملية التعليمية تنتظر بشدة عودة موجهي العملية التعليمية، الذين سيقومون بدور المشرف والمتابع لتدريس المناهج في الفصول الدراسية، والتحقق من المستوى الحقيقي للطلاب والعمل على معالجة جوانب الضعف وزيادة مواطن القوة لدى الطلاب المتفوقين.
ونوه الخبراء التربويون بأن التوجيه التربوي هو خدمة تربوية متخصصة تهدف إلى الارتقاء بنوعية التعليم من خلال توفير أفضل الظروف التي تمكن المعلمين وأطراف العملية التعليمية من القيام بأدوارهم من جهة، وإلى مساعدة المعلمين على تحسين فاعلية التعليم في مجالاته المختلفة من جهة أخرى، لافتين إلى أن التوجيه مجهود منظم وعمل إيجابي يهدف إلى تحسين عمليتي التعليم والتعلم وبذل الاستثارة، وتنسيق توجيه النمو الذاتي للمعلمين ليزدادوا فهما لوظائف التربية والتعليم وأيمانًا بأهداف النمو المستمر لكل تلميذ ليمارس دوره في بناء المجتمع.
وطالبوا بأن يتولى مسؤولية التوجيه التربوي الخبراء الذين كانوا يتولون في السابق هذه المهمة، وإضافة أصحاب الخبرات المتميزة التي تملأ الميدان من التربويين القدامى.
خبرات أكاديمية سابقة
من جانبها أكدت الأستاذة عائشة الجابر رئيس توجيه مادة الاجتماعيات في وزارة التعليم سابقاً أنه من أهم الشروط التي يجب أن تُؤخذ في الحسبان عند إعادة تشكيل التوجيه التربوي بوزارة التعليم أن تعيد الكفاءات التربوية السابقة التي كانت تتولى هذه المهمة في السابق، والتي تتخطى سنوات خبرتهم الـ30 و40 عاما في مجال التعليم، حيث إن العملية التعليمية في قطر مليئة بالكفاءات الوطنية التي تستطيع أن تنهض بهذا الدور العظيم والمؤثر للتوجيه التربوي.
وأكدت الجابر على أن العملية التعليمية تنتظر الكثير من التوجيه التربوي بعد عودته وأولها متابعة موجه المادة للمعلمين في المدارس لتنفيذ الخطط الأكاديمية التي يتم رسمها من قيادات المجلس، لأنه سيقوم بدور المشرف والمتابع لتدريس المناهج في الفصول الدراسية، والتحقق من المستوى الحقيقي للطلاب والعمل على معالجة جوانب الضعف وزيادة مواطن القوة لدى الطلاب المتفوقين، لافته إلى أن الموجه الذي يكون أهل خبرة في الميدان وتمرس جيداً في العمل التعليمي بالصفوف الدراسية سيكون ملما بجميع جوانب المنهج الدراسي وطبيعة المستوى الأكاديمي للطلاب والطالبات، كذلك المهارات والكفاءات المطلوبة لبناء شخصية الطالب.
وأشارت الجابر إلى أنه يجب على الوزارة تغيير قواعد ومهام الموجه ليكون هناك فرق واضح بين أخصائي المعايير والموجهين، حتى لا يكون التغيير مسميات فقط، فالتوجيه المدرسي هو عبارة عن عملية فنية منظمة تؤديها قيادات لديها خبرات تربوية متنوعة شاملة لمساعدة من هم في موقع العمل رغبة في تمكينهم من النمو المهني والثقافي والسلوكي وكل ما من شأنه أن يرفع مستوى عملية التعليم والتعلم ويزيد من الطاقات الإنتاجية للمعلمين والطلاب على حد سواء، وذلك من خلال التفكير والعمل الجماعي.
مطالب الميدان التربوي
من جانبه قال الأستاذ أحمد الخالدي معلم بالمدارس المستقلة إن الميدان التربوي ينتظر من التوجيه التربوي تحقيق العديد من الأهداف ومنها: العمل مع الطالب لتحقيق الذات، والعمل مع الطالب يقصد به التعامل معه حسب حالته سواءً كان عادياً أو متفوقاً أو ضعيف العقل أو متأخراً دراسياً، وذلك تحقيق التوافق بين الطالب والمعلم بما يتناسب مع إمكانات الطلاب العقلية والعمل على تحفيز الطلاب من خلال مراعاة السلوك والبيئة والطبيعة الاجتماعية للطلاب والعمل على التغيير والتعديل حتى يحدث توازن بين الطالب وبيئته.
كذلك تحقيق التوافق الشخصي والتربوي من خلال مساعدة الطالب في اختيار أنسب المواد الدراسية التي تتناسب مع قدراته وميوله إلى أقصى حد ممكن، سيعمل على تحقق النجاح الدراسي، كذلك تحسين العملية التربوية وذلك يكون عن طريق إثارة الدافعية والحوافز وتشجيع الرغبة في التحصيل باستخدام الثواب والعقاب، لافتاً إلى أهمية أن يراعي الموجه التعليمي التعرف على المتفوقين ومساعدتهم على النمو التربوي في ضوء قدراتهم وتوجيه الطلاب إلى طريق المذاكرة والتحصيل السليم.
رسم الخطط الأكاديمية
من جانبه أكد الأستاذ إسماعيل شمس مدير مدرسة أبو بكر الصديق الإعدادية المستقلة للبنين أنه يجب على وزارة التعليم الجمع بين إيجابيات المجلس الأعلى للتعليم ونظام وزارة التعليم سابقاً، لأن كل تجربه لها إيجابياتها وسلبياتها، لذلك نأمل أن يتم الاستفادة من النظامين القديم والجديد، خاصة أن التوجيه يقوم على تنسيق الجهود بين الأفراد والجماعات الذين يشرف عليهم من خلال النظرة الشاملة للموقف التعليمي، والتنسيق في مختلف أوجه الأنشطة في المدرسة وما يستجد من أنشطة في المجتمع والحث على المشاركة بها.
وأشار شمس إلى أن التوجيه التربوي كان يعمل للإشراف على الجانب الأكاديمي ورفع المستوى الأكاديمي للطلاب، لذلك نتمنى أن يكون دور التوجيه ليس التفتيش على المعلمين فقط، ولكن لرسم الخطط الأكاديمية ومتابعة تنفيذها داخل الصف المدرسي، لافتاً إلى أن التوجيه التربوي هو خدمة تربوية متخصصة تهدف إلى الارتقاء بنوعية التعليم من خلال توفير أفضل الظروف التي تمكن المعلمين وأطراف العملية التعليمية من القيام بأدوارهم من جهة، وإلى مساعدة المعلمين على تحسين فاعلية التعليم في مجالاته المختلفة من جهة أخرى، فالتوجيه مجهود منظم وعمل إيجابي يهدف إلى تحسين عمليتي التعليم والتعلم وبذل الاستثارة، وتنسيق توجيه النمو الذاتي للمعلمين ليزدادوا فهما لوظائف التربية والتعليم وأيمانًا بأهداف النمو المستمر لكل تلميذ ليمارس دوره في بناء المجتمع.
التعليم قائم على التحاور
وفي نفس السياق أكد الأستاذ حازم الصاوي النائب الأكاديمي لمدرسة عمر بن عبدالعزيز الثانوية على أنه يجب على الموجهين التربويين أن يقوموا بأخذ التغذية الراجعة من الميدان ونقلها لمسؤولي العملية التعليمية في الوزارة، وذلك من خلال التعرف على وجهة نظر المعلمين في كيفية تطبيق المنهج وخططهم الأكاديمية على الطلاب، لافتاً إلى أن العملية التعليمية عملية ديمقراطية تقوم على النقاش والتحاور ونقل التجارب الناجحة من المدارس المتميزة لتعميمها على مدارس أخرى تعاني من نفس المشاكل، وهذا بالفعل ما عملت عليه قيادات التعليم الفترة الماضية.
ولفت النائب الأكاديمي لمدرسة عمر بن عبدالعزيز الثانوية إلى أن مهمة الموجه تقديم المعاونة الفنية وهذا يتطلب أن يكون على قدر كبير من المعرفة والإطلاع، ولديه القدرة على التغيير في الأشخاص واتجاهاتهم وسلوكهم، وكذلك القدرة على التغيير في البرامج التعليمية من خلال معرفته بالتغييرات الاجتماعية في المجتمع وأثرها على التربية، كما يكون لديه القدرة على تغيير الأساليب المختلفة لتحسين العملية التربوية والتعليمية وحل المشكلات التربوية، إضافة إلى الإلمام بأسس التخطيط والتقويم وكيفية استخدامهما كأساس لتحسين البرنامج التعليمي.
وأضاف الصاوي إن عودة التوجيه سيمكن مسؤولي العملية التعليمية في الوزارة من متابعة الخط البياني لسير العملية التعليمية على أرض الواقع، من كشف مواطن القوة والضعف لدى الطلاب، كذلك التعرف على أفضل السبل لتطبيق المناهج الدراسية من خلال تنفيذ الخطط الأكاديمية في الصف الدراسي، خاصة أن الموجه صاحب خبرة تعليمية كبيرة ولديه إدراك وإلمام حقيقي بالمناهج الدراسية من خلال عمله في التعليم وتمرسه على جميع المناهج من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية.
copy short url   نسخ
22/10/2016
3372